أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - أدوات الجريمة...!!














المزيد.....

أدوات الجريمة...!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


أدوات الجريمة...!!

قصة: نبيل عودة

(ملاحظة: هذه القصة نشرت ضمن فلسفة القانون، لكن الزملاء انتقدوا اسلوب قفلتها، أجريت عليها تعديلا كبيرا وغيرت اسمها أيضا)

لم يتوقع جميل وزوجته ان يكون صيد الأسماك من البحيرة ممنوعا . وصلا أمس إلى المدينة، قضيا ليلتهما في فندق، صباحا وصلا لشاطئ البحيرة، انزلا قاربهما الصغير إلى البحيرة، ثم لفتت زوجته انتباهه إلى إعلان كبير يحذر من صيد الأسماك من البحيرة لفترة أسبوعين.
شعر جميل بالغضب، قال لزوجته: نخطط لهذه الرحلة منذ نصف شهر، وها نحن نصل إلى البحيرة لنجد ان الصيد ممنوع.
قالت له زوجته: لا باس .. أعرف ان الصيد هوايتك المفضلة، سنقضي يومنا ونغادر المدينة مساء. قد نعود في الشهر القادم..
- لكني لا أجد مراقبين هنا..؟
- لا تغامر .. ستنشق الأرض ويظهروا مع استعمالك لصنارة الصيد.. ربما يروننا ولا نراهم. تعال نأخذ شوط سباحة..
نزلا إلى البحيرة.. كان جميل سباحا ماهرا عكس زوجته. خرجت زوجته من البحيرة جففت جسدها، أخذت كتابا، واستلقت بالقارب، جدفت مبتعدة عن الشاطئ...ثم تمددت داخل القارب وغرقت في القراءة.. بينما زوجها يمارس السباحة..
في ساعات الظهر سمعت صوت محرك لقارب غير بعيد عنها، لم يعنيها الأمر، فهي غارقة في قراءة رواية مثيرة.
شعرت ان القارب بات بلصق قاربها، التفتت للقارب وكل ظنها انه شخص يتمتع بالنظر إلى جسدها.
رأت شخصا بملابس رسمية، يبدو انه موظف رسمي ، قال بصوت ناشف:
- سيدتي.. لماذا تصطادين السمك في البحيرة؟
جفلت، فهي لا تصطاد رغم ان الصنارة في قاربها ، بل حتى لم تلمسها وليست من هواة الصيد أصلا.
رفعت عينيها عن صفحات الكتاب، نظرت إليه شذرا وقالت بغير اهتمام :
- ألا ترى يا جاهل أني أقرا كتابا ؟
- سأضطر لاعتقالك، أنت تخالفين الحظر المفروض على صيد السمك ؟
- لكني لا أصطاد، والقارب لا سمك فيه.. أنا أقرأ كتابا ولا أنوي الصيد .. هذه الصنارة لزوجي الذي يستلقي الآن نائما على الشاطئ.. ولم نستعملها بسبب قرار منع الصيد.
- لا أفهم .. سأضطر لاعتقالك لأنك تحملين معك في القارب أدوات الصيد.
- يا عزيزي .. كما ترى بأم عينك أنا لا أصطاد، ولا توجد معي حتى أسماك، فبأي حق تعتقلني ؟
- لأنك تحملين أدوات الصيد، هذا يعني انك تصطادين ويجب ان أعتقلك؟
- لكن الضحية التي تتهمني بصيدها غير موجودة؟
- ليس مهما ..
- هل من تهمة جنحة دون المجني عليه .. او عليها؟
- أنت تحملين أدوات الجريمة في القارب..
- وفي منزلنا توجد سكاكين.. فهل أنا قاتلة للبشر مثل الدواعش؟
- هناك إعلان واضح ان الصيد ممنوع في هذه الفترة، فلماذا صنارة الصيد بجانبك؟
- هي بجانبي لأن الصيد ممنوع.. وإلا كان زوجي سيستعملها للصيد؟
- إذن سأعتقلك واعتقل زوجك أيضا.. أين هو؟
- هل من قانون يقول ان من يحمل أداة يمكن ان ترتكب بواسطتها مخالفة ما ، أو جنحة ما، هو متهم تلقائيا بارتكاب جنحة؟
- انا لست رجل قانون لأجيب عن سؤالك .
- لكنك مراقب لتنفيذ قوانين .. فكيف تجهل القانون الذي جعل منك مراقبا؟
- هذا النقاش لا معنى له.. انت تملكين صنارة صيد، والصيد ممنوع في البحيرة، يجب ان اعتقلك.
- ما هذا الإصرار الغريب؟ ما هذا الغباء؟
- انت تهينين مراقب تنفيذ القانون.. هل تعلمين ما عقاب ذلك؟
- ليرسلوا مراقب يميز بين تنفيذ مخالفة وبين مجرد وجود أداة صيد لم تستعمل بسبب إعلان منع الصيد.
- سأجر قاربك .. يجب ان اعتقلك، بتهمة الصيد وإهانة مراقب.
- أنت تهين نفسك وتهين القانون الذي وكلت على تنفيذه.. وأنا أحذرك ، زوجي رجل قانون.. قد يكلفك ذلك الطرد من وظيفة لا تعرف القيام بها ، إلى جانب اني سأطالب بتعويضي عن إزعاجك لي وعن اعتقالي بلا دليل على تنفيذ مخالفة؟
- لا تتهربي بكلام منمق.. يجب ان اعتقلك.
- إذا اعتقلتني سأتهمك أيضا بمحاولة اغتصابي؟
- لكني لم أحاول ولا أفكر باغتصابك، أنا مراقب قانوني ولا ارتكب مخالفات رهيبة من هذا النوع؟
- بل أنت متهم بمحاولة اغتصابي ..
- كيف .. وأنا حتى لم انزل إلى قاربك؟
- أنت تهددني بأنك ستتهمني بصيد السمك إذا لم تحصل على مرادك مني!
- لم احاول ذلك .. ما قلته لا علاقة له بما تقولين ؟ كيف ستتهمينني وأنا لم أحاول اغتصابك؟
- تتهمني بان اداة الجريمة الصنارة في قاربي.. هذا صحيح، وأنت أيضا تحمل أدوات الاغتصاب بين ساقيك !!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة مبسطة: فلسفة القانون
- فلسفة مبسطة: ما هي الفلسفة؟
- فلسفة مبسطة: فلسفة مذهب النفعية
- في ذكرى رحيل الناقد د. حبيب بولس (1948 - 2012)
- فلسفة مبسطة: الشبيحة
- بلدة بلا خطايا...!!
- فلسفة مبسطة: مفهوم حقوق الإنسان
- فلسفة مبسطة: الثورة، النظام والشعب
- فلسفة مبسطة: التفكير الانديكتيفي..!!
- فلسفة مبسطة: سنة أولى فلسفة
- كل شيء يبدأ بخطوة واحدة...
- لعبة الغولف
- خطر على المؤمنين..!!
- فلسفة مبسطة: فشل التوجه الى المرجعية
- فلسفة مبسطة: فلسفة الدحض
- الحمير تعقد قمة طارئة..!!
- فلسفة مبسطة: فلسفة الدين
- فلم وثائقي يكشف: جرائم حرب إسرائيلية في حرب 1967
- من تسجيلاتي القصصية
- خبر عاجل من البي البي سي


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - أدوات الجريمة...!!