أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نصارعبدالله - كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !














المزيد.....

كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 20:53
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


كأنك يا "ابوزيت" ..ما قليت !! د/ نصار عبدالله
المادة 33 من مشروع قانون مكافحة الإرهاب تنص على أنه: " يعاقب بالحبس الذي لا يقل مدته عن سنتين كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أيه عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية وذلك دون إخلال بالعقوبات التأديبية المقررة في هذا الشأن". لن أعيد طرح الملاحظة المكررة التى لاحظها كل المعنيين بحرية الصحافة والنشر وهى أن هذه المادة تخالف نص المادة 71 من دستور 2014الذى وافق عليه الشعب المصرى بأغلبية ساحقة والتى تقضى بأنه " لا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بطريق النشر أوالعلانية"،.... أى أن سالق مشروع هذا القانون أو قاليه ( من القلى ) قد بلغت به العجلة والحرص على إرضاء المتربصين بحرية هذا الوطن إلى حد أنه لم يلتفت إلى أن هذه المادة متصادمة تماما مع الدستور ، وأن مصيرها إن عاجلا أو آجلا هو القضاء بعدم دستوريتها !! ، فيذهب بذلك تعبه على فاشوش وكأنك يابو زيت ما قليت!! لن أعيد طرح الملاحظة المكررة ولكنى سوف أطرح ملاحظة مختلفة تماما ..وسوف أفترض أننا رضينا بهذا النص غير الدستورى وسلمنا بأن من يتعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أيه عمليات إرهابية يستحق الحبس، (وهو فى رأيى لا يستحق الحبس فقط بل يستحق الإعدام لأنه سوف يكون جزءا فاعلا من عمليات إزهاق الأرواح المصرية الطاهرة مدنية كانت أو عسكرية) ...لكننى فقط أتوقف عند عبارة : "بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية "، أتوقف عندها لكى أتساءل ما هى العقوبة التى سيستحقها صائغ البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، إذا ثبت أن تلك البيانات تخالف الحقيقة ؟؟..ومن هى بالضبط السلطة أو الجهة التى سيناط بها محاسبته ؟، وما هى آليات تلك المحاسبة ؟؟ ...سوف يقول لى قائل : " إننا نثق ثقة كبيرة فى قياداتنا الراهنة، وإنها عودتنا حتى الآن على أنها تقول الحقيقة ، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى ..وسوف أقول لهم : نعم ، ولكن القانون ..أى قانون لا يضع فى اعتباره أنه سوف ينطبق فى ظل وجود قيادة معينة ..فقد تتعاقب القيادات والرئاسات ولكن القانون باق، ما الذى يضمن لنا ألا تجىء سلطة معينة كل بياناتها مخالفة للحقيقة؟ ، ومن الذى سوف يلقى على عاتقه كشف الحقيقة فى هذه الحالة غير الصحافة؟ ، وكيف تجرؤ الصحافة على كشفها ويدها مغلولة ورقبتها مهددة إن لم يكن بسيف الحبس، (والحبس بالنسبة للحر سيف) ، فبسيف الغرامة، والغرامة بالنسبة للصحفى نظيف اليد والجيب سيف أيضا أقسى وطأة من الحبس !!!، سوف يقول قائل حتى لو افترضنا أن البيانات الرسمية قد خالفت الحقيقة ، فإنها لن تفعل ذلك إلا لحكمة معينة يتطلبها المصلحة العليا للبلاد..كالحرص مثلا على بث الطمأنينة فى نفوس الناس أو رفع معنوياتهم من خلال التهوين من شأن كارثة حدثت بالفعل أو خطر مقبل سوف يحيق، والرد على ذلك هو أنه لاشىء يبعث الطمأنينة والثقة إلا الحقيقة الخالصة، حتى لو أفلح الخداع على المدى القصير بعض الوقت فإن نتائج انكشافه على المدى الطويل سوف تكون مدمرة ، لهذا السبب فإن المقاومة الحقيقية للإرهاب ينبغى أن تتمثل فى تجريم الكذب المتعمد سواء كان صادرا من الصحفيين أو ممن يصوغون البيانات الرسمية أنفسهم ، على أن تشدد العقوبة إذا كان ثبت أن الدافع إلى الكذب هو سوء النية ، أما إذا كان الدافع نبيلا كالحرص على المصلحة العامة ، فإن هذا لا ينبغى أن يكون مبررا للإعفاء من العقوبة، وإن كان من الوارد أن يكون مبررا لتخفيفها فحسب!، الأهم من هذا كله هو أن الصحفيين وصائغى البيانات الرسمية كليهما معا ينبغى أن ينظر إليهما باعتبارهم حسنى النية كأصل لا يحتاج إلى إثبات ، وعلى من يدعى عكس ذلك يقع عبء الإثبات ، وفى تصورى أن هذا ليس هو ما يفرضه الدستور، ولا هو ما تقتضيه مبادىء العدالة المجردة فحسب ، ولكنه هو أيضا ما تقتضيه مصلحة الوطن وما تقتضيه أولا وقبل كل شىء حربنا ضد الإرهاب .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفاق الخيمة
- الذكرى ال 45
- أحمد مراد: خسارتك فى الهلس !!
- عن تأمين أبراج الكهرباء
- فى وداع الخال عبدالرحمن
- الأولى بهم أن يسكتوا
- من أجل (2) يورو
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج
- منتصر وعام 2015
- القصيدة التى قتلت شاعرا
- حكايات -أبوالجدايل-
- إسرائيل: داعش العبرية!
- ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟
- -مصر..س- مرة أخرى
- عن : -مصر س-
- سعد هجرس
- سقطة الدكتور: يونان
- جعيدى: درس من التاريخ
- ثقب فهمى هويدى


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نصارعبدالله - كأنك يا -ابوزيت- ..ما قليت !