أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الساعدي - استفزاز الذاكرة في (ما بعد الخريف) دراسة نقدية للمجموعة القصصية ( ما بعد الخريف ) للقاص عبدالكريم الساعدي بقلم الناقد: علوان السلمان















المزيد.....

استفزاز الذاكرة في (ما بعد الخريف) دراسة نقدية للمجموعة القصصية ( ما بعد الخريف ) للقاص عبدالكريم الساعدي بقلم الناقد: علوان السلمان


عبدالكريم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


استفزاز الذاكرة في(ما بعد الخريف)
دراسة نقدية للمجموعة القصصية ( ما بعد الخريف ) للقاص عبدالكريم الساعدي
بقلم الناقد: علوان السلمان

القص القصير تعبير عن الواقع المتداخل والخيال لتحقيق الوظيفة الإيحائية والجمالية عبر وعي المنتج وخزينه المعرفي المحقق للمتعة من جهة والمحرك للذاكرة الباحثة عن المنفعة من جهة أخرى..بنسيج فني تشكل الدلالات النفسية والاجتماعية روحه وعموده الفقري..
و(ما بعد الخريف)المجموعة القصصية التي خلقت عوالمها ذهنية متأملة لواقعها فكانت شاهدا ببصمة مبدعها عبدالكريم الساعدي..وأسهمت دار أمل الجديدة في نشرها وانتشارها/2015..كونها شاهدا على واقع أكلته الحروب فكان تركيزها على الهم الاجتماعي والنفسي كونه محرك فاعل ومؤثر في الوجود ابتداء من العنوان بفونيماته الثلاثة الدالة على ظرفية زمانية وواقع مأزوم تكشف عنه صورة الغلاف بمياهه الآسنة ومحيطه الظلامي الرامز بسواده ونص الإهداء الموازي...
(إلى..
من توضؤوا بشهد الحرائق
أحلامكم التي وطأتها سنابك الدمع
ما زالت تهطل) ص5
..إضافة إلى كشفها عن زمن القص 1984 ـ 2014 وهي فترة مكتظّة بالحروب والحصارات..(هي ذات الألم..أكفان..وخوف..كنت وحيداً سقيما لما احترفت الكلام يخالني أمسك ضوءاً يستفز الوجع..كان خريفاً متجبراً..مكابراً..)..ص7..
هذا يعني إنّ المجموعة تشكل موقفا مؤطراً بإطار الحياة المكتظة بالمتناقضات المتصارعة الحادة وهي تسير بخطين متداخلين: أولهما واقعي وثانيهما تخييلي..
(وأنا معلّق في قبضة عينين تهزئان بأنفاسي اللاهثة بأطياف الحنين وأصداء الذكريات..أخشى أن تفتح لي جرحاً في خاصرة العشق..ومما زاد ارتباكي أنّه كان يفاجئني كلّ لحظة وعيناه تقفان عند اسم علي..كنت كنصف ميت أذوق مرّ الهوان..
ـ ما اسم أبيه؟
ـ ..............
كنت أطوف حول ملامحي المختبئة بين السطور بخشوع ناسك..كان يشبهني تماما..مرت ثوان بعمر الكون وأنا أرتل في المدى دعاء له نبض خوفي وضعفي وأنين الأمهات..عيناي تدوران بين الأسماء المرثية وبين ظلّ أمي القابعة خلف أسلاك المنايا..إنّها مسافة شهقة موت أو حياة..مسافة ثماني سنوات رعب متشحة بسواد القهر والحزن والتلاشي ..تدور في قبضة الموت ولما انغلق فضاء المجهول وختم على قلقي بالشمع تحررت من أسر كابوس العزاء..هرعت إلى أمي ملوحا لها عن بعد بضوء أمل لعلها تستظل به..كانت فرحة لأنّه لم يمت..
ـ ألم أقل لك إنّ الموت لا يقدر أن يحزّ رقبة الورد؟ أريد أن أراه..) ص20..
فالنص يعبر عن لحظات مشبعة برائحة الحياة المأزومة وتفاصيلها بجمل سريعة متلاحقة بدلالاتها الحركية وانتقالاتها المتداعية..الموظفة بقصدية عبر مشاهد وصور وأجواء كاشفة عن لحظات الموت الذي يسير بموازاة الواقع بلغة مجازية مانحة إياه عمقا فكريا وبعدا دلاليا باعتماد القاص التكثيف على مستوى السرد والحدث والشخصية والحوم حول العمق السايكولوجي ورد الفعل النفسي بلغة انفردت بدقة تعابيرها التي تتسم بدور وظيفي في معناها..مع ابتعاد عن الاسهاب والاستطراد الوصفي واعتماد الرمز كوسيلة لإغناء عوالم النص والتعبير عن اللحظة المشهدية الحافلة بالاستثنائي من الواقع واستفزاز الذاكرة المستهلكة..كونه قدرة مشحونة بدلالات تفرض التاويل من اجل استنطاق الوجود...
(اختلس ميقات الطيوف كي لا يستبيحني المكان.احدق في خيط من نور يتدلى من مصباح معلق في سقف صالة انتظار المشفى..يمضي على هدب الفراغ فاغرق فيه..وقبل أن يغزو جرحي صرير الباب استيقظت..انفض عن أنفاسي رعشة القلق ودوامة الانتظار..أرتل حلمنا المكتوم..انهض من مكاني يأتيني الصوت ممتشقاً وجه الحيرة والانكسار حين حاصرتني العيون بعطفها قالوا..
ـ إنّها ماتت
ـ أيّ واحدة منهما؟
ـ ....................
اعتقلني الذهول وانتظرت الدموع لكنها لم تأت..كانت الدموع تترقرق في عيون الناعي..امتد صمتي وذهولي في حناجر الصدى..صدى لهائي المهزوم يشيعه الوجع ولوعة الفراق في حواس الغرباء..وحين لم يعد غير الموت حاضرا..أضحت الأحلام تلاشيا..تعكزت طرف الغياب لألملم الفجيعة وانتظرت خطواتي لتخوض في مواسم العذاب..مواسم يلجمها السواد والغربة المميتة..لقد آن لي أن أعانق جرحي..لكن من سيشهق بالصراخ عند مدن طريدة أطفأت مصابيح المساء..ابنتي التي تحمل دفء العالم ام زوجتي التي أضنتها جراح المنافي؟ لا ادري..كانت عيناي تدوران بين باقة الزهور وبين لعبة ابنتي..)ص42..
فالنص يركز على الهم الاجتماعي كمحرك فاعل ومؤثر في الواقع الاجتماعي داخل بنية السرد عبر لغة تمتلك دلالاتها لخلق تركيبة مكونة من الحلم المتداخل والواقع ليضفي عليه تسجيلية تمتلك قدرتها على التقاط اللحظة المشهدية الغنية بدراميتها النافدة في أعماق الوجود ومحاولة الكشف عن دواخل الشخصية الأنموذج عبر حوارها الذاتي(المنولوجي) والتي تعد وحدة أساسية منبثقة من واقع متشظ..باعثة للوعي عبر التساؤلات التي أضفت النمو الفكري عليها كي تحقق حضورها وتسهم في انبثاق هواجسها الحيوية.. بلغة تلامس الحياة بتراكيبها المشهدية وطراوة ألفاظها الواضحة المعالم ببعدها عن التقعر..
وبذلك قدم القاص نصوصا مكتظة بشحناتها الدلالية وترميزاتها المستفزة للذاكرة وتوثيق لحظتها العيانية التي شغلت مساحات زمنية لأحداث نامية مستجيبة لشخوصها مع اقتراب من التخييل والمجاز في التصوير ومزج الحقيقة بالحلم باعتماد لغة تلامس مجرى الحياة ونبضها المنطلق من لحظة وعي متجاوز للواقع وافرازاته للتعبير عن رؤية انسانية تقوم على التركيز الدلالي بألفاظ موحية مثيرة للتأويلات بتجاوزها المعنى المتفرد بأحاديته..فضلا عن إنّه يوظف تقانات فنية منها التنقيط (النص الصامت)الذي يستدعي المتلقي كي يكون مسهما في بناء النص..
ـ إنّها ماتت
ـ أيّ واحدة منهما؟
ـ ................ /ص42
...فضلا عن أنّه يوظف الهامش للشرح والتوضيح بعيداً عن الدلالة الفنية والجمالية..إضافة ألى أنسنة الجمادات وجعلها فعلاً فاعلاً في الواقع..
(على مسافة موت أحمر يقف(كردمند) شامخاً مدججاً بمذاق الغضب..تنحني الريح له بعدما تواطأ الموت معه..يحدق من أعلى قمته بعينين لا يخونهما المدى صوب(جومان)..) ص27..



#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرائبية اللغة والحدث في نص ( ارتعاشة آخر ليلة ) للقاص عبدالك ...
- ( أنخاب ) / قصة قصيرة
- ( مرايا الشيب ) نص يؤسس لنمط مميز في السرد
- بلاغة الغموض في رسائل الموتى / دراسة نقدية - بقلم الناقد الم ...
- ( مدارج العتمة )
- ( الرفيق ديونيسوس )
- في قباء الكوابيس
- رفيف التجلي
- عند منعطف النسيان
- لمّا أوغلَ فيَّ الفراغ
- في مُقام التجلي
- بيادق محنّطة بالغياب
- للهذيان قامة
- حين أعياهُ العدّ
- ماذا بعد انتخابات 2014
- ترنيمة انتظار
- ( محجر رقم 1 ) - قصة قصيرة -
- اللمسة الأخيرة - قصة قصيرة -
- قلبُ أمّي لم تخنْهُ النظرة - قصة قصيرة-
- خطوة على الطريق - قصة قصيرة-


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الساعدي - استفزاز الذاكرة في (ما بعد الخريف) دراسة نقدية للمجموعة القصصية ( ما بعد الخريف ) للقاص عبدالكريم الساعدي بقلم الناقد: علوان السلمان