أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - مسجد الحسن الثاني تحفة الدار البيضاء















المزيد.....

مسجد الحسن الثاني تحفة الدار البيضاء


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معجزة معمارية، أطول مئذنة في العالم، وثاني أكبر مسجد فيه بعد جامع الملك فيصل في إسلام أباد

يبدو أن المغاربةَ مسكونون منذ القِدَم بهاجس إنجاز أكبر مسجد في العالم، أو أطول منارة، أو أجمل صومعة تلفت أنظار الآخرين، وتجذبهم إلى على حافة البحر الأبيض المتوسط من جهة، والمحيط الأطلسي من جهة ثانية. ففي عهد الموحدين، وتحديداً في فترة حكم السلطان يعقوب المنصور " 1184- 1199 " والذي جعل من الرباط عاصمة له، بُنيت صومعة حسّان في الرباط، وشيّد جامع الكتبية في مراكش، والخيرالدا في أشبيلية. وفكرة الصومعة تتجسد في تشييد منارة لأكبر مسجد في العالم. وقد بُدء العمل في هذه الصومعة عام 1195، غير السلطان يعقوب المنصور توفي بعد أربع سنوات، فتوقف العمل في هذه المسجد، وقد بلغ إرتفاع الصومعة " 140 " قدماً " 44 " مترا، وهو في حقيقة الأمر نصف الارتفاع الذي كان مقرراً له وهو 260 قدماً أي " 86 " متراً، ولم يكتمل من المسجد سوى بضعة جدران، ومائتي عمود. وأن ما يميز هذه الصومعة أنها لا تحتوي على مراقي، وإنما على سطح منحدر يعتليه المؤذن ليؤذن بالناس. وقد أستخدمت الطريقة نفسها في بناء صومعة الخيرالدا في أشبيلية، لكن الاسبانيين غيروا جامورها، وأضافوا إلى قمتها جرساً كاتدرائياً، غير أن الشكل العام للصومعة ظل قريباً من منارة جامع الكتبية في مراكش. إن صومعة حسان، إضافة إلى ضريح محمد الخامس يعدان من المعالم السياحية المهمة في مدينة الرباط على وجه التحديد.
وطئت الأراضي المغربية جيوش أجنبية غازية كثيرة كالرومان والوندال والبيزنطينيون قبل أن تأتي موجات الجيوش العربية الإسلامية الفاتحة سنة 681م، غير أن المغرب لم تتشكل كدولة إلا سنة 788م عندما بدأ عهد الأدارسة، وتحديداً عندما نصَّب مولاي إدريس الأول ملكا على البلاد في مدينة وليلي، ثم تلاهم المرابطون والموحدون والمرينيون والسعديون، ثم يُختتم المطاف بوصول السلالة العلوية الشريفة عام 1664م، ومن بين أبرز قادتها مؤسس مدينة مكناس، والملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، وأخيراً الملك محمد السادس الذي تربّع على عرش أسلافه المنعمّين " بحسب التوصيف المغاربي " عام 1999، وما يزال حتى يومنا هذا. إن ما يهمنا في هذه المقدمة التاريخية الخاطفة هو الإشارة إلى الملك المغربي الحسن الثاني الذي قرر في أواسط الثمانينات من القرن الماضي الشروع ببناء ثاني أكبر مسجد في العالم بمنارة تُعد الأعلى ارتفاعاً في العالم " 210م ". وقد توقف في كلمته التاريخية مطلع عام 1986 عند الأسباب التي دفعته لتشييد هذا الصرح الإسلامي العظيم قائلاً: " أريد أن يشيد على حافة البحر صرح عظيم لعبادة الله، مسجد تهدي مئذنته جميع السفن القادمة من الغرب إلى طريق الخلاص، الذي هو طريق الله ... أريد أن أبني المسجد على الماء، كما أردت أن يكون المصلي فيه والداعي والذاكر والشاكر والراكع والساجد محمولا على الأرض، ولكنه أينما نظر يجد سماء ربه وبحر ربه.". وفي صيف عام 1968 أعلنت الحكومة المغربية رسمياً الشروع بتنفيذ هذا المشروع الكبير حيث أُستدعي أكثر من " 35000 " عامل، متخصصين في شتى المهن والحرف المعمارية الأصيلة التي لها علاقة وطيدة بالتراث المغربي. كما تم تنسيب " 90 " مهندساً أغلبهم من الكوادر المغربية، وبعضهم أجانب. وكان هؤلاء المهندسون والعمال والحرفيون يواصلون الليل بالنهار طوال أيام الأسبوع مثل خلايا نحل لا تعرف الكلل أو الملل. وقد استغرق العمل لإنجاز هذه التحفة المعمارية سبع سنوات متتالية. لا يمكن الحديث عن مجمل تفاصيل هذه التحفة المعمارية المعقدة سواء عن قاعة صلاتها، أو مئذنتها، أو أبوابها، أو نوافذها المزججة بشكل دقيق، لذلك سأتوقف عند أبرز المعالم الأساسية لهذا المسجد " الأعجوبة " الذي أضفى للدار البيضاء نكهة خاصة، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن " الدار البيضاء " هي مدينة حديثة قياساً بالمدن المغربية الأخر. إن الناظر إلى " مجسد الحسن الثاني " من جهة المحيط الأطلسي يرى المسجد وكأنه سفينة عملاقة عائمة على المياه، ولكن ما إن يقترب منها الرائي حتى يكتشف جلال هذا المجسد وعظمته حيث تتبدى الأبواب التسع الكبيرة التي تعلوها نوافذ مزججة. أما المدخل الرئيس للجامع فيقع في الواجهة الجنوبية للمسجد والتي تبدأ من البوابة الرئيسية، وتمتد لمسافة طويلة قبل أن تصل إلى الهيكل الأساسي للجامع الذي يحتضن مئذنته الشهيرة، والأبواب المهيبة اللافتة للانتباه، والتي تذكرنا بالمنارات المغربية المميزة بشكلها المربع، والتي تختلف عن شقيقاتها في مصر وبلدان المشرق العربي حيث تكون المنارات في الغالب مستديرة.
مسجد فوق مياه المحيط
لا شك في أن فكرة بناء هذا المسجد مستوحاة من الآية الكريمة التي تقول " وكان عرشه على الماء " لذلك حرص المهندسون على أن تكون قاعة الصلاة الداخلية مبنية فوق مياه المحيط الأطلسي الهادر، فإذا ما ركع المُصلي يرى تحته زرقة الماء، وإذا ما رفع رأسه إلى الأعلى يرى زرقة السماء، لأن سقف المسجد، والذي تتعدى مساحته 340 متراً، متحرك، وينزاح بمجمله في غضون ثلاث دقائق. تستوعب قاعة الصلاة الداخلية " 25,000 " مصلٍ، بينما يستوعب المُصلى الداخلي، والمساحة غير المغطاة، والمخصصة للصلاة أيضاً خارج مبنى المسجد، ومن جهته الجنوبية كما أشرنا، فإن عدد المصلين يمكن أن يتجاوز الـ "105,000" مصلٍ، بينما يستوعب مسجد الملك فيصل في إسلام آباد " 700,000 " مصلٍ بمساحته الخارجية المكشوفة طبعاً، والذي بناه الملك فيصل بن عبد العزيز بدعم من حكومة المملكة العربية السعودية، وسمّي باسمه.
أعلى منارة في العالم
إذا كانت صومعة حسان في الرباط قد توقف بناؤها بسبب وفاة السلطان يعقوب المنصور فإن صومعة مسجد الحسن الثاني ظلت ترتفع يوماً بعد يوم حتى بلغ ارتفاعها " 210م " لتكون أعلى مئذنة في العالم كما أراد لها الحسن الثاني الذي حقق حلمه بأن تحتضن الدار البيضاء هذا المعلم الحضاري الذي يشير إلى عظمة الإسلام، وأهميته في حياة المواطن العربي المسلم " وللمناسبة فقد جُمعت تكاليف بناء هذا المسجد والتي بلغت أكثر من خمسة مليارات درهم مغربي من تبرعات المواطنين المغاربة، ومع ذلك فقد سمي المسجد باسم الملك، وليس باسم الشعب المغربي! ". تبلغ المساحة الإجمالية التي شُيدت عليها هذه المئذنة العملاقة " 625 " متراً مربعاً، إذ يبلغ طول الضلع الواحد " 25م ". وتنتهي المئذنة بجامور طوله" 15م " ووزنه ثلاثة أطنان، ويطلق هذا الجامور الضخم أشعة ليزر لكي يحدد اتجاه القِبلة، ويمكن مشاهدته من مسافة بعيدة. ضمن هذه المساحة الكبيرة التي بُني عليها المسجد، هناك مدرسة قرآنية تقع تحت أجزاء محددة من أرضية المسجد، وتتولى هذه المدرسة أصول الدين الإسلامي، وفيها مكتبة غنية جداً بمراجعها، ومصادرها النادرة، وهناك قاعات للندوات والمحاضرات مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة. كما يتميز هذا المسجد، بخلاف المساجد الأخر في عموم أرجاء المملكة المغربية، بأنه مشرع الأبواب أمام الزوار الأجانب من غير المسلمين وبرسم دخول " 120 " درهماً مغربياً، أي قرابة " 12 " يورو!



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والروائي فاضل العزاوي: المنفيون ذخيرة احتياطية كبيرة ...
- المخرج الأرميني أتوم إيغويان، الباحث عن المساحات المحجوبة في ...
- الفنان - التعبيري التجريدي - آرشيل غوركي وتقنية الرسم الآلي
- المخرج سيرغي باراجدانوف: ساحر السينما الروسية الذي أثار المش ...
- تركيا والطريق الطويلة إلى الاتحاد الأوروبي أو الجنة المفقودة
- قراءة نقدية للملحمة المُضادة - هكذا شطح الكائن مستقبلئذ - لل ...
- الناقد السينمائي عدنان حسين أحمد ل - الحوار المتمدن -: من غي ...
- هل أن المثقف العراقي مُطالب بأن يذهب إلى حتفه بقديمه؟
- المخرج باز شمعون ل - الحوار المتمدن -: أعشق سينما الحقيقة، و ...
- المخرج السينمائي قاسم حول لمجلة - العربي -: السينمائي يحتاج ...
- مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتل ...
- - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا م ...
- شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار ...
- مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في ...
- الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة ...
- الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر ...
- ملف الأدب المهجري العراقي
- حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل ...
- مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف ...
- الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير ...


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - مسجد الحسن الثاني تحفة الدار البيضاء