أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن أحمد عمر - يحكى أن .. الحلقة السادسة














المزيد.....

يحكى أن .. الحلقة السادسة


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 03:26
المحور: الادب والفن
    


طعام البحر
مثل كل ألأطفال لم يكن له غير التعليم مجال
فراح ينهل من الكتب فى إصرار ويستذكر دروسه ليل نهار
حتى يكون قرة عين لأمه وأبيه وقدوة صالحة لأخته وأخيه
وبعد كفاح مرير وصبر وفير حصل على شهادته بأعلى تقدير
كان والده ينحت فى الصخر من الفجر حتى العصر
من أجل الإنفاق عليه وعلى باقى إخوته وأن تعيش مستورة أسرته
كانت الفرحة غامرة والسعادة بحصوله على الشهادة
وتوقعوا أن يحصل على وظيفة لائقة ومكانة فائقة
يساعد أباه بدخلها الشهرى ويرفع عنه بعضاً من عبئه الأسرى
راح يسأل فى الشركات وقدم أوراقه فى جميع المصالح والهيئات
كان الرفض هو الرد الطبيعى والنهاية اليومية ،
والعودة إلى البيت صفر اليدين هو النتيجة الحتمية
لم يحتمل الشاب الصبور أن يرى والده عليه مقهور
فذهب للعمل فى مهنة حرفية صعبة جداً ومريرة وشقية
واستمر هذا الوضع عدة سنوات كان والده فى نهايتها قد أصابه المرض ومات
وأصبح هو كبير العائلة ومطلوب منه عمل المستحيل حتى يعلم إخوته وينفق على أسرته
كان الأمر شاقاً جداً والدخل قليلاً جدا
فكر فى السفر إلى إيطاليا مثل آلاف الشباب الذين يهربون من شتى ألوان العذاب
معتقدين أن وصولهم إلى أوروبا بالشىء اليسير ولم يعلموا أنه أمر خطير
فتحدث مع والدته وأقنعها بالنجاح ، وأوضح أمامها علامات الفلاح
باعت ما لديها من ماشية من أجل جمع ثمن الرحلة القاسية
وفى ليلة سوداء مثل قرون الخروب ليلة تحترق لها القلوب
ركب الشاب الطموح مع عشرات غيره فى مركبة متهالكة
من أجل الوصول إلى الشاطىء الآخر ولم يعلم أنه بحياته يغامر
وكما يحدث فى معظم الأحوال غرق المركب بين الأمواج والأهوال
ولم ينج من الغارقين إلا نسبة ضئيلةً أنقذوهم بأعجوبة وحيلة
هناك على الشاطىء الآخر حيث للإنسان قيمة حتى لو لم يكمل تعليمه
وكان هو من هؤلاء الذين فقدوا حياتهم ، ولم يعثر على أثر لهم
فتجرعت أمه كاس فراقه
ولا زالت تبكى عليه بدموع من دم ولا يفارقها الهم ولا الغم
وهكذا يموت شباب كالورد إما غرقاً أو من شدة الحر أو البرد
من غير أن ينشغل للمسئولين بال ولا يهتزون بأى حال
فقلوبهم بالمناصب قد تعلقت وللكراسى قد تسلقت
فأين القوانين والتشريعات التى تضمن حقوقهم فى وظيفة كريمة وحياة سليمة ؟
سؤال يطرح نفسه كل دقيقة فلا يجد من يجيب عليه والكل يهرب من الحقيقة
وكلهم ملهى فى حاله ومهتم بأحواله
ثم يعلقون كل شىء على شماعة القضاء والقدرولا يأخذون من فناء الحياة المواعظ والعبر.



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحكى أن .. الحلقة الخامسة
- يحكى أن .. الحلقة الرابعة
- يحكى أن .. الحلقة الثالثة
- يحكى أن .. الحلقة الثانية
- يحكى أن .. الحلقة الأولى
- نفحات قرآنية 2
- نفحات قرآنية
- (عيد ميلاد حمار) فانتازيا خيالية ضاحكة عن المغفلين فى زمن ال ...
- الذين يبخلون يخسرون كل شىء
- طبطب على كتف زمانك
- ولا تعتدوا
- مصر أصل الخير
- رسالة إلى الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر
- أنا والألم
- رد عقلى .. إمضاء محدود الدخل
- يا أعداء الحب والسلام زولوا
- تهميش الآخر المختلف .... لماذا ؟؟
- هل تحقق الحلم فى مصر الثورة المباركة؟؟
- وتعيشى يا مصر حرة
- الحاكم العربى لزقة بغراء


المزيد.....




- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن أحمد عمر - يحكى أن .. الحلقة السادسة