أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن أحمد عمر - نفحات قرآنية















المزيد.....

نفحات قرآنية


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 15:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من وجهة نظرى المتواضعة كمجتهد كبر وترعرع بين أحضان القرآن العظيم ويحاول جاهداً تدبرآياته الكريمات وفهم معانيه الربانية السامية أؤكد أن القرآن له لغته العربية الخاصة بها فى شكلها وكتابتها ومعانيها قد لاتتفق بنسبة معينة مع لغتنا العربية العادية والتى ورثناها وورثنا علومها وقواعدها ودرسناها وقررناها على تلاميذنا منذ نعومة أظفارهم فبعض الألفاظ تكتب بشكل مغاير لكتابتنا وبعض الألفاظ يختلف معناها من سياق إلى سياق وبعض الألفاظ قد تحمل معان عكس ما نفهمه من لغتنا اليومية.

أولاً

فمثلاً لو قرأنا قول المولى عز وجل (وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ)النساء 128 نجد أن كلمة الشح لم يتم رفعها بالضمة لتكون نعتاً لكلمة الأنفس ولكن تم نصبها بالفتحة مع تشديد عليها، وهذا معناه أن كلمة الشحٍّ ليست صفة لكلمة الأنفس ولو تتبعنا اللغة العربية وقواعدها لجاء الإعراب على النحو التالى:
وأحضرت: الواو حرف عطف وأحضر فعل ماض مبنى للمجهول والتاء تاء التأنيث.
الأنفس : وهى إسم مبنى للمجهول مرفوع بالضمة.
الشح : لو كانت مرفوعة لكانت صفة أو نعتاً مرفوعة بالضمة ولكنها جاءت فى الآية منصوبة بالفتحة مع تشديد عليها فما هو الحل؟
من وجهة نظرى المتواضعة أن كلمة الشح هنا معناها شح العواطف والمشاعر الإنسانية ولا علاقة لها بالبخل المادى الذى يضن صاحبه بما لديه من أموال وممتلكات فلا ينفق منه فى سبيل الله فقد اسماه الله تعالى ( البخل) وتحدث عنه كثيراً فى القرآن الكريم ولكن لفظة الشح تأتى خصوصاً لتعبر عن نضوب العواطف والمشاعر الإنسانية، أما موقعها الإعرابى فهو أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أخص أى أن الله تعالى يهدد الناس بإحضار الأنفس للحساب ويخص الأنفس الشحيحة منها والتى سيكون عقابها أليماً والله أعلم.

ثانياً

قول المولى عز وجل عن عرض الجنة
(وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران 133
هذه الآية الكريمة من وجهة نظرى لا تتحدث عن العرض الذى يقاس بالكيلو والمتر والسنتيمتر والميل وخلافه ولكنها تتحدث عن عرض أى مشاهدة بمعنى أن الجنة التى توعدون بها يشهد على وجودها وجود السماوات فوقكم والأرض تحتكم فلو اردتم التأكد من وجود الجنة فانظروا للسماء وجمالها وشمسها وقمرها ونجومها والماء الذى ينزل من سحابها وانظروا إلى الأرض وتنسيقها وجنانها وأنهارها وبحارها فعندئذ سيتأكد من يبحث عن اليقين أن الجنة موجودة وليست وهماً.

ونؤكد على كلامنا بقوله تعالى( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ) الكهف 100
أى عرضناها عليهم من كل جهة فرأوها وشاهدوها وتأكدوا من وجودها فالعرض هنا هو المشاهدة العينية .
وقوله تعالى (وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا )الكهف 48
أى وقف الناس فى مشهد مهيب ومرأى وواضح أمام الله تعالى وهو علام الغيوب .
وقوله تعالى عن داوود عليه السلام
(إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ) ص31
أى الخيول فى مشهد استعراضى رائع لكى يراها ويتمتع بمشاهدتها فاعتقد داوود أنه فتن بهذه الخيول فطفق مسحاً بالسوق والأعناق وبقية قصته معروفة للمتدبرين.

ولذلك فإننى أرى كمجتهد أن قوله تعالى عن الجنة (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) وقوله
(سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَ‌ٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )الحديد 21
هو استدلال على شىء غيبى بشىء مشهود يؤكد حدوث الغيبى وهو الجنة بكل صفاتها العظيمة التى وصفها الله تعالى فى كتابه الكريم.
ثالثاً

قول المولى عز وجل عن النساء
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )النساء 34
من وجهة نظرى المتواضعة أن النشوز هنا لا يعنى عدم موافقة الزوجة على معاشرة زوجها جنسياً كما يشاع لأنه لا يوجد عاقل يؤيد هذا التوجه فكيف يكون معنى النشوز هو أنها ترفض العلاقة الجنسية ثم يكون الحل من عند الله بالهجر فى المضاجع ؟ هى تكره هذا المضجع من الأساس فكيف يكون الحل بالهجر؟ ولكنه يعنى أنها تميل للإنحراف الأخلاقى ويظهر من بعض تصرفاتها هذا الميل والجنوح ككثرة الخروج بدون سبب واضح والتأخر خارج المنزل بشكل مريب ومشاهدتها تخاطب الغرباء بشكل ملفت للنظر أو تصطحبهم باسم الصداقة وغيرها إلى متنزهات أو شواطىء أى أنها تأتى بأفعال مريبة تضعها محل الشك والخلل وهنا يظهر التوجيه الربانى بشكله الرائع وتقسيمه المذهل والذى يجب إتباعه بكل دقة كما يلى والله أعلم
1- فعظوهن : الوعظ لا يأتى إلا من فقيه وليس كل المجتمع المسلم فقهاء ولا معظمه ولا بعضه ولكن الحقيقة أن معظمه لا يتفقه فى الدين فكيف نأتى لمن لا يفقه شيئاً فى دينه ونطلب منه أن يعظ زوجته لتعود إلى مستقيم الصراط؟ هل يمكن لأمى لا يقرأ أو يكتب وكل معلوماته سطحية وسمعية أن يقدم الوعظ المطلوب لزوجته؟ هل يمكن لعامل أو فلاح أو ميكانيكى أو سمكرى أو مقاول بناء أو حتى مدرس أو مهندس أو طبيب أو أو.... قليل المعلومات فى دينه وفقهه أن يقوم بهذا الوعظ؟

بالطبع لا ولذلك فالأمر فى قوله تعالى (فعظوهن) يقع على عاتق الفقيه المتعلم القريب من مركز الحدث فهو الذى يعظ السيدة فى وجود زوجها وأهلها حتى تعلم الحق من الباطل والهدى من الضلال وتعرف أنها على حافة الهاوية فتتعظ وترجع عن غيها لو أرادت ذلك وصمممت عليه فالله تعالى يتقبلها ويهديها.

2- واهجروهن فى المضاجع : هذا أمر من الله تعالى للزوج كنوع من العقاب والتأنيب حتى تعرف خطأها فترتدع وتراجع نفسها وتضع النقاط على الحروف وتعرف أن زوجها وأولادها وبيتها أهم من أى نزوات أخرى قد تضيع مستقبلها وتشرد أسرتها .

3- واضربوهن : هذا الأمر ليس للزوج فهو ليس من حقه ضرب زوجته لأن ذلك يخالف الأخلاق القويمة والتقاليد الكريمة ويعرضه للمسائلة القانونية وقد يدخل السجن بسبب ذلك ولكن هذا الأمر لوالد الزوجة ووالدتها وإخوتها أن يقوموا بأخذ ابنتهم المشكوك فيها والتى لم تتأثر بوعظ الواعظين ولا بهجر زوجها فيقوموا بتخويفها وتأديبها دون بغى فإن عادت وأنابت ورجعت إلى الحق وتعهدت بإصلاح نفسها لا يبغى عليها ولو صممت على النشوز أى الإستمرار فى طريق الغى تبدأ مراحل طلاقها من زوجها وتدخل فى مرحلة جديدة وهى مرحلة

(وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا )النساء 15 أعاذنا الله تعالى من هذا السقوط .


هذه هى بعض اجتهاداتى وأرجو مناقشتها وعرض الأفكار المخالفة ولا أصر على رأيى لو ظهر لى ما يبرر خطأه والله المستعان.



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عيد ميلاد حمار) فانتازيا خيالية ضاحكة عن المغفلين فى زمن ال ...
- الذين يبخلون يخسرون كل شىء
- طبطب على كتف زمانك
- ولا تعتدوا
- مصر أصل الخير
- رسالة إلى الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر
- أنا والألم
- رد عقلى .. إمضاء محدود الدخل
- يا أعداء الحب والسلام زولوا
- تهميش الآخر المختلف .... لماذا ؟؟
- هل تحقق الحلم فى مصر الثورة المباركة؟؟
- وتعيشى يا مصر حرة
- الحاكم العربى لزقة بغراء
- وزارة التوعية البشرية
- مصر 25يناير هى مصر العزة
- حتة مقال إنما ايه...
- مش مهم ... إنت مين
- الديكتاتورية طبخة مصرية قديمة ومشهورة
- مذكرة من الحكام العرب ضد مواطنيهم
- أيها الطغاة .. عليكم أن تفيقوا قبل فوات الأوان


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن أحمد عمر - نفحات قرآنية