أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - لمؤمن سمير: عن رعشة السور














المزيد.....

- عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - لمؤمن سمير: عن رعشة السور


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 20:56
المحور: الادب والفن
    




تختار الذات الشاعرة في البداية أن تتحدث عن الأسلاف ، عن البدايات الأولى لعالم الزيف والفوضى ، حيث تقوم الأسلاف برسم وصناعة ما يشبه الخديعة على هيئة العالم المفروض على الذات الشاعرة ثم يُصَدِّر الشاعر الجزء الأول من القصيدة / الديوان والموسوم ب " برعشة السور "بإهداء إلى " أليس" ، ومقطع من قصيدة الشاعر اليوناني " إيليتيس "كتمهيد أَوَّلي للدخول إلى هذا العالم الذي تركه الأسلاف كفوضى " حميمة " على الذات أن تعيد ترتيبها وفق رؤيتها للوصول إلى رعشة الصدق التي تمس القلب .عندما شرح َ قاموس الكتاب المقدس - دائرة المعارف الكتابية المسيحية - كلمة غمر قال إنها تستخدم للدلالة على : كتلة الماء التي كانت تغطي الكرة الأرضية عند الخليقة ..هذا هو الغمر الذي علقت فيها الذات الشاعرة ، علقت في كتلة الخلق الأولى حين كانت الأرض خربة وخالية وكانت كتلة من الماء يرف عليها روح الله وسنجد في تفاسير الكتاب المقدس تشبيهاً بأن هذه الروح كانت طائر يحضن هذه الأرض عند رفرفته . تتنقل الذات الشاعرة ( أو هذا الطائر) طوال هذا الجزء الطويل من الديوان بين واصفة ومشتبكة ، بين مهادنة وثائرة ، بين العجائبي الذى هو مكون لهذا العالم وبين العبثي الذي يحاول أن يبحث عن الحقيقة / الرعشة المنفلتة بين كائنات هي أقرب للصخور التي يقوم بمحاولة تفتيتها بالماء المالح ، لا يمكننا تتبع الصور المتداعية ولا الدراما التي يشكلها الشاعر بمهارة فائقة طوال هذا المقطع وتنقلاته بين الأنا والآخر ، وبين الخاص المباشر وبين الخارجي الغامض المُحَمَّل بتركيبات الصور التي يشتبك فيها الحسي بالمعني ، الشيء بالمعنى ، ولكننا يمكن أن نرصد حالة من خلخلة هذا العالم من خلال الولوج إلى كل تفصيلاته وكائناته وإعادة تعريفها وتغيير وظيفتها ، ولنستدل علي هذا الفعل لخلخلة العالم ببعض المقاطع على التوالي : ".. مرةً وأنا شاب/ثُرْتُ على البحيرةِ الصغيرةِ/ثرتُ ثورةً حقيقيةً/عجنتها من نيرانِ الصيفِ/وحطبِهِ " ثم "يومها استجابوا/للتماسيحِ الخشبيةِ/التي لَقَّبها أبي ب " السفنِ " وَوَأدوا ثورتي ...."الفشل إذن هو رديف الثورة وملازمها الأثير ولكن :" ثم إننا لا نحتملُ السهولَ والأنهارَ الليِّنَةَ/بل نُخَضِّب تجاعيدنا/بِذَمِّ الخيانةِ /وأحمرِ الثورةِ " إذن سوف لا تتوقف الثورة أبداً ، الثورة التي قررتها الذات الشاعرة لإعادة ترتيب الفوضى كما أسلفنا ، إنها معركتها مع العالم الذي امتلكها وألصقها بالشعر واللغة ونذرها لهما كما لو كانت شياطينَ تتلبسها .." نحن أولاد أمر آخر" ، هكذا تعلن الذات الشاعرة بعد هذا المعترك اللغوي مع مفردات الغابة / العالم والاشتباك مع ميراث الأسلاف الثقيل الفوضوي . في هذا الجزء / الجناح الثاني من الديوان والمسمى ب " بقرابة الموسيقى " تحاول الذات الشاعرة من خلال الموسيقى تشكيل عالمها الخاص الذي عن طريقة تتحرر من كونها عالقة في الغمر / المتاهة ، تتحول ثورتها من محاولة إلى تأسيس ، من مجابهة إلى إنشاء لذلك فهي شخصية وذاتية هنا أكثر ، لا تستخدم اللغة الغامضة المجازية في مخاطبة كائنات متخيلة وليست حقيقية كالتي خاطبتها وحاورتها وجابهتها في الجزء السابق / الجناح الأول ..في هذا الجزء من الديوان تبدأ الذات الشاعرة في الحديث / تكوين عالمها الحميم الخاص ( الشجرة – الكوب – الناي – النهر – المقص – السرير .. الخ ) وكلها مفردات تعبر عن حِسيَّات قريبة من النفس ومكونة لعالمها ، وكل ذلك مرتبط بالموسيقى ، أي أن كل مفردة مجردة تحاول وتطمح الذات لتعريفها موسيقياً : النهر: خَطِيَّةٌ على اليمينِ واليسارِ/ تَنْخُسُ الموسيقى/وتموتُ على رجاءٍ ..." كل مقاطع هذا الجزء من الديوان تؤدي هذه الوظيفة بشكل أو آخر ، التعريف الشعري لدورة الموسيقى في الأشياء أو اقتناص الموسيقى من صيرورة الأشياء ، حينها يحين الوقت للاشتباك ، لتداخل الذات مع ذوات أخرى من خلال اقتباس مقاطع شعرية أو مقولات منشورة أو نصوص وأعمال أدبية تتحدث عن الموسيقى ، تساعد الذات بها على تأسيس عالمها التي تطمح لأن يكون غنياً وحتى لا تشعر أنها وحدها التي تشعل عود الثقاب هذا في هذه الظلمة الحالكة بل إنها بقعة ضوء متجاورة مع بقع أشعلتها ذوات أخرى قريبة وحميمة في هذا العالم في النهاية ، وبعد هذه الدورة من الاشتباك والتشابك ، تعود الذات إلى الغناء منفردة كما بدأت هذا الجزء من الديوان عبر نصوص بعناوين دالة ، تعود لتشير إلى أسلافها :الهنود الحمر :
لم يُبِدْنَا البرابرةُ أبداً/ويطعنونَ تميمةَ الأسلافِ تلك خدعتنا الكبرى /ننامُ ونحلمُ/ونَسِنُّ سهامنا/ونُدرِبُّ أساطيرَنَا تعدو تحتَ التلِّ /في جَوْف كل نَغَمةٍ .."
مرة أخرى تحل الإشارة إلى الأسلاف ، إلى التل ، إلى السهام كما في النص التمهيدي في أول الديوان ، ولكن هنا تعدو الأساطير / الحكايات الأولى لتسكن داخل النغمة / الموسيقى / الكون المؤسس من قبل الذات .. هو نص واحد إذن يشير آخر ما فيه إلى أوله ، هي سجادة من اللغة المتداخلة عبر جمالياتها الخاصة بدون تأطير ولا حدود ولا قوانين تحد من محاولة الذات الشاعرة في الانطلاق والخلق عبر الثورة علي المقدس والمزيف والمفروض سلفاً ، أما الذات المنسحقة ، الجبانة ، التي تعيش داخل أطر مرسومة كما رُسمت الغابة من طرف الإقطاعي الأول فالذات الشاعرة ستتعامل معها هكذا وكما ينتهي النص :" سأخنقُ هذا الولد
بجدائلي الفاحمةِ/التي آخرها موسيقى ".
* " عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف " ، شعر ، مؤمن سمير، سلسلة " تجليات أدبية " العدد 17 الهيئة العامة لقصور الثقافة . مصر
* جريدة " القاهرة " المصرية العدد رقم 784 الصادر يوم الثلاثاء 30 يونيو 2015 ص 13



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مؤمن سمير و تجليات الاغتراب بين دِيوانَيْن - بقلم / خالد م ...
- عجائبية الخلق وموسيقى التكوين . قراءة في ديوان - عالقٌ في ال ...
- - الأبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة - بقلم / مؤمن سمير
- - بيوت - قصة بقلم / مؤمن سمير
- - غرفةٌ وصحاري وأشباحٌ ومدينة - كتابة بقلم / مؤمن سمير
- - اللعب مع الشيطان -
- مثل غابة وصياد وحيد ( إلي : مؤمن سمير ) شعر / أسامة بدر. مصر
- - الذي اصطادتهُ البساطةُ فأبصر و التحفَ بالأنثى فشاف -
- - ملامحُ مقطوفةٌ - شعر / مؤمن سمير
- - الصيادُ المعتزل - شعر/ مؤمن سمير
- - في فك خيوط اللعبة وفي الخوف كذلك - شهادة بقلم / مؤمن سمير
- تجليات الوحيد في- إضاءة خافتة وموسيقى - لمؤمن سمير بقلم : د ...
- - فأسٌ وحُفراتٍ في اللحم - شهادة
- ياسرالمحمدي يكتب :- عالِقٌ في الغَمْرِكالغابةِ كالأسلاف - لم ...
- - أكتب العالمَ لأكتبني - شهادة بقلم / مؤمن سمير
- - حفرةٌ .. للبكورِ الأخير - شعر/ مؤمن سمير
- - حَفْريَّةُ أسماء - .. كتابة .. بقلم / مؤمن سمير
- - صَباحٌ مُبهَمٌ .. لطائرٍ جَليديٍّ - شعر/ مؤمن سمير
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة الم ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - لمؤمن سمير: عن رعشة السور