أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - الكاتب ووحل الغرور ..














المزيد.....

الكاتب ووحل الغرور ..


حسام روناسى

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القلم مسؤولية والكلمة مسؤولية وأي كلام يقوله أن ينقله الكاتب، مسؤولية، بل اية فكرة ينشدها أو يعلو صوته بها، هي بحد ذاتها مسؤولية، مسؤولية تتجلى في نشر ثقافة معينة بين أوساط معينة ايضاً، حتى لو كانت بنسب ضئيلة جداً تعد تأثيراتها بعدد اصابع اليد الواحدة، كذلك الحال يتمثل في القضاء على ثقافة أخرى، معينة، ولكن من الجانب الاخر.
بناء عليه ولكي لا تكون المسؤولية ذات تأثير سلبي الوقع على القارئ أو المتلقي، يتعين على الكاتب أن يتحلى بصفات انسانية واخلاقية وادبية واجتماعية وعلمية، رفيعة، تؤهله لأن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، له دوره وموقعه، وله صداه في نفوس مؤيديه ومتابعيه.
وبكل تأكيد عندما ينال أي كاتب إعجاب من هنا وثناء من هناك نتيجة تربعه على المساحة التي استحقها بين القراء، سواء من قبل القراء القراء أو الكتاب القراء، عليه ان يكون، وفي هذه الحالة، فرداً أكثر تأدباً واكثر أخلاقاً مع من أعجب به أو أثنى عليه، وإلا فأن الكاتب قد كتب على نفسه السقوط في وحل الغرور ووحل الغباء وأنه للأسف وببساطة فقد قدرته على استيعاب الامور، كما هي.
والكاتب المغرور الغبي، المقصود هنا، سيكون عالة على نفسه أولاً، وعالة على مجتمعه ثانياً. عالة على نفسه أنه سيظن ببضعة الأسطر التي كتبها أو ربما نقلها من مصادر أو مراجع شغلت في ذات الوقت مساحة خصصها له موقع الكلتروني معين يشكر عليه، سيضعه ذلك في خانة الكتاب الخالدين، وسوف يصنع له تمثال من البرونز قبل مماته إن حالفه الحظ أكثر، وفي تلك اللحظة القذرة، سوف لن يكون كاتباً يشار له بالبنان، إنما كاتباً يشار إليه بأصابع الاتهام. وعالة على مجتمعه، ذلك أنه سينقل امراضه العقلية والنفسية عبر كتاباته التي ستكون سخيفة بطبيعة الحال، الى بعض الشرائح التي هي ربما تكون دون مستوى الوعي والادراك الذي ينشد نشره الكتاب، كأمر اساسي وضروري من ضروريات الكتابة.
إن الغاية من تخصيص اي كاتب، الوقت وبذل الجهود والتركيز وتحمل المسؤولية من اجل الخروج بمقال يؤهل الوصول للهدف المنشود الذي يسعى له كل الكتاب بشكل عام، هي الوصول بالمجتمع الى أكمل حالة من الوعي والادراك قدر الامكان. لا أن يتصور الكاتب أنه بتلك الاسطر التي نشرها له الموقع الفلاني أو تلك الصحيفة الفلانية، قد بات يشغل درجة علمية أو اجتماعية أعلى من درجة القارئ، أو من الكتاب القراء الذين سبقوه إن لم يكونوا أساتذة له.
إن الذي يجري بين بعض كتاب اليوم وللأسف، أنهم يتنافسون لأجل الشهرة فقط واحتساب عدد المعجبين والمعجبات متناسين أصل وغاية الكتابة، ومتناسين ماهية الدور الذي تلعبه الكتابة وعملية النشر في رفع المستوى العلمي والادبي والاخلاقي للمجتمع، أي مجتمع، بوجه الهجمات الشرسة التي راحت تخترق عقول البشر من كل الجهات، الإعلامية الحديثة على وجه الخصوص.
وهذا يعني ان الكاتب المغرور أو الكاتب الغبي، قد وقع في فخ الحالة النفسية والمرضية التي تعكس حالته ونظرته المتعالية الاستكبارية المتأتية نتيجة عوامل بيئية أو أسرية أو ما شابه، تدفعه لأن يرتكب الاخطاء بحق نفسه وبحق الاخرين، حين يكون عنصراً ساماً ممكن أن يعرض حياة ومستقبل ممن هم بحاجة الى منور أو منقذ، الى أمراض خطيرة قد تبدأ بموال واحد له او اثنين، ممكن أن تفسح الظروف لأن يتطور العدد ويصبح فوج كامل من حملة تلك الآفة.
برأيي أن غرور بعض هؤلاء الكتاب، متأت من أسباب اجتماعية متجذرة، تدفع صاحبها لارتكاب الاخطاء كأن ينظر هذا أو ذاك نظرة الاستعلاء والاستكبار وأنه يتصور باستمرار أنه فوق مستوى البشر، كفكر وكرأي وكدور في المجتمع. لذلك فهي دعوة خالصة لأن يكف هؤلاء الكتاب عن صفات الغباء تلك، والتمسك بصفات التسامح والتواضع وعدم الانجرار وراء نزعات النفس الامارة .. بالغرور.
حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدوي يتساءل فانصتوا اليه ..
- ليس الله جزاراً ولا جلاداً ..
- أيها الجهلة المساكين .. تثقفوا يرحمكم الله !
- لم يلد ولم يكن له كفواً أحد ..
- الوصايا العشرة لبدوي في المدينة
- الرحمن علم القرآن خلق الانسان .. كيف؟
- كم منكم يخاف نار جهنم؟
- لماذا الله نور وليس ضياء؟
- سورة البرلمان ..
- طفولة HAYA والكتاب
- لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟
- لماذا الصين افضل من باكستان
- في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!
- ماذا لو أصبحنا كلنا أصدقاء
- صروح


المزيد.....




- تامر حسني يصدر ألبوم -لينا معاد- بعد أيام من التأجيل
- أحدث دويًا عاليًا.. مغامر قفز مظلي يرتطم بخطوط كهرباء قبل سق ...
- حظر التعامل مع -القرض الحسن- لحزب الله.. مبعوث أمريكا يعلق ع ...
- الجيش السوري يدخل السويداء والطيران الإسرائيلي يقصفه
- وفاة المؤثرة المغربية سلمى تيبو بعد عملية جراحية اضطرت لإجرا ...
- عيد ميلاد لامين يامال الـ18 يثير جدلا واسعا بحضور ذوي التقزم ...
- عواصف شديدة تسبب فيضانات عارمة في نيويورك ونيوجيرسي
- ألبانيزي تشيد بمؤتمر بوغوتا حول فلسطين: أهم تطور سياسي خلال ...
- العدل ينتصر.. تأييد إدانة زعيم مافيا هدد الكاتب الإيطالي ساف ...
- في دراسة حديثة.. علماء يتنبؤون بـ-موعد- نهاية الكون!


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - الكاتب ووحل الغرور ..