أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!














المزيد.....

في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!


حسام روناسى

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحياناً ولكن .. مسموح !!
بعد حادثة صديقي الذي تيقنت لاحقاً أنه أودع التوقيف للتحقيق، ظننت أنني نجوت ببدني ولم يعد هناك من سيعرف أني كنت موجوداً في تلك اللحظة في ذلك الحرم، لكن الدهر غدار، وصاحبي لم يكن قادراً على الاستمرار في مقاومة اساليب التعذيب فنطق في النهاية بإسمي، وذكر عنواني.
وأنا منشغل في يوم بعملي، حتى باغتتني مجموعة من الحثالى الشرسين، لا يفقهون من عملهم شيء سوى تنفيذ الاوامر، فاقتادوني الى مركز الشرطة، وهناك جرى مالم أشاهده طيلة حياتي.
منذ أن أوصلتني الجtموعة المركز، أدخلوني على ضابط المركز كرهاً، بالدفرات والكفخات (ضرباً بالاقدام وبالايادي)، وما أن صرت داخل الغرفة، غرفة الضابط، حتى بدأ التحقيق.
داخل تلك الغرفة اللعينة، لم تكن هناك حياة، لم يكن هناك نوراً، لم يتبق لي شيء يذكر سوى إيماني بربي، لم تكن هناك قوانين ولا أعراف، كل الذي كان موجوداً هو اجتهادات خاصة بالضابط، يقول ما يحلو له ويتصرف كما يحلو له، شاب في مقتبل العمر، كان يظن أنه قد امتلك العالم من خلال غرفته تلك، نعم غرفته، لأنه الوحيد الذي كان الآمر الناهي، كان يجلس بطريقة غير مؤدبة وغير لائقة، تنم عن مستوى ثقافته المتدنية وانه بكل تأكيد كان سليل أسرة ليست شريفة، فقد كان يمسك بسيجارته وينفث منها الدخان بين لحظة وأخرى، بوجهي.
نظرت اليه وتأملت، قبل أن يتوجه إلي بأي سؤال وقد مرّ شريط ذكرياتي أمامي بسرعة البرق، تذكرت عندما كنت طفلاً صغيراً أجلس على دكة الحوش أنظر ال أطفال الحي وهم يلعبون، تذكرت مدرستي وفوضويتي، تذكرت كليتي ومشاكساتي بعض الاحيان مع زملائي خاصة الفتيات. تذكرت الكتب التي قرأتها والمقالات التي كتبتها، تذكرت الرحلات التي زرت خلالها مدناً جميلة في بلادي، تذكرت أشياء وأشياء وقارنتها بسرعة من اللحظة التي وقفت فيها أمام ذلك الشاب، الضابط.
أية مهزلة تمرّ بي، أية لا إنسانية تمرّ بي، ماذا اقترفت وماذا فعلت لأنال تلك الإهانة على يد ذلك الضابط. لقد سألني أول ما سألني عن اسمي واسم أبي وأخوالي وأعمامي وكل أسماء عشيرتي تقريبا، وكأنه يريد أن يثبت لي أنه العارف بكل تفاصيل حياتي.
بعد أسئلة وتحقيقات الضابط، أودعت التوقيف ولم أخرج من قفص السجن لتلك الليلة، آه، ما أقساها تلك الليلة، إنها تعادل ألف ليلة وليلة، ليلة لم يكن يخطر ببالي أنني سوف أشهد أحداثاً ومشاهد خلالها بتلك القسوة وتلك المعاملة اللاأخلاقية واللاإنسانية.
قفص السجن ذاك، كان قبل كل شيء مظلماً تقريباً وبارداً، وسخاً بكل معاني الكلمة، لا يوجد شيء يفترش الارض لكي نجلس عليه نحن السجناء، وفي منتصف تلك الليلة ونحن نائمون جلوساً كتف بكتف، وإذا بالسجان يصيح بأعلى صوته على احدنا، لم نسمع جيداً تلك المناداة بادئ الامر، لكن ضربة واحدة منه ذلك السجان على باب السجن، كانت كافية لتوقظنا من نومنا.
أعاد السجان ذكر اسم احدنا ، نهض المسكين من مكانه، فاذا به شاب وسيم أبيض البشرة لم يتجاوز العشرين من عمره، نهض وكان يرتجف من البرد، لم يكن يرتدي شيئاً جيداً، نهض وهو يمشي بخطوات تأخذه الى اليمين تارة والى اليسار تارة أخرى. ولما كانت مشيته مترنحة جاءته رعدة شديدة، صاحبتها ضربة عنيفة، فصار يمشي كالفرس وهو يحدق وراءه إن كنا شاهدنا المنظر أم لا. حينها تفجر داخلي بركان غضب، وقد تمنيت، أن أكون أنا الها لأضرب ذلك السجان، ضربة كبرى، أسقطه أرضاً وأمحوه أبدا، ولأنسف ذلك السجن وأدمر أركانه كلها. ولأصرخ بوجه المسؤولين وأوقظهم من نومهم، الذين يحسبون أنفسهم مسؤولين وأقول لهم:
كيف تسمحون بذلك التعذيب أن يحصل في سجونكم كيف تسمحون بتلك الاهانات والمهانات اللاأخلاقية أن تحصل في سجونكم، أنتم تجلسون في قصور فارهة ونحن نجلس في سجون قذرة بدون تهم، ألا يكلف أحدكم نفسه أيها المسؤولين، زيارة أحد السجون التي تملأ البلد، لكي تعرفوا حقيقة ما يجري، هل تعرفون يا سادة يا مسؤولين ماذا جرى لذلك الشاب؟
لقد فقد شرفه وهيبته ورجولته وكبرياءه، إنه فقد بكارته !!
هذا هو حال الدول النامية. ورغم ذلك نرى المساكين من كافة الطبقات الاجتماعية، يهرعون الى صناديق الاقتراع لانتخاب هؤلاء، المسؤولين !!
حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو أصبحنا كلنا أصدقاء
- صروح


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!