أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟














المزيد.....

لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟


حسام روناسى

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة !!
من الطبيعي أن أي انسان في الدول المتخلفة لا يعي حقوقه ولا يعي أهمية وجوده. بل لا يعي، وهذا هو الامر الخطير، بأنَّ هناك علاقة بين فكر الانسان وتطور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة، وأنها وطيدة جداً والتي من شأنها أن ترفع من شأنه. لذا فأن دورها في المقابل في التأثير على مدى بلوغه لإستيعاب كامل الحقوق، يُعد كبيراً أيضاً. فهي تساهم في دفعه الى أن يتكبد عناء مواجهاته لسدود من القوانين واللوائح والأنظمة الظالمة والقاسية بحقه، لو أضحت الجانب الايجابي في ذلك الاسهام، بعد توفيرها سبل إعلان إنقلاباته الفكرية. فينال بعدها مجالاته الطبيعية في التعبير وإبداء الرأي، وأن يسلك سلوكه في المجتمع حيثما يتسق مع طموحاته المنسجمة مع قدراته ومؤهلاته. وبعيداً عن أية ضغوطات، طالما هدّدت كيانه وأهملت أحقيته في شرعيته في مطالبته بتلك الحقوق. ولكن هل يمكن أن نتصور يوماً أن يطالب انسان الدول المتخلفة بحقوقه، وهو الاعمى أو الضرير إزاء ماهية تلك الحقوق، فقط ما يفقهه هو أن هناك من يرعى وجوده وقد سلم أمره بيده.
وبما أن تلك الأوضاع، الاجتماعية والسياسية وغيرها، عرضة للتغيّر المستمر، فأن من الضروري أن ينال فكر الانسان تغيّراً مماثلاً يدل على حجم إدراكاته لمتغيرات كل مرحلة ومتطلباتها. وهو أن يرفع عنه حُجُباً، ليتحقق له إرتباطاً جديداً، تسفر بعده الحقيقة عن وجهها ويحصّل على ما تمناه وما سعى لأجله. بمعنى، يمكن إعتبار الأوضاع الاجتماعية وغيرها، بمثابة الوعاء الحاضن، التي بتأثيراتها القوية والمهمة، ممكن لها أن تشكل منعطفاً تتحدد من خلاله حالتي إمتلاكه الإرادة من عدمها.
لذلك، بَحَثَ ارسطو " رضي الله عنه " كثيراً في حقوق المواطن، حتى توصل في كتابه الثالث من السياسة، الى أن هذا المواطن هو من له الحق في تبوؤ المناصب المهمة والرفيعة في الدولة، والتي من ضمنها القضاء، الظهر القوي والساند للحياة الحرة. لكنه أكد لإمكان تحقيق ذلك الى ضرورة تمتع الناس بامتياز جسمي وعقلي فائق للاشراف على مَنْ لا يمتلكون هذا الامتياز. ولهذا فقد كان يدعو دائماً الى أن يكون لزاماً على جميع الناس تعلّم مبادئ الحكم وأصول القيادة، بحيث لا تنحصر على فئة دون أخرى، ما يساعد ويشجع في حال عدم تسلق أحدهم سلّم إحدى القيادات، أن يكون أقلها ملماً وجريئاً بكيفية انتخاب الحاكم. على العكس من ذلك، نجد القيادات السياسية في دول الدشاديش، قد حرصت على زيادة الهوة التي ينظر من خلالها مواطنيها على أن الوصول أو التبوؤ ضرب من ضروب المستحيل.
ولهذا، عندما سعى ارسطو الى اصراره على إبراز دور الشعب في منع الحكام من الانحراف، فأن سعيه قد اصطدم عندنا ...!! بحائط إسمه التخلف الجماهيري، الذي من مزاياه الخفية والعميقة، تحطيم كل النظريات التي يأتي بها أصحاب الفكر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في العالم، على العتبات المتعددة التي تكدست من هيمنة المنظومتين الاجتماعية والدينية السائدة على العقول، وبالتالي ليصبح الطريق ممهداً لقيام الجانب السياسي بكل ثقة في إعتلاء الناصية عوضاً عن آخرين هم أحياناً كثيرة أحق وأفضل بهذا الاعتلاء. وهذا ما يبقي الأمر حائلاً للقيام بتوحد كامل وشامل بين أطراف المجتمع.
وعليه، فأنَّ إستحداث حالات مأساوية متكررة كالحروب أو كوارث مرضية كانفلونزا البقر والخنازير والطيور أو توترات سياسية إقليمية أو محلية، كعمليات ارهابية مستمرة وبأساليب مختلفة وسيناريوهات مختلفة أيضاً، ابتداء من سيناريو عصابة أبو طبر في العراق إبان حكم صدام، وانتهاء بسيناريو عصابة داعش إبان الحكم الحالي، يُعد أمراً طبيعياً يلهو به الشعب بدلاً من اللهو بالحياة المتجددة التي يستحقها. وهنا يكون تبني الوعود للسيطرة على هذه الكوارث والارهابيات، منهجاً أساسياً مهماً يتولاه السلطويون دائماً من أجل صرف نظر الجماهير عن محاور التطور الاساسية في الحياة، خاصة التصريحات التي تترافق مع الحملات الدعائية، من أجل الانعطاف بالرأي العام عن حقيقة الواقع المرير وعدم إفساح المجال للبحث عن سبل السقوط خارج سيطرة هؤلاء الحكام، وليبقى البعير على التل.
الايطالي الشهير ماكيافلي " رضي الله عنه " هو الاخر من الذين رسموا الملامح المتميزة لحقيقة الفرد ودوره المؤسِّس للعالم السياسي، بحيث أدى الى إحداث انقلاب فكري في الأوساط التي رافقت مسيرته. ما حدا بالعلماء والمفكرين آنذاك أن يحملوا الصور التي رسمها ماكيافلي عن الانسان، على محمل الجد في تبني مراحل بلوغه وهدايته الى الطريق الذي يجب سلوكه، كون عملية إكتشاف المواهب والابداعات الفكرية هي من واجبات أصحاب المراكز القيادية الذين يجب عليهم الالتزام بقانون الإحلال الوظيفي للأكفأ باستمرار من أجل المواكبة والنهوض للمجتمع، ولكن هيهات هذا الامر في بلدان التخلف !!
لذلك عندما نرى وفي أحلك الظروف المأساوية التي تصيب الشعب، اللافتات التي تنادي بأسماء الرموز السياسية والدينية وتعظم من شأنها، والصور الشخصية التي يتم حملها، هي من الحالات الطبيعية التي تتميز بها دول الدشاديش، فأن الأمل في الايقاع بهكذا عقول في شرك التحرر من أفكارها الخاضعة الى مجمل عادات وتقاليد ومفاهيم، وقيم معنوية وهمية داست على الحقوق وحرمت العديد من نيل أبسط أنواع الرفاهية الاجتماعية، بات أمراً مستحيلاً.
وهكذا، فإنَّ أية نظرية اجتماعية أو سياسية، مهما بلغ حجم تأثيرها ودورها على الأمم، تعتبر في عداد الموتى إنْ لامست أرض امبراطورية " بلاد الرافدين أو النيل أو الشام "، ذلك أنّ غالبية هؤلاء القوم هم الأوائل في العالم ممن جعلوا أشرعة الرفاهية والتقدم والتطور والتحرر، تتمزق وسط هتافات وشعارات بالروح بالدم المعادية دائماً وأبداً لأية سفينة ممكن أن تفوز في حمل تلك الأشرعة من جديد.

حسام روناسى
[email protected]



#حسام_روناسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الصين افضل من باكستان
- في بلادي: السجين ممنوع ضربه أحيانا ولكن .... مسموح !!
- ماذا لو أصبحنا كلنا أصدقاء
- صروح


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام روناسى - لماذا تبقى الدول المتخلفة .. دولاً متخلفة؟