أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جلجامش في شوارع روما














المزيد.....

جلجامش في شوارع روما


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جلجامش في شوارع روما
نعيم عبد مهلهل

قيصر أبن روما ، وغاندي أبن الهند ، وديغول أبن باريس ، أما جلجامش فهو أبن المعدان ، لأنه في سفره للبحث عن عشبة الخلود لم يأخذ معه سوى عصا غليظة تحميه من مخاطر الطريق ، وهي ذاتها اليوم من يمسكها المعدان ليضبطوا فيها سير قطعان جواميسهم في عودتها من قيلولة الماء وسط مياه الاهوار الى حضائرها.
السير في شوارع روما يمنحكَ مشاعر كبرياء مكان لا تنتمي أليه ، ولكنه مكان خرافي ، فالصباح الايطالي يوحد نسائمه في لحظةٍ عاطفية تذكركَ بمتعة مشاهدة افلام السينما وابطالها الأسطوريين ، صوفيا لورين وجينا لولو برجيدا وجوليا ناجيما وترانس هيل والكثير ممن صنعوا لأحلامنا الطفولية اخيلة الشهوات الذكورية وتمني القوى الخارقة لهرقل وماجستي وشمشون .
أشم النسائم فأشعر بنسيم القرى التي تركتها هناك ، عندما تفاجئت بصورٍ لجنود إيطاليين يركبون مشحوفا للنزهة في مناطق الاهوار حيث كانت ايطاليا وجيوشها حاضرة مع الولايات المتحدة في احتلالها العراق وكانت حصة جيشها الانتشار في مدينة الناصرية وضواحيها .
حزنت ، حين شعرت أن ايطاليا تتمتع بسحر المكان الذي عشت فيه سني قراءاتي ورسائل الغرام وتعليم حفاة قرية ( الماصول ) الواقعة بين ناحية الطار والفهود أبجدية القراءة الخالدونية .
اشتريت الجريدة ،ورحت اتطلع في وجوه الجنود المرحة وقد اثارني العنوان العريض وقد حمل اسم ( جلجامش ) ولأني لا أعرف الإيطالية لم افهم العنوان الكامل للمقال ، فصادف أن مرَ عربي مغاربي وسألته : أن يترجم لي العنوان.
أبتسم ونظر الي وقال : الأخ من العراق ؟
قلت : نعم .
قال :أنهم يستحمون بمياه وطنكَ ويتدفئون بشمسها .
خجلت ، أحمر وجهي .وقبل أن ارد قال : لا عليك ، نحن العرب ضحية خارطتنا المتعددة الوجوه والملوك الذين يأكلون موائدنا كلها ولا يبقون لشعوبهم حتى فتات الخبز.
المانشيت يقول :قيصر يتجول في مدن جلجامش.
حزنت ، وقلت للمغاربي : لو كان اليوم جلجامش ملكا لن يرضى أن يستحم الغرباء في شمسنا ومياهنا ، لقد عجز الاسكندر ان يفعلها قبل الأف السنين.
ــ والآن فعلها ؟
ــ علينا أن نحمل ملوكنا الخصيان تبعية هذه الصورة.
ــ أوه ملوكنا ،ستتسلق العولمة ظهورهم واحدا واحدا ولن ينفع لهم الف جلجامش.
ــ شكرا لكَ ، فهمت المغزى.
قال :ابقي جلجامش في احلامك واجعله يتغلب على حزنك ، العراق لم يتعود على الليل الطويل ،سيأتي الفجر. أذهب في متعتكَ مع روما وخذ لوسادتك انثى بوجه برونزي وعيونا زرق واثبت لها ان جلجامش اقوى ذكورة من قيصر في امتلاكه لكليوباترا...
أخذت بنصيحة أخي العربي. وفي غرفة مضاءة بزرقة نيون خافت وعطر الشانيل في عنق امرأة ساحرة يوقد فيَّ الحنين الى فحولة المعدان وقواهم الجسمانية الهائلة وقبل ان أريها ما الذي يفعله جلجامش وعصاه ، مزقت الصحيفة التي تتحدث عن نزهة الجنود وجعلت جلجامش يتجول في شوارع روما وكل خطواته تأوه امرأة مشتهية..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوايا مصور الغارديان
- حفريات توفيق التميمي
- رسومات بيوت أصيلة
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش
- طفولة السميسم الله
- الحبوبة وأيام سانوبه......!
- كاهنة قرية أمُ البْشُوشْ
- النيوزلنديون أعمامنا
- غرق المشحوف ميدوزا
- خواطر قابيل وهابيل
- أطلس أبن بطوطة
- أبو العود والطور الصُبيّْ.!
- مريم وغبار الزقورات
- كيتلي جلجامش
- أجنحة حمام الدوح
- دربيل عفيفة اسكندر
- ثقافة الحاسوب
- قَدرُ دُخانُ السكائرَ
- مندائية بعطر الآس......!


المزيد.....




- بيلا حديد تعود إلى منصّات الأزياء في باريس بعد غياب
- أقرب مسافة بين إعصارين منذ 50 عاما بالمحيط الأطلسي.. شاهد كي ...
- ما مدى تأثير مظاهرات دمشق على العلاقات بين مصر وسوريا؟
- لبنان بين الضغط الخارجي لنزع سلاح حزب الله وتمسّك إيران به
- من البحر إلى الجبال.. مناطق سياحية في العالم العربي تتنافس ل ...
- ألمانيا: مهرجان -أكتوبر فيست- بميونيخ يغلق أبوابه الأربعاء ب ...
- إسرائيل تواصل قصف غزة والغزيون بانتظار رد حماس على خطة ترامب ...
- هل الحكومة المغربية ماتزال قادرة على احتواء أزمة الاحتجاجات ...
- على خطى إثيوبيا.. كينيا تُعيد إحياء مشروع سد نهر تانا
- ملايين الدولارات وسبائك ذهب.. فيتنام تسجن مسؤولين في قضية فس ...


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - جلجامش في شوارع روما