أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - عبد الرحمن منيف في معنى الحوار وجدواه وفي سمات المرحلة الراهنة















المزيد.....

عبد الرحمن منيف في معنى الحوار وجدواه وفي سمات المرحلة الراهنة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 09:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عبد الرحمن منيف
في معنى الحوار وجدواه
وفي سمات المرحلة الراهنة
قبل البدء بالحديث عما طرحه الروائي منيف، نذكر بأنه يعتبر من أهم كتاب الروية في المنطقة العربية، من هنا لم نستغرب دخوله إلى عالم السياسية وحسب، بل أدهشنا بقدرته على التحليل الواقع أولا، ثم رؤيته لما سيكون عليه الحال في المستقبل ثانيا، من هنا نستطيع القول بان عبد الرحمن منيف كان من الذين حذروا مما سيكون عليه الحال في المنطقة العربية إذا ما استمرر المد الحزبي للتيارات الدينية، واستمرار نهج القمع والتخلف للأنظمة الرسمية العربية، بهذه الرؤية التحليلية كان يرى منيف القادم، وكما هو الحال في العديد من المواقف يستيقظ العرب متأخرين جدا، أو لا يستيقظون بتاتا، فلم يسمعوا قرع الخزان الذي أطلقه هذه المرة عبد الرحمن منيف، كما إنهم لم يسمعوا قرع خزان غسان كنفاني في السابق.
يحلل عبد الرحمن منيف دعوة الحوار التي أطلقها كريم مروة قائلا: "فالحوار أي حوار، إذا لم يكن له هدف محدد، وبين أطراف لها مصداقيتها وأفكارها وفاعليتها، وبشروط من الحرية والمساواة والتكافؤ، وحول الأسئلة الأساسية التي تشكل هموم ومتطلبات المرحلة التي نعيشها، فلن يكون، في أحسن حالاته، إلا ترفا فكريا أو جدلا عقيما، وقد يزيد من حالة الارتباك السائدة، وربما يؤدي أيضا إلى تغليب الأسئلة الخاطئة أو الزائفة، والتي من شأنها أن تضعف حالة الضياع المسيطر على الوضع العربي وعلى الفكر العربي" ص490، فهنا ينظر الكاتب إلى الحوار المطروح نظرة فاعلة ومؤثرة ايجابيا في الواقع، وليس فقط لمجرد الحوار واثبات الذات الفردية أو الحزبية، وليس أيضا لتغريب المجتمع وضياعه، من هنا يضع شرط الدخول في الحوار، إن يكون نتائجه ايجابية، أو بحدود عدم تطوير حالة الاغتراب والعزلة التي تعاني منها المنطقة العربية.
من هنا يحذر من معيقات هذا الحوار والمتمثلة بما يلي: "إن انعدام الجو الديمقراطي، وعدم وجود تقاليد أو صيغ للتعبير عن الفكر والموقف، والركون إلى قناعات بدائية، أو إلى يقين لهوتي بأن الحقيقة كل الحقيقة، في هذا جانب وحده، وعدم الرغبة في فهم الآخر أو محاورته، إضافة إلى العلاقات القلبية داخل المؤسسات السياسية جميعها، والخوف من الفكر المختلف" ص491، بازالت هذه السلبيات يمكن للحوار أن ينجح، ويحقق أهدافه، فهنا الكاتب لا يكتفي بالقبول أو الرفض لمبدأ الحوار، بقدر إقناع المحاور بالحجج العقلية والرؤى التحليلية، فهو يستخدم العقل التحليلي، وكوسيلة للدخول إلى ذهن الآخر، من ثم التأثير فيه.
بعد أن يحلل الكاتب الوضع الدولي مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي، أي قبل ما يزيد عن 25 عاما، محللا فترة البروستويكا التي دعا إلها غوربتشوف، ينتقل للوضع العربي وما فيه من تراجع وتقهقر إلى الخلف، يقول لنا بما سيكون عليه مستقبلنا في المنطقة العربية: "فالمرحلة القادمة، خاصة في المنطقة العربية، ستكون من ابرز س سماتها "الثورات العمياء" إذا صحت مثل هذه التسمية، والتي ستأخذ أشكالا من الهياج والعنف والتحدي، وسيقودها في الغالب الجياع المحرومون، والتي سيكون دور القوى السياسية فيها ضئيلا، عدا القوى السلفية، إذ سيكون دورها التعبئة والتحريض، أكثر مما هو القيادة" ص495، هكذا يرى الكاتب دور القوى السلفية، فهي من سيقوم بالتعبئة النفسية للثورة، من هنا سيكون لها تأثيرا على "الثورات العمياء" وهي فعلا ثورات عمياء، لا ترى و تسمع إلا من خلال رجال الدين المأجورون، الذين يمثلون الغباء السياسي والتخاذل مع الغرب الامبريالي، أو الشرق الساعي لتثبيت نفوذه في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة الأتراك وللفرس.
أما فيما يتعلق بالانتظام الرسمي العربي فيقول الكاتب عن وضعه: "... فلن تكن قادرة في وقت لاحق على الصمود والاستمرار، ليس فقط بسبب قوى التحدي، وإنما لضخامة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها، ولتغير العلاقات الدولية، ولتغير المناخ الدولي أيضا، مما يترتب على القوى البديلة أن تستعد لمعارك شديدة العنف والشراسة، وعلى أكثر من مستوى" ص495، من خلال هذه الرؤية يتأكد لنا عقم العقل العربي، فهو غارق في السلبية، لا يسمع، لا يقرأ، وأن قرأ أو سمع لا ينفذ، لا يعمل، يبقى مكتفيا بالمعرفة فقط.
من خلال هذا الكلام نستطيع أن ندين حركات التحرر العربية والنظام الرسمي العربي معا، فكلاهما ساهما بطريقة أو بأخرى إلى ما آلت إليه الأوضاع في بلداننا، النظام بغرقه في الفساد ونهج القمع والتخلف والارتماء بأحضان الغرب الامبريالي، وحركة التحرر بعجزها عن الفعل الايجابي، عن التخلي عن نهجها وطريقة تفكيرها وعملها القديمة، فلو عملت بما قاله عبد الرحمن منيف لما آلت إليه الأوضاع حاليا، ولما كان هذا الخراب والقتل والتشرد، لكن من إحدى مشاكلنا العديدة عدم تراكم المعرفة، بمعنى أن ما يقوله لنا الخبراء والعلماء نتجاهله، أو ننساه، أو نستخف به، لأننا نعتقد بأننا اكبر من أن نستمع أو نأخذ بما يقولون، من هنا نحمل المسؤولية إلى كلا طرفي المعادلة، النظام والمعارضة معا.
يربط الكاتب ما يجري وسيجري في المنطقة بوجود دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيعتبر وجود هذا الكيان جسم غريب عن المنطقة، وأن الصراع معه صراع وجود، رغم ما نرى من تحالفات وهدنة بينه وبين النظام الرسمي العربي، "إن أقصى ما يمكن الوصول إليه، مجرد هدنة، وهذه الهدنة قد تطول مدتها أو تقصر تبعا لاعتبارات كثيرة، ليتجدد الصراع بعدها، والى أن يحسم بسيطرة احد الطرفين، ويجب أن لا يغيب عن ذهننا دروس الحروب الصليبية" ص497، اعتقد بان مثل هذا الكلام، الآن في مثل هذا الوقت، وهذه الأوضاع غير مقبول عند البعض، لكن إذا ما تمعنا فيه، وجدناه واقعي وموضوعي ومنسجم مع الأحداث، فكل الوقائع تشير إلى الدور القذر الذي لعبه الاحتلال وحلفاءه في تمزيق المنطقة، وفي تأجيج الأزمات فيها، نحن لا نحمل كل ما يجري عندنا للاحتلال، لكن هناك قضايا أساسية دفعت الغرب الامبريالي بالتحريض من دولة الاحتلال، ومن خلال البحث عن مصالح الغرب ومصالح الاحتلال عملا معا لضرب العراق وتدمير كل ما فيه من جيش ونظام وشعب ووطن وجغرافيا، لتحقيق واستمرار التفرق الإسرائيلي والامبريالي، وهذا الأمر يتكرر في سورية، وبعين الأدوات، الغرب ودولة الاحتلال والرجعية العربية والتيارات الدينية السياسية، كلها تعمل للتدمير وللتخريب والقتل والتشريد.
بعدها ينتقل عبد الرحمن منيف إلى الحديث عن التيار الديني في المنطقة، ودروه في الساحة فيقول: "إن الحركة الدينية قوية وموجودة، كحركة سياسية، بقدر عجز وغياب القوى الوطنية التقدمية" ص500، مسألة منطقية أن تكون قوة طرف معين تمثل ضعف الطرف المقابل، فعندما صعد التيار الديني كان على حساب القوى الوطنية والتقدمية، من هنا من يقود (الثورات العمياء) هو التيار الديني، وما لفت النظر إشارة الكاتب إلى ضرورة أخذ القوى التقدمية لدورها لكي لا ينفرد الاتجاه الديني بقيادة الجماهير.
ويضيف الكاتب إلى مسألة (الحقبة النفطية) ودورها في وجود التفاوت الطبقي والاقتصادي في المنطقة العربية فيحلل ما تعانيه دول وشعوب المنطقة قائلا: "وقد خلقت تشويهات عميقة في النظر والسلوك والعلاقات والأفكار والمواقف، فالبلدان التي كانت زراعية، وتصدر المحاصيل، وتعتبر الزراعة أهم مصادر دخلها، بدأت تتحول سنة بعد أخرى إلى بلدان مستوردة للمواد الغذائية الرئيسية، وتثقلها الديون نتيجة ذلك، ... أخذت تزداد تبعيتها للدول الدائنة وللأسواق الخارجية، يضاف إلى ذلك تفشي النمط الاستهلاكي في هذه البلدان، وسيطرة الطبقات الطفيلية على مقدرات الاقتصاد والسياسية، وما رافق ذلك من تخلف الصناعة، وبعض الأحيان توقفها، يضاف إلى ذلك زيادة الهجرة الريفية إلى المدن وتحويل المدن إلى أرياف، بعد أن كانت الأرياف ذاتها في طريق التمدن خلال فترات سابقة.
أما من الناحية السياسية فقد سقطت دولة المؤسسات والقانون، وتراجع القضاء وفقد استقلاله، وسيطرت آلة القمع وانتفت الحريات العامة، كما أصبحت القوات المسلحة القوة الوحيدة المسيطرة على مقاليد السلطة والاقتصاد، وتتحكم بالعلاقات الداخلية والخارجية.
أن الثروة النفطية، في المرحلة الراهنة، من أكثر العوامل التي شوهت التطور، ورسمت له مسارات منحرفة، وانعكست آثارها السلبية على جميع مناحي الحياة، حتى الخلقية، . .. لذلك يجب أن يدرس تأثير النفط بعناية، وأن يعطي ما يستحقه من اهتمام، لكي نعرف النتائج المترتبة على هذا العامل الخاص والمميز في المنطقة العربية" ص502، من خلال هذا الكلام يريد الكاتب أن يوضح لنا ضرورة فهم ودراسة الذات، الجانب الداخلي، الذاتي، الموضوعي للمنطقة العربية، فبدون معرفة وفهم طبيعة الحالة الراهنة، الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية، لن يكون هناك استنتاجات صحيحة، ومن ثم سيترتب عليه أخذ إجراءات تنفيذية خاطئة.
فواقع تأثير النفط على العرب كان بمجمله سلبيا وليس ايجابيا، وهذه السلبية لم تتوقف، عند الواقع الذي ذكره الكاتب، بل تناما أكثر وعمق الهوة بين أللدول والشعوب العربية أكثر، خاصة بعد حرب الخليج الثانية، واحتلال العراق، ومن ثم انتقال التدخلات الغربية من خلال التيارات الدينية في ليبيا والسورية واليمن، ومحاولة زعزعت الأوضاع في مصر، فكل ما حصل من تراجع في الواقع العربي كان بأفكار غربية امبريالية وبتمويل عربي وتنفيذ بأيدي التيارات الدينية، وهذا ما جعل الضربات التي تتعرض لها منطقتنا شديدة البأس على الدول والشعوب معا، حيث أن الحكام في الخليج العربي هم من يدعم ويمول حركات التخريب والقتل في دولنا، وهم ما يعطي شيء من الشرعية والثقة والقناعة لمن يقوم بأعمال القتل والتخريب، حيث يعتمدون على الأموال العربية، وأيضا على فتوى دينية من هذه الدول، وهذا ما يجعل من يشارك بالأعمال التخريبية يشعر بأنه على صواب، فالمال عربي وهناك شيخ، مفتي كبير جدا يحلل ويدعو للجهاد وتغير النظام الكافر، العلماني.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة والحل لحركة التغيير العربية في كتاب -حوارات- كريم مرو ...
- الدين والتراث في كتاب -حوارت- كريم مروة
- القومية في كتاب -حوارات- كريم مروة
- -رمال في العيون- سعيد مضيه
- اجتثاث القومية
- رواية -حارة البيادر- وداد البرغوثي
- -الخطار- وحضور المكان محمود شاهين
- كتاب -الأمير- والاستعانية بقوات خارجية -مكيافللي-
- الإخوان وملكية الدين
- الإخوان والتخريب
- الفلسطيني في -العنقاء أبداً- إلهام أبو غزالة
- رواية - يحدث في مصر الآن- يوسف لقعيد
- تلازم الفانتازيا والموت في -قبل الموت بعد الجنون- يسري الغول
- عشيرة فتح
- -ذكر ما جرى-
- -كتاب الأرض- معين بسيسو
- رواية -ايام الجفاف- يوسف القعيد
- رواية -عداء الطائرة الورقية- خالد حسيني
- الانزلاق
- رواية -ذاكرة زيتونة- سهاد عبد العادي


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رائد الحواري - عبد الرحمن منيف في معنى الحوار وجدواه وفي سمات المرحلة الراهنة