أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - ابن المتصرف..! حكاية من المدينة قبل ان تتريف!!!














المزيد.....

ابن المتصرف..! حكاية من المدينة قبل ان تتريف!!!


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


ابن المتصرف ....
حكاية من المدينة قبل ان تتريِّف!!!

لم تكن نياته سيئة ! لكنه هكذا .. يحب الجمال ويهتم به .. اي جمال كان .. كانت الجمبدة لا تفارق كفه وهي ترفعه بين الحين والآخر لكي يشمها بلهفة وهو بغذ السير في الشارع او السوق المسقف الطويل.. كان ذيل كوفيته يتبعه مرفرفا .. ها ملا كم هي درجتي : يصيح به احد الشباب وهو يزن الرطب لمشتر يقف امام دكانه .. ما أنت والدرجات ؟! لم ادرج اسمك في الدفتر يوما يا قبيح الوجه .. يرد عليه ملّا داخل بدون ان يتكرم عليه حتى بالتفاتة !!
هلو اعيوني .. هلا حزام ظهري .. هكذا كانوا يرحبون بذي الوجه الجميل .. مدينة يحب اَهلها الجمال بشكل لا يصدق .. بل يغالون بالوصف .. ( اتريك ) وتعني المصباح حين يصفون فتاة جميله او شابا جميلا .. ولان التحرش بالنساء يعتبر كفرا وعيبا انتقل الوصف الى الشباب فكان الشعر فيها يقال بالصيغة المذكرة .. ( بت بعد بالدلّال .. جاهل يعت بيه ... يبحي امن اصيح اعليه .. ايكطعه امن اخلّيه) !! كان للشباب ذوي الطلعة البهية مكانا كبيرا للاهتمام والدلال والترحيب من قبل الكثير ،وبالمغالات احيانا .. في المواكب الحسينية يبدأ الترشيح لمن يمثل القاسم وعلي الأكبر !! من يستاهل ان ياخذ دورهم في المواكب ويوم ألطف ؟! يجب ان يكون بهي الطلعة لكي يليق بذلك الدور ... كان ملّا داخل اقرب الاصدقاء الظرفاء لشباب المدينة.. كان رجلا خمسينيا قصير القامة ورشيقا .. يعتمر الكوفية والعقال ولا يرتدي العبائة ابدا .. مسرعا في مشيته وهو مطرق الى الارض وكأنه يحصي خطواته .. ما أن يصادفه احد ويكلمه يسرع في الإجابة وكانه يريد ان ينهي الحديث بسرعة لألا يفوته شيئ !! لكن المُلا ما ان يصادف شابا جميلا حتى تتهلل أساريره ويطيل الحديث معه! عكس ما يفعل حين يصادف وجها قبيحا ، او حتى وجها عاديا .. بل يَصْب جام غضبه علبه حين يصادف ذلك الشاب الزنجي ( صلف) !! وهو يقول : اي فأل مسخَّم ذاك الذي جاء بك يا صخل امامي في هذا الصباح .. ولِّي عن وجهي ...!! ينقذه الحاج حسان ابو الشربت ذاك الرجل ذو الوجه الصبوح والابتسامة الدائمة وهو يقف خلف دوارقه المملوءة بشربت الزبيب وقطع الثلج تسبح فيها .. يدعوه وهو يراقب ما يجري بينه وبين الشاب الزنجي ، مالئا له كأسا من صنبورة الدورق الزجاجي الذي يلمع تحت المصابيح الصفراء ..!! يتناول الكأس وهو يتطلع بخشوع الى ذلك الوجه الوردي والعيون العسلية الضاحكة للحاج حسان ...!!!
كان المُلا يدعي ان لديه سجلا يؤشر فيه درجات ( الحسن) لشباب المدينة !! وقد يتغير منحنى تلك الدرجات صعودا في العيد ! .. سأله ( شياع) ذو الفك الطويل يوما : ها ملّا ..؟ كم تعطيني ؟! نفره المُلا قائلا : ولك انت في العيد لا تستأهل خمسا وعشرين من مائة .. اغرب عن وجهي يا غراب البين !! ... شوهد يوما يسير مسرعا باتجاه الشط .. كان يبدو عاليه انه مهموما ولا يلتفت الى احد .. كان يسير وهو مطرق نحو الارض يعد خطواته كما اعتاد الناس عليه .. أوقفه احد الشباب فحاول ان يتملص منه قائلا : اتركني فقد هُٰ-;-جم بيتي والعيد قادم ... أردف : من اين اأت بالدرجات لهؤلاء الشباب !!؟؟
كانت قد اجريت مباراة لكرة القدم بين فريق المدينة وفريق اللواء...! كان ملعب المدينة قد شُيد للتو وقد تقرر ان تكون تلك المباراة هي الافتتاح لذلك الملعب .. ضم فريق اللواء مجموعة من الشباب والمشجعين ، لكن وجود ذلك الشاب والذي كان ابن متصرف اللواء ، كان قد اثار مايشبه المظاهرة في المدينة ..!!! كان شابا غاية في الجمال والرشاقة!! وصفه اهل المدينة بالنبي يوسف !! حين انتهت المباراة التي فاز بها فريق اللواء ، عاد اللاعبون بملابس اللعب مشيا الى المدينة التي لا تبعد عن الملعب كثيرا .. كان شباب المدينة يسيرون بجانب الفريق يحفون بهم من كلا الجهتين وهم يتطلعون بانبهار نحو ذلك الشاب ذو الشعر الاشقر والعيون التي كانت بلون ماء الشط !! كانت بشرته تلمع تحت أشعة الشمس البرتقالية وهي تكاد ان تغرب فتضيف لها ألوانا اخرى كألوان قوس قزح .. حين صعدوا الحافلة التي كانت تنتظرهم في مدخل المدينة ، راح الجميع يرفعون أيديهم مودعين بحسرة وانبهار .. !!
ابن المتصرف ..!! قال المُلا وهو يصفق بيديه حسرة، كمن فقد شيئا غاليا ..!! أردف وهو يحاول التملص من الشاب .. لقد اخذ كل الدرجات والعيد مقبل ...!! من اين لي ان امنح لابناء المدينة ؟! سحب يده بعنف وراح يحث الخطا بلا هدف وهو يتجه نحو الشط ...!!!



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلقوا الجوامع
- ابويغي .. قصة قصيرة
- خوخ الحي ...فصة قصيرة
- رهن..
- بين سبيلك و ميركه سور 18 ..( أوراق على رصيف الذاكرة)
- بين سبيلك و ميركه سور 19 ( أوراق على رصيف الذاكرة)
- ومضة ..
- حزن ...
- عراقيون
- من هو زاير مبرم ..؟!
- قضية زاير مبرم ...
- شيخ ( جار الله)
- ماهي اجروح..
- حرت وياك..
- وطن مذبوح
- فضيحة جديدة
- حمى أعبيد وزيارة النجيفي
- يا عراق...
- The animal farm
- تحذير


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - ابن المتصرف..! حكاية من المدينة قبل ان تتريف!!!