أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - إصلاح الأهبل يتم بتزويجه بامرأة فاضلة !














المزيد.....

إصلاح الأهبل يتم بتزويجه بامرأة فاضلة !


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4846 - 2015 / 6 / 23 - 15:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من ضمن أغرب الظواهر الاجتماعية، أن تجد الإبن، حشاشا، فارغا، بطيء الفهم، له حق تلقين الفضيلة لأخته. طبعا بإطار المجتمع الذكوري، تضفي القيم الذكورية هالة قداسة للذكر كوجود، فلا يتعلق الأمر سوى بوجوده: كتمثيل للقيم الأخلاقية من ضمن ذلك الفضيلة، مهما بلغ الذكر هنا من انحطاط وجودي. بالعكس الأنثى يجب أن تكافح لتضمن سمعة الشرف: متمثلة في الفضيلة ـ من خلال مباركة القيم الذكورية ـ بالرغم من أن إشكالية الأنثى بالأصل، تتعلق بتسلط الذكر بحقاراته وتناقضاته، ونقص فهمه للانفتاح الإنساني : فالأنوثة بالأخير، ليست جنسا محددا، بقدر ما هي الجانب الشاعري في الإنسان، الأنوثة هي قدرة البدع والخلق، وتصوير الجمال وإدراكه. والملاحظ أنه رغم القهر التاريخي الممارس على الأنثى، فقد احتفظت بجمالها، وقدرتها على إنتاجه، وذلك لا ينفي وجود مجموعة أخرى شبيهة بالمسوخ نتيجة تنمّطها وتشبّعها بالتمجيد الذكوري، على حساب الأنوثة كممارَسة وجودية.

تستمر المهزلة، مع سعي المجتمع ـ متمثلا في الأسرة ـ لإصلاح الإبن (السابق ذكره) الحشاش، الفارغ، بطيء الفهم: عند ذلك أول ما يخطر على البال كخطوة إصلاحية، هو تزويجه من امرأة فاضلة، صالحة، قويمة.. بدل إلقاه في مصحة عقلية أو لمعالجة الإدمان ! فلنتخيل الموقف من جانب آخر : أنثى تكافح كل يوم، تبني حياتها، تصنع مستقبلها، وبالأخير ينحصر دورها في ربطها بكائن أهبل، وذلك بغرض تقويمه ـ هنا يُختزل وجودها ودورها في أداة، تصبح أداة لتقويم ذكر لا نفع فيه اجتماعيا !

ذلك ما يفسر عدم توقف الأعمال التلفزيونية والإعلانية، بفرض الفكرة المتعفنة التي تُظهر المرأة بأنها لا تطيق العيش كعازبة، مهما بلغت مراتبها وقيمتها الاجتماعية والاقتصادية. تتوق لعريس، حتى لو كان مجرد جثة تتحرك ! يصبح دور الارتباط بعريس، بقيمة الإنجاز البطولي في الحروب الصليبية.

لماذا يقوم المجتمع والنساء الغبيات بالترويج لهذا التّعفن ؟ حتى يحمي المجتمع الذكوري قيمه بإخفاء عيوب الذكر وإعاقاته بدمجها مع الإناث.. فذلك الحشاش الفاشل بطيء الفهم الذي تحدثنا عنه، إذا تم لمّ شمله أخلاقيا بعد تزويجه، فذلك هو المتطلّب، أما إذا ظل أهبلا وحمارا، فتتحمل زوجته معه نسبة من فشله، أو حتى تعود هي السبب !! ليظل الذكر الوسِخ هنا كالنجم الساطع لا يُمس. هكذا يفك مجتمع الحمقى إشكالياته، وينقذ ماء وجهه وقيمه الحقيرة !



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الBitch عن المرأة
- من هي ليلى التي تغنّى بها الشعراء ؟
- من هي العورة ؟
- بعضٌ من الحب.. كما رآه الفلاسفة والنفسيون
- تاريخ اغتصاب
- ليست لدينا امرأة.. لدينا رُمّانة !
- أن تكون أنثى في المجتمع الحقير
- ظهور المسيح الدجال في شخصية البغدادي : صراع الإسلام الإيطيقي ...
- إستطيقا القبح : كل ما هو قبيح يمكن أن يكون جميلا
- وهم المعرفة عند العرب
- رجل سبب خصام صديقتين
- شارلي إيبدو : حرية تعبير أم إهانة ؟
- من أين تحصل داعش على المال ؟ وكيف تغري الملتحقين ؟
- ساعات اللّيل والنهار : للشاعر الفرنسي جيرار دي نورفال
- الفلسفة والشعر والعبقرية، شذرات لوغولوجية لنوفاليس
- داعش : نساء يزيديات تفضلن الإنتحار على أن يتم اغتصابهن
- نداء من أعماق البحر يفتح الحياة
- كيف يقوم أبرز العلماء بفك أعظم ألغاز الحياة ؟
- علم نفس الفيسبوك
- الطبيعة الإلحادية للإله


المزيد.....




- صور/ أول امرأة تقود أوركسترا السيمفونية الوطنية في طهران
- ثوانٍ مرعبة.. خطأ قاتل لامرأة حاولت الفصل بين كلاب أمام أطفا ...
- الإقامة في سويسرا: امرأة من عائلة سويسرية في المهجر مهددة با ...
- فيديو جديد يُظهر لصًا يسرق لوحة بانكسي -الفتاة مع البالون- م ...
- جيفري إبستين: الملياردير الذي أسقطته تهم استغلال القاصرات وا ...
- ميغين كيلي مقدمة برامج سابقة تشكك في كون جيفري إبستين متحرشً ...
- المحامية رولا دايخ تطعن بقرار “توقيفها عن مزاولة المهنة لستة ...
- رغم الوعود والحماية.. لماذا تغلق ألمانيا أبوابها في وجه الأف ...
- تونس: تقرير يوثّق 149 اعتداءً ضد الصحافيات/ين و50 حالة خطرة ...
- تونس: تقرير يوثّق 149 اعتداءً ضد الصحفيات/ين و50 حالة خطرة


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حمودة إسماعيلي - إصلاح الأهبل يتم بتزويجه بامرأة فاضلة !