أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تتراجع الدخلاء في العراق ؟














المزيد.....

متى تتراجع الدخلاء في العراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من المعقول ان يدفع البرلمان العراقي اجرة بيت احد اعضائه لا يبعد بيته عن بغداد مسافة نصف ساحة فقط خمسون الف دولار و التي تساوي اكثر من ستين مليون دينار دون نقص، و لم تجد الاف العوائل لقمة خبز و بيت صفيح ياويه و يحميه من حر الصيف القارض، بعد معاناة مع النزوج و يفتخر هذا البرلماني (الشريف) بما هو فيه من العز و الهيبة! علاوة على انه من دينهم و مذهبهم الذي يتفاخر و يصارع بناءا عليه و يعلن ذلك على الملا بعظم لسانه دون ان يخجل . هل وصلنا الى هذا الحد .
ليس من المعقول ايضا ان يدفع البرلمان لهؤلاء البرلمانيين هكذا مبلغ لسكنهم و لا يمد يد العون ولو بقليل لاهالي الفقراء المعدمين ممن فقدوا كل ما لديهم جراء الحروب المتتالية نتيجة اخطائهم و فسادهم و هو يعلن قلة دخله بينما يفرط بما يملك على مثل هؤلاء المصاصين للدماء . كيف وصلت الحال لهذا الحد و اصبح اعتياديا ان يتجرع العديدون سم الصيف الزعاف و الحر و انعدام اي وسيلة عيش و هو يترغد و يتنعم بمال الشعب و على حسابه، وهو اهل بلدة المعاني وهو يتنعم بهذا الترف و بدعم من مؤسسة حكومية بهذه المبالغة من الفساد المكشوف الذي لا يقبله العقل و لا اي قانون متعجرف، و ليس العراق الذي له تاريخ معلوم من الاهتمام بالقوانين المرعية منذ حمورابي اب العدالة و يصل الى هذا الواقع من اللاعدالة الماساوية، و ما لا يمكن ان يقبله اي عاقل هو الاجحاف من المؤسسة التشريعية و هي مصدر القانون و مشرعه و هي المراقب و المحاسب .
ان مثل هذه الممارسات الفاضحة تدلنا على بداية نهاية العراق بلدا و كيانا لو تعمقنا في جوانبها المختلفة . هل من المعقول ان تصل الحال الى ان نسمع عن افضح الممارسات من قبل السلطات و الشعب و منهم الذي عانى من ظلم الدكتاتور ان يقارن الواقع الحالي مع عصر الدكتاتورية و يترحم لتلك المرحلة، ليس من الانصاف ان تعيش انت الترف و الابهة و العيش الرغيد على حساب الاخر بجانبك دون ان تستحي في اخفاء ما انت فيه و تفتخر في ذكر ما انت فيه و ترى الطفل يموت جوعا و العجوز يتوجع مرضا و ترى الايتام و الثكالى ينامون ألما دون ان يلقوا لقمة العيش البسيطة .
هل من الممكن ان يتراجع هؤلاء الذين فقدوا الحياء الشرقي و كل الخصلات و السمات الانسانية عن الغي الذي وصلوا اليه في داخلهم . ان ما يحزن اهل الخير هو فقدان السمات الاصيلة من قبل الدخلاء اكثر من وجود الداعش على ارض العراق، اما داعش فيمكن ازاحته و انهائه اليوم كان او غدا، اما التراجع عن القيم الانسانية الاصيلة من سمات الشعب لا يمكن تعويضه باي ثمن كان و يحتاج لثورة عارمة متعددة الجوانب .
هذه الامور الشاذة تفرض على الملمين بالواقع الاجتماعي العراقي ان يخافوا على مستقبل العراق و مصيره اكثر من اي شيء اخر، لذا، ان استمرت الحال على ما هي عليه لابد ان نصل الى نقطة انعطاف كبرى ونبدا بمرحلة فاصلة بعدما نجد هناك اقسى ظروف لا مثيل لها و التي تفرض التغيير و لا يمكن ان تستمر دون الانتقال الى الشاطيء الاخر .
ان ما يفصح لنا ان هؤلاء الدخلاء على الاصالة و تاريخ العراق هو سلوكهم و نظرتهم الى الحياة، و ما موجودون هم دون ان يورثوا من خيراتالعراق التارخية الفكرية الثقافية الانسانية شيئا . لذا لا يمكن ان نتوقع تراجعا منهم الا بفضحهم بطريقة ما، و اخر ما يجب علينا التفكير فيه لاتقاء اشرار الجوار المتربص هو الثورة الجارفة لكل من يفكر بمثل عقلية هذا النائب البرلماني الفاسد الذي لا يمكن ان نصفه بغير اللقيط الدخيل على سمات الشعب العراقي الاصيل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة
- مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي
- الشتيمة و اشعال الفتنة في العراق
- كيف يجب ان تتعامل الحكومة الفدرالية العراقية مع نوايا استقلا ...
- متى نصل للمرحلة الانسانية في شرق الاوسط ؟
- يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة
- ايهما الاَولى النضال القومي ام الطبقي في كوردستان
- وفيق السامرائي يريد اشعال الفتنة بين الكورد
- اخطرهم الفساد الاجتماعي المنتشر في العراق
- العراق و مراوغة الاسلام السياسي
- الانتخابات التركية و مجزرة الارمن
- هل الشعب العراقي يؤيد قرار الكونغرس ؟
- ماذا تنتظر سوريا من ايران ؟
- متى ستنتهي اللعبة ؟
- اوباما و كوردستان
- لا يمكن ان يستمر العراق على هذه الحال
- هل الوقت ملائم لاعلان الدولة الكوردستانية ؟
- هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع ؟
- ماذا تقصد امريكا من مشروع قرارها حول تسليح مكونات العراق ؟
- ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تتراجع الدخلاء في العراق ؟