أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الانتخابات التركية و مجزرة الارمن














المزيد.....

الانتخابات التركية و مجزرة الارمن


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل مائة عام ارتكبت القوات التركية و من معهم من المرتزقة سواء كانوا مضطرين او لسذاجتهم و خدعهم عقيديا ابشع جريمة و مجزرة ضد الارمن، و لم تعترف بها السلطات التركية المتعاقبة لحد اليوم. الا ان رفعت الاصوات برزت القضية بهذا الشكل و القوة هذه السنة، وعند مرور العقود العشرة دون اي استذكار، و ما حدث في الذكرى المئوية، لها دلالاتها و ما ورائها، و انه يدل على ان الجريمة مهما غطتها السياسة و المصالح، لابد ان ياتي يوم و تعتري و تجرد من ما يغطيها و ترفع الاصوات لاعلانها و محاسبة مرتكبيها و عرضهم امام القانون . اعترفت المانيا على مضض بجريمة هولوكوست على الرغم من انها تعرضت لعقوبات صارمة و هي تعاني منها لحد اليوم و منعت من التسلح و الاتجار بها و لم تُرفع عنها بعض من تلك العقوبات الخاصة لحد الساعة . الا ان تركيا تنكر ما قامت به و تريد ان تضلل العالم دون ان تعلم انها لا يمكنها ان تغطي ما اقدمت عليه الى النهاية، لازالت حالمة بسلطنة و مغترة و هي عالقة بين الثقافة الغربية و موروثات التاريخ و عدم الاعتراق بالحقيقة . انه نظام شاذ و يسير وفق مجموعة من المفاهيم العالقة بين العلمانية و الدينية المذهبية العقيدية في هذه المرحلة، اي انه نظام تركيا الوحيد في العالم بهذا الشكل و المحتوى و ما يمكن ان نعرفة ب(التركيسزم) لانه نظام غريب على ما سبقه من جهة و على الاخرين من الدول في العالم . اما ايران فانها تسير وفق نظام ديني مذهبي ظاهرا و قومي فارسي باطنا، و ليس لها صلة من قريب او بعيد بالعلمانية رغم موروثات العلمانية الملكية الشاهنشاهية المترسخة في كيانها و تقترب من نواحي عديدة من الليبرالية، بعدما انتقلت بشكل كبير الى مرحلة مغايرة تماما في تاريخها بعد ثورة و سيطرة فكر و فلسفة و عقيدة الخميني نظاما و مؤسسة على زمام الامور في الحكم و السلطة الايرانية الخاصة ايضا .
تتوفر الاف من الوثائق و المعطيات و الشواهد التي تدل على وقوع مجزرة الارمن على الارض حقيقة، و ان لم نهتم باعتراف عشرات الدول بها من جهة اخرة، فان على تركيا ان تبرز وثائق تدل على غير ذلك و لا يفيدها الانكار الشفهي بعيدا عن الدلائل . و خير لها ان تعترف و ان لا تؤخر كي تؤذي نفسها و علاقاتها، و علىها ان تنتظر و تتبع ما فعلت الدول الاخرى و لتدع اليابان و المانيا امام انظارها و كيف نهضتا بعد الحرب العالمية الثانية . و عندما لا تجد تركيا مبررات حول ما تدعيه من الانكار للمجزرة و لا تقدر ان تقنع العالم بها لابد لها ان تعترف امام الملا و تعتذر عن جريمتها و خطأها القاتل في تاريخها . و الا لم يقتنع احد بما فعلت و لازال تاريخها ملطخ ببقعة سوداء كبيرة اضافة الى ما اقترفتها داخليا ضد مكونات شعبها .
من المعلوم ان تاخرت تركيا في الاعتراف اليوم و غدا فانها ستجبر على ذلك و ستتجمع عليها الكثير من الامورو منها التعويضات المستحقة ماديا و معنويا للارمن من جهة و و اعادة الممتكلت الكبيرة التي اغتنمتها تركيا في وقته اضافة الى الكثير من المواقع التي تعود للارمن، وهذا ما يؤدي الى اعادة الارضية لتنفيذ اتفاقية سيفر على الارض بعد اعادة جبل ارارات الارمنية المقدسة التي تعتبر رمزا ارمينا مهما مع تحملها للتداعيات القانونية التي تقع عليها و يحقق الكورد غايتهم ايضا من جهة اخرى .
ومن المعروف ان الانتخابات البرلمانية التركية هي الحاسمة لمجموعة من الامور التي تعتمدها تركيا على الطريق، فان كانت مسيرة تركيا للمصالحة مع تاريخها قد تعثرت من قبل لاسباب عديدة فانها ان تيقنت بان اعترافها بما اقترفت ستكون لصالحها اكثر من ان تضربها، فانها لابد ان تعترف بها و عندئذ يمكن ان تسير تركيا في كل ما تصرح به على حقيقة الامور و ليس تضليلا كما تفعل لحد اليوم .
هذه الانتخابات تهم جميع مكونات تركيا و منهم الكورد الذي يدخل كحزب في الصراع هذا، و ما يفعله يؤثر من جانبين على مصير و مستقبل تركيا؛ يقف في خط سير تركيا التراجعي و اعتمادها على التاريخ العثماني من جهة و تمنع الاعتماد على النظام الر ئاسي و المركزية التي تودي بتركيا الى الحقبات الغابرة من جهة اخرى . و ان نجح اردوغان فانه يعيد تركيا الى زمن العسكر و القمع و الاستبداد الذي لا يمكن ان يدوم في القرن الواحد و العشرين بمتغيراته التي تفرض نفسها على الجميع .
اذا، التغييرات الكبيرة التي تنتظرا المنطقة لم تشمل ما سميت بالربيع العربي في الشرق الاوسط بقدر التغيير الشامل و النقلة النوعية من ظروف المنطقة و حياة الناس التي ينتظره الجميع في المستقبل القريب . اللوبي الارمني لها قوة كبيرة و ابرزت قضية مجزرة الارمن التي ارتكبت من قبل تركيا بشكل جيد و ما يحتاجه الكورد الى مثل هذا اللوبي يمكن تحقيقه لو تعاون و نسق مع القوى الاخرى التي يهمها ما يخطوا اليه الارمن و الكورد و الاذر و الشركس و المكونات الاخرى المتضررة من مسيرة التاريخ التركي و الفارسي والعربي و ما غطوا بما ساروا عليه من القضايا التي تمس الملايين في المنطقة والعالم اجمع .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الشعب العراقي يؤيد قرار الكونغرس ؟
- ماذا تنتظر سوريا من ايران ؟
- متى ستنتهي اللعبة ؟
- اوباما و كوردستان
- لا يمكن ان يستمر العراق على هذه الحال
- هل الوقت ملائم لاعلان الدولة الكوردستانية ؟
- هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع ؟
- ماذا تقصد امريكا من مشروع قرارها حول تسليح مكونات العراق ؟
- ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة
- الصراع بين المثقفين اكبر من الشرائح الاخرى
- هل تدوم زيادة ثروة الاغنياء طرديا مع زيادة الفقراء و اللاعدا ...
- المجتمع و تحرر المراة
- يجب ان يعتذر الكورد من ارمينيا رسميا
- هل سيُعاد زمن الامبراطوريات في الشرق الاوسط ؟
- كيف تتدخل امريكا في العالم من خلال التنمية البشرية ؟
- اردوغان بين نارين
- هل فوضى فكرية حقا ام غياب دولة في العراق ؟
- حان الوقت لانبثاق اقليم البصرة ؟
- ما يقصده العبادي من تصريحاته في امريكا
- هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الانتخابات التركية و مجزرة الارمن