أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة














المزيد.....

ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سمات الحكم الشمولي هو كتم الاصوات التي تنادي بالتغيير، و يسير على هوى المتسلط من كان شخصا او جماعة او حلقة حزبية او دينية او مذهبية، كما نراه منذ مدة ليست بقليلة في منطقتنا المتقلبة دائما و هي تعيش في ازمة مستمرة سواء غطي امرها المستفيدون او طرح على العلن ما خفي.
النظام الايراني بما فيه من التوجهات العديدة و حتى المتعارضة مع البعض، و لكن على راسه فرد حاكم مطلق الامر في النهاية و هو ولي الفقيه، لا يمكن ان تعيش هذه الدولة و هي مستمرة في ازماتها منذ اندلاع الثورة فيها و اقرار الدستور الاسلامي الشبه الديموقراطي الخاضع لامر شخص في نهاية الامر و بشروط اسلامية مذهبية خاصة تعلق الحكم في اطار مذهبي فارسي ضيق دون اعادة النظر فيما هي عليه الى النهاية .
النظام السعودي و منذ بداية حكم الامام محمد السعود سنة 1744 و الذي يرجعونه الى بداية تاسيس الدرعية سنة 1447 و امتداده لحين تاسيس المملكة و ما استفادت فيما بعد من الشيخ محمد عبدالوهاب في ترسيم حدود الحكم و شكله و ما نفذته العائلة الحاكمة معتمدا على الاسلام السياسي شكلا و الليبرالي العشائري مضمونا لدوام استمراره .
هناك فرق بسيط بين الحكمين، في ايران التوحد و التنسيق و فلسفة الحكم يستند على الاسلام السياسي الشيعي المذهب الفارسي المقصد و الهدف و في السعودية على الاسلام السياسي السني المذهب العربي المقصد و الهدف اساسا . لا يمكن ان نمر على الحكمين دون ان نتمعن في تاريخهما الغابر و الجديد بنظرة فاحصة؛ انهما ان اختلفتا في عراقتهما السياسية و الفكرية الفلسفية و عدم تساوي شانهما و ميل الكفة للعمق الفارسي اكثر من العربي الجزيري نتيجة ثراء التاريخ الفارسي و ما موروث منه الان و ما تتسم به بلاد الفارس من الغنى العلمي و المعرفي و ما اثروا بنتاجاتهم الكبيرة على المنطقة و العالم اجمع، و فقر العربي الجزيري له من كافة الجوانب، لا يختلف عليه الاثنان، و كل ذلك نتيجة لعوامل عديدة مختلفة، جغرافية كانت ام تاريخية او الموقع الاستراتيجي و الامكانية او التواصل بينهم و بين العالم .ان الثقافة و العلم و التراث الفارسي مليء بالعلماء و الجهابذة و الفطاحل الذين فرضوا انفسهم على التاريخ و يحترمهم الجميع دون استثناء . اما التراث السعودي و العربي الناشيء منه اي الجزيرة العربية فهو فقير لحد لا يمكن مقارنته بالتراث الفارسي و لم نجد منهم في التاريخ الا بعد الفتوحات الاسلامية التي لم تفد اي منطقة التي اجتاحوها و لم نجد حتى عالما واحد من الجزيرة العربية و من صلب العشائر العربية هناك ابدا في مدى التاريخ قبل و بعد الاسلام، و ما برز كان من المناطق التي غزتها الجزيرة بحجج اسلامية و بهدف سياسي اقتصادي مجرد، بل كل ما نجده هو العلماء اصلا من البلدان المفتوحة بالسيف و القوة و اتبعوهم مجبرين و مرغمين دون اية حيلة لهم .
اليوم نرى ان الحكومتين الايرانية و السعودية قد عادتا من جوانب عدة لاصولهم و ما يمتلكون من الامكانيات والقدرات الفكرية الفلسفية، و لكن باختلاف ان الاساس للحكم الايراني هو القومية الفارسية بشكلية شيعية و الحكم السعودي على عكسه تماما بقومية عربية و شكل سني عشائري، و هي اي السعودية تتبع منطق القوة العشائرية الدينية و تتبع ايران قوة المنطق الدينية المذهبية العرقية بمضمون لحدما علمي .
لو نقارن بين الحكمين، نتيقن بانهما لازالا في مكان لن يفيدا الشعبنين و هما تاخرا عن متطلبات العصر و ام يفيد الشعوب و يعيشان على عوامل الصراع منتهية المفعول منذ عقود . ان الازمة الكبيرة التي يمرا بها ليست الا نتيجة افرازات عدم توائم و تلائم عناصر و مفاصل و اساسيات الحكم المفروض تطبيقها في البلدين مع عدم توافقهما مع ضرورات العصر و لم يفدا الانسانية في اي جانب كان . لذا من الطبيعي ان يعيشا في ازمات مستمرة نتيجة شذوذهما و تخلفهما عن التغييرات المطلوبة لما وصل اليه العالم من التقدم في كافة الجوانب و الانساني قبل كل شيء . لا يمكن ان نستثني القوى الراسمالية العالمية في دفع هذه الانظمة الى البقاء لخير و مصلحتهم الخاصة على حساب شعوب هذه البلدان، و هي تعيش على الخلافات و الازمات المستمرة في المنطقة و على اساس التشتت يسهل السيطرة و ان لم يكن موجودا يفعلون و يطبقون شعار فرق تسد الى ما يمكنون من الادامة في سيطرتهم على المنطقة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع بين المثقفين اكبر من الشرائح الاخرى
- هل تدوم زيادة ثروة الاغنياء طرديا مع زيادة الفقراء و اللاعدا ...
- المجتمع و تحرر المراة
- يجب ان يعتذر الكورد من ارمينيا رسميا
- هل سيُعاد زمن الامبراطوريات في الشرق الاوسط ؟
- كيف تتدخل امريكا في العالم من خلال التنمية البشرية ؟
- اردوغان بين نارين
- هل فوضى فكرية حقا ام غياب دولة في العراق ؟
- حان الوقت لانبثاق اقليم البصرة ؟
- ما يقصده العبادي من تصريحاته في امريكا
- هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟
- عراق الدولة ام المذهب
- لماذا اكاديميا السياسة و الفكر الديموقراطي ؟
- تداعيات الاتفاق النووي الايراني الغربي على محاربة داعش
- منطقة الشرق الاوسط ما بعد لوزان و كامب ديفيد الجديدتين
- هل هناك كامب ديفيد ثانية ؟
- منفذ المرور الى العلمنة
- الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي
- هل سيتحول الحشد الشعبي الى المهربين ؟
- على الكورد ان يقفوا مع الامبراطورية الساسانية ام العثمانية ؟


المزيد.....




- -عدد القتلى والجرحى يستمر في الارتفاع-.. إليكم ما نعرفه عن ز ...
- الحوثيون يشيعون رئيس حكومتهم و9 وزراء قتلوا في الغارات الإسر ...
- المعايير الجديدة لتقليل الولادات القيصرية خطوة إيجابية غير ك ...
- برلين وباريس تتوعدان موسكو بعقوبات أشد وتعدان كييف بدعم أكبر ...
- طائرة فون دير لاين تتعرض لتشويش.. هل فعلتها روسيا؟
- -لن يبقى قريبا أحد لينقل ما يحدث-.. حملة إعلامية دولية للتند ...
- حادثة تشويش على طائرة فون دير لاين فوق بلغاريا وسط اتهامات أ ...
- المعارضة الإسرائيلية بين التشظي والتماهي مع نتنياهو
- -صوت الحرية لفلسطين- في ختام أضخم مؤتمر شعبي بأميركا
- برشلونة تودع -أسطول الصمود العالمي- المتجه إلى غزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة