أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة














المزيد.....

السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نصدق تحرير العراق من ربق الدكتاتورية و توقعنا كل خير، الا ان ما وقع صدمنا، لقد تخلص العراق من الساسة الشموليين والنخبة و المثقفين من الصحفيين و الاكاديميين الحزبيين الموالين دون اية معارضة تُذكر، اي سياسة سلطة دون معارضة في ظل وجود رقيب حدي من قبل السلطة، الى سياسة الفوضى بلا رقيب، و من صحافة و نتاجات ثقافية و العلوم و المعرفة تئِن تحت نير الرقابة المتشددة للحكومة، الى الرقابة الدينية في جو من الحرية النسبية و اهمال ما يهم البلد دون اي اكتراث بمن هو المخلص الحقيقي المستقل المنفتح المعتدل .
ان التخبط الذي حصل و لازال ليس وليد اليوم كما نعلم، لو تمعنا في معرفة السبب نتيقن بانه جاء نتيجة الانفلاق المفاجيء او الخروح من القمقم بقفزة غير متوقعة من جهة، و في ظل عدم وجود من يتمسك بزمام الامور بنوايا حسنة و امكانية و عقلانية تفيد جميع الاطراف من جهة اخرى، فحلت الفوضى التي لا يعلم احد بانها خلاقة ام لا لحد اليوم . لم يشهد العراق بكل ما في تاريخه من سيطرة الدخلاء و و اللقطاء السياسة و الصحافة و اندمج بهم اهل الفن و العلم و المعرفة و الاقتصاد و التربية و العلوم .هكذا يبدوا ان كل ما تمد يد اي من هؤلاء الذين اقتنصوا الفرصة الذهبية امامهم لكونهم انتهازيين وصوليين من الظروف الموضوعية و الذاتية للعراق، و اخر ما يفكرون فيه هم مصلحة الشعب العراقي بجميع فئاتهم، و ينطلق كل فئة و جماعة باسم مفهوم معين سواء كان دينيا او مذهبيا او عرقيا . المرحلة الاولى التي قضيناها ليست الا الطفولة اللقيطة غائب الابوين من كافة النواحي، و يمكن ان نحس اننا وصلنا الى مرحلة المراهقة بعد مجيء داعش و كيف صب الزيت على النار بجهاده الديني المذهبي الذي استكثر من اللقطاء الحقيقيين جسما و سياسة و صحافة و اقتصادا، اي زاد الطين بلة في جميع الجوانب و لم يدع نافذة ليرى من خلالها المتفائلون الافق و ما يمكن ان نصل اليه .
ان كان التغيير تاريخيا، فان من اعلن بملكيته له افرز ما يمكننا ان نقول بانه في لحظة ما ابرز هذا التغيير في المرحلة غير المتوقعة و السلطة غير الملائمة و الشخصيات المرتبكة للعملية السياسية و مسيرة مابعد ثلاث عقود من الدكتاتورية البغيضة . ذهبت ما يمكن ان نسميها دولة السنة لتحل محلها دولة الشيعة في اخر المطاف كما نراها اليوم دون اي شك . الغريب نرى من يدعي الطائفية و العرقية على الارض و ينكره لفظا و هو الامر الناهي داخل و خارج الدولة و هو من يحاضر و يدرس و يعلم بقدرة القادر، اهذه هي الدولة مابعد الضيق و الاستبداد و القمع . الدماء التي سالت ليست مستغربة الوقوع لما بدرت من ايدي هؤلاء، فكان بالامكان ان تتجنب السلطة نسبة كبيرة من تلكم الدماء الغزيرة لو تعمقت و سيطرت الثقافة العقلانية و الوعي المطلوب الذي تتمتع به النخبة التي ابعدت بنفسها عن ما يحدث، و لم يعلو شان احد الا من المتدينين المتزمتين و من اصحاب الشان الديني المذهبي و المرجعيات و العشائرية في الفكر والسلوك، فاصبحت الحال هو الواقع المنغمس في فكر من هو الحذر من عودة سيطرة السنة الى سدة الحكم ليس الا، و التشبث باية وسيلة مهما كانت خبيثة، و في المقابل المنغمس في عقلية استخدام السنة التكتيك المناسب لاستخدام كل السبل من اجل ازاحة الشيعة بمساعدة الاخرين و من ثم التفرد بالحكم باستقواء خارجي، و ما يدعونه من اخافة الناس من ايران و التقارب من الكورد ليس الا لهدف مرحلية لمرحلة قصيرة من اجل كسر شوكة الشيعة و تشتيت قوتهم، و سرت هذه على كافة الجوانب و على الشخصيات الاكاديمية و الدينية و الفنية و الاعلامية و حتى الرياضية سواء بشكل مباشر او ضمني من خلال الفعاليات التي يركزون عليها .
ان القلق مستمر لدى المكونات الثلاث و بسبب هنا يختلف عن الاخرهناك، غير ان الشيعة اطمئنوا لحد كبير على سيطرتهم على زمام الامور في العراق لمدى غير منظور على الاقل، و ليس امامهم الا استرضاء المكونين الاخرين بعد ازالة شبح داعش و تمكنهم من المناطق الغربية، و لكن صعوبة خطواتهم تشير الى تاخر تحقيق مرامهم . فعليهم ان يفكروا عصريا في امكانية التنسيق و التفاهم دون الضجة التي تؤخر عليهم المهمة، اما الكورد فانهم في قلق دائم و من حقهم لانهم جربوا الجانبين و لم يستفادوا منهما فلم يُبقي اي طرف منهم امام الكورد الا التفكير في الاستقلال و التحرر من الالتصاق الذي فرض عليهم .
ان قتامة الافق نابع من ان الثقافة العامة الموجودة، و الوعي ليس بمستوى يمكن ان ينبثق من يحكم العراق استنادا على العلمانية و اسسها و قواعدها لان الاحزاب المسيطرة النافذة هي الدينية فقط و احتمال بقائها لمدة طويلة كبير جدا، و عليه لم يبق امام الجميع الا الانشقاق و الاعتماد على الذات و اختيار السلطة الملائمة و الفكر والفلسفة التي تمكنها من الاسترخاء و الاستقلالية و الابتعاد عن القلق المستشري في ذهنه الان .
من ما سبق يمكن ان نستدل ان الحكومة و المرحلة الحالية هي ما تتمتع بسمات المراهقة و افرازاتها و تحتاج لمدة كي تنضج و يصل الجميع الى المُراد بشكل ما . و يمكن ان يتاكد الجميع في اخر الامر بان العلمانية هي الحل ان تترسخ ارضية نجاحها تقريبا مستقبلا و لكن كل المؤشرات تدل على عدم امكان بروزها و اتخاذها طرقا سليما لدى السلطات المقبلة الا في الوقت البعيد الاجل، و عليه يمكن لكل من لا يمكنه الانتظار ان يخطو بما يحلو له و يفيد من يؤمن به .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي
- الشتيمة و اشعال الفتنة في العراق
- كيف يجب ان تتعامل الحكومة الفدرالية العراقية مع نوايا استقلا ...
- متى نصل للمرحلة الانسانية في شرق الاوسط ؟
- يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة
- ايهما الاَولى النضال القومي ام الطبقي في كوردستان
- وفيق السامرائي يريد اشعال الفتنة بين الكورد
- اخطرهم الفساد الاجتماعي المنتشر في العراق
- العراق و مراوغة الاسلام السياسي
- الانتخابات التركية و مجزرة الارمن
- هل الشعب العراقي يؤيد قرار الكونغرس ؟
- ماذا تنتظر سوريا من ايران ؟
- متى ستنتهي اللعبة ؟
- اوباما و كوردستان
- لا يمكن ان يستمر العراق على هذه الحال
- هل الوقت ملائم لاعلان الدولة الكوردستانية ؟
- هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع ؟
- ماذا تقصد امريكا من مشروع قرارها حول تسليح مكونات العراق ؟
- ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة
- الصراع بين المثقفين اكبر من الشرائح الاخرى


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - السياسة و الصحافة العراقية في مرحلة المراهقة