أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - العائدون














المزيد.....

العائدون


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


العائدون
ابراهيم البهرزي

1

لم نقرّر التخلص منهم كما تقتضي كل حكاية
فنحن بالأساس , ماغفونا على حكايات العالم في طفولاتنا
فصارت القصص ,فيما بعد , مليئة بالجفرات ,
كل غريب يسقط فيها حائرا ً
وكل حكيم ٍ فينا
يفرك يديه آسفا ً ويكتفي .

2

حدث الامر كما في بحار الأساطير
سفينةٌ تتبعثر مُزُقا ً في الموج ِ
فنقتسم ُ بعدالة ٍ بقيّة أخشابها
وبعدالة ٍ أيضا ً , يطفو كل ٌّ على خشبته ِ
بعدالة ٍ يتيه ُ من يتيه ُ.
قراصنة ٌ عابرون هم الذين أشفقوا على ضياعنا
وحين أعادونا بمراكبهم الى الشاطيءِ ,
أوّل فكرة ٍ كانت تطاردنا
هي البحث عن سبب ٍ للنسيان ..
كانت شراكة ً مؤلمة ً
كانت سفينة ً مشؤومة ً
لم يكن الربّان عادلا ً ولا المجذّفون َ,
لا الريح ُ ولا الشراع .

3

القراصنة الذين أعادونا الى الشاطيء لهم شفاعة َ المنقذ ِ
لهم كلمة ُ فاصلة ٌ
لهم في أعناقنا ديون أثقل ُ من النير
والأرادة كلّها
البوصلة والنوء , وربما رب الرياح الاربعة ِ
وكان لنا , كتقليد من الامتنان ,أن نؤمن َ بهم مطلقا ً..
وهكذا صرنا قراصنة ً .

4

سرقت الطبيعة ُ ,من قبل ُ , بحرنا الكبير
قيل َ ان الأمر كان عقوبة ً عن عصيانٍ
فليس لنا الا انهارنا الصغيرة
نسقي منها كفاف زروعنا , ونبول بها
ونحتشد ُ أحيانا ً على ضلوعها الناتئة في طقوس القرصنة ِ
وقد غدت بفعل الملل والعادة
أعيادا ً موقوتة ً
نصعد ُ في الانهار وننزل ُ
أشرعتنا رايات الخصومة , واسطرلاباتنا
حكمة الحكماء العُور.

5

كنّا ملائكة ً حين كانت أرضنا لنا ,
ما تهبه ُ الأرض ُ أكثر كَرَما ً من الرضا
الشمس ُ تسكب النور فتضيء ُ البذرة ُ
أرضنا تعرف ُ مانريد ُ ونعرف ُ أيضا ً,
أجساد ُ أسلافنا كانت تعاود ُ الطلوع َ نخلا ً وكَرْما ً
وكنّا ملائكة ً تشرب ُ النبيذ وتصلّي
لا اله َ لنا غيِر َ ثمار أسلافنا
كانت الحياة ُ كمنجة ً من الغصون
وكنّا رياحا ً.

6

السرقات ُ الريفيّة الصغيرة لا تريق دما ً
طفل ٌ يعبر من مزرعة ٍ لأخرى
صبيّة ٌ تتطلّع ُ صوب السطح المجاور
عربة خضار تسقط عن القنطرة
دجاجة ً يسرقها جائع ٌ
سرب حمام ٍ بلديٍّ يحطُّ على برج الجيران
لا حكيم يفصل ُ في المعضلة
ولا جندرمة تقتاد السكران العاصي للحسبة ِ
لا اله لنا غير ثمار أسلافنا
يجلس الحائر ُ منّا تحت الشجرة
يرتشف العصير وينبذ نواة الحيرة
وخطايا الريف ليست الا فلكلورا ً للسُمّار .

7

كنّا طيورا ً يوم كنّا بلا حكماء
فقدنا خفّة الريش شيئا ً فشيئا ً
حكيم ٌ , حكيمان , بضعة ُ حكماء ٍ
ينتفون الريش عنّا
لم يعد عندنا غير فعل التجوّل بين البيوت
والاصغاء لمناكفات العجائز والحكماء
السماء نسيناها تماما ً
وصارت أظلافنا تطول ُ
صرنا بحاجة ٍ الى أعداءٍ يعينون حكماءنا على الحكمة ِ
بعدما تعفّنت حكمتهم ,
الأشجار نسيناها
صرنا بحاجة ٍ الى حطب ٍ ينير الكهوف التي حفرناها
ذهبنا متوسّلين لآباءنا القراصنة المؤسسين
بحثا ً عن مدفعيّة ٍ ثقيلة ٍ
بحثا ً عن حيلة ٍ نفتقر ُ اليها ,
الطبيعة نسيناها .

8

ليست عندي موعظة جديدة ,
في الخير والشر
لا أحد يعرف أكثر مما يعرفه الاخرون,
انّما العناد لا المعرفة ,
ولع ُ النكرات بالاختلاف
هو من يجعل اليمامة َ صقرا ً.
لا أحد َ ليقول أكثر من هذا :
عنقود العنب في الدالية ليس كأس النبيذ ,
مثلما هي الثمالة
في القلب , لافي النبيذ نفسه ...
ولكنهم يصغون جيّدا ً للقراصنة الذين يعودون تحت جنح الظلام
يصغون جيّدا ً
لأن القرصان لا يعلّمك الحرب َ فحسب
بل يهبك َ المدفعيّة الثقيلة
ولأن القوّة هي أرخص البضائع
فهي لا تتطلب شيئا ً غير النقود
ولأن النقود لم تعد كرامة التعب
ولأن القراصنة ينبغي أن يعودوا من جهة ما
فانني لا أجد الكلمات التي تليق بشاعر ٍ..

9

حملة ُ الفؤوس لن يرتكبوا جريمة ً
هم يقطعون الأشجار فحسب ,
وأنتم الذين تحرقون حطبها ,
مهمّة ٌ يسيرة ٌ
توقدون النار َ وتضحكون لفتنة اللهب
ثم َّ من يقول بأن الرماد لا ينفع شيئا ً؟
انتم على الاقل لم تأكلوا الرماد َ ذات يوم !
الفلسفة مهمّة ٌ في مثل هذه الأحوال
مهمٌّ جدّا ً أن تجد َ الطبل َ في مقدّمة الموكب
ورائع ٌ جدّا ً أن تجرّبوا رقصة الحرب ثانية ً ,
القراصنة الذين عادوا من جمع الجهات
طيّبون َ
ولن يبتغوا غير متعة النظر ِ
الى رقصتكم الاخيرة .
4/3/2015



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبوكاليبس
- سقوط ُ أسبرطة
- الخُسران والهجران
- ابادة ُ الغرباء
- أم ّ العاهرات (سقوط بابل 539 ق.م )
- خمس قصائد
- 3 قصائد
- الى ريم محمود
- اربع ُ قصائد
- ثلاث قصاد
- بين قدمي كوديا
- خارج حدود الاحتمال
- حقبة عاشورناصربال (883 ق.م _ 859 ق.م )
- بدل ضائع
- في العام الماضي لفاطمة
- تَأبين
- نَفير
- 10 قصائد
- لا مُلْك َللعاشقين
- الحياة أبسط من الحزن


المزيد.....




- المستعرب الإسباني خوسيه بويرتا: غرناطة مركز التراث الأندلسي ...
- المسيح في مصر بين المصادر الدينية القبطية وخيال الرسامين الأ ...
- باستخدام الدم وقشر البيض ويرفض الأدوات الحديثة.. هذا الفنان ...
- إطلاق مشروع ترجمة خطبة -يوم عرفة- بـ34 لغة
- نجم أمريكي يثير الجدل بعد تقبيله علم فلسطين خلال حفل ضخم في ...
- ظلال سايغون.. كيف تعيش فيتنام حربها بعد نصف قرن؟
- فنانة تُجسد لحظات الأمومة الحميمة من خلال لوحات معبرة
- راهبتان برازيليتان تفاجئان مقدم برنامج ديني بالرقص والغناء
- 37 مليون جنية في أسبوع واحد بس! .. ايرادات فيلم مشروع اكس بط ...
- -أريد موتًا صاخبًا لا مجرد عدد-.. ماذا قالت بطلة فيلم وثائقي ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - العائدون