لنعترف أن كل شيء يبدو جاهلياً !!!

عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية
(Azza Ragab Samhod)

الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 12:50
المحور: الادب والفن
    

لنعترف أن كل شيء يبدو جاهلياً !!!
.......................
قبل أن يأتي الصباح محملاً
بأكياس الهدايا القاتمة ...
و أشلاء لضحايا الحظ الرمادي ليلة أمس ..
وقبل أن تتصدر الأخبار الرخوة واجهة الصحف
وتتمدد مُدة الحوارات المطاطية ..
وقبل أن يتقاسموننا باسم الديمقراطية ...
مثل كعكة ميلاد لذيذة .....
يباركها ليون .....
برقصة فلامنجو إسبانية !
لنعترف أن كل شيء يبدو جاهلياً !!!
مثل سلحفاة تشارك بالماراثون !
مثل ساعة مليئة بالأوساخ !
مثل غبي يسير في اتجاه خاطئ !
مثل متسكعٍ فقأ عينيه من البكاء !
مثل نادبة حظ مثلي .!
تجولُ بحزنها حافية فوق سبخات الملح !
مثل جرعة صبر إضافية !
مثل أحمق ينتظر مطر الصيف !
مثل زيتونة خضراء في الاحتضار الأخير !
مثل زيت يعتصرُ خاصرة الوجع !
يطفح على لحائه باحثا عمن
يغدقه على فتيل يشعل آمال الحياة فينا ....
مثل أحلام طفل يائسة بلا مدرسة !!
مثل سياسي قلبه بوظة باردة
مثل مؤتمر ملغوم كأصابع الديناميت
مثل برلمان يُحضر لمائدة العشاء الأخير !
مثل طوابير خبز مُملة تترجم بكل
لغات الكون كســـادنا الأخلاقي
مثل شرطي يدير الشارع بلا صافرة !
مثل صياد يصطاد أسماكاً بلا بحر !
مثل روائي فقد بطله في الفصل الأول
مثل فكرة فارغـــــــة من معناها!
مثلي تــــــــائهة بين وجع السبخات !
مثل شوكة عالقة في قدم عذراء !
مثل ثكلى فقدت ابنها ...!
مثل يمامة هُجِّرت من عشها !
مثل طفولة تلاشتْ كأصابع الآيس كريم .. !
مثل ابتساماتنا الممنوحة بالتقسيط المُريح !
مثل وجــــــــــع كافر لايتوقف !
مثل بنــــــــادق دائماً جاهزة للكلام !
مثل آمالنا المُرسلة إلى الأفران المتوقدة
بانتظار ترجمتها الى لغات أكثر رواجاً ..!
مثل عَالَم يتظاهر بأنه لايسمع عنا شيئاً !
مثل وطن تحول إلى ظاهرة صومالية !
مثل وردة حمراء استحالت باقة رمادية !
مثل حوار دار بلغة غير عربية ّ!
مثل مشاريع تبخرت إلى فقاعات هوائية
مثل بالونات تنفجر كلما تعالى سقف
مطالبها الحياتية !
مثل مقولات على الجدران .......
تكتشف أنها كانت مجرد بدع أفلاطونية !!


عزة رجب / بنغازي
29/5/2015

#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل