أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الرابع















المزيد.....

الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الرابع


عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)


الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الرابع

مقدمة لابد منها للجزء الرابع


الشاب الذي يخرج ويلبي نداء التغيير أول صورة ترتسم أمام عينيه هي وجود حلول للمشاكل التي يعانيها في حياته ،
فأغلب المشاكل الشبابية تنحصر في الحصول على فرص عمل ، وتوفير مكان صالح للسكن ، والبحث عن حلول ناجعة للحصول على فرص زواج جيدة بحيث تكون متناسبة مع المستوى المعيشي وتتيح له حصول هذا الأمر .

إذا فكرنا في جيل الشباب العربي فإنه الشباب الذي عاش مكلوماً جراء تكدس كبير من عوامل الكبت المجتمعي داخله ، فمن المستوى المعيشي المتوسط الذي أطلقه على العرب ككل ، إلى
ذلك العارض الأول الذي يصادف أي شاب ألا وهو قلة وجود فرص للعمل ، ورغم أن الشباب العربي حارب البطالة بكافة أنواعها إلا أن بطالة العقل العربي لوحدها ظلت عالقة في أذهان
المثقفين العرب .

الشاب الذي خرج اليوم للتغيير يحمل أحلامه هو أولاً في اعتقاده أن السلطة هي المُسبب الأول للعوائق التي تعترض سبيله ، واضعاً كل المشاكل و معطياتها في الهرم السلطوي الذي
لم يأت بالتغيير في رأيه والواقع نحن كمثقفين لا نسامح الحكومات على ما جرَّته ورائها من ثورات تسببتْ في إحداث ثغرات فكرية ،
وفجوات بين المثقف كمتعاطٍ مع الحالة العربية الراهنة وبين ما أسميه بالتسبب في (حصول بطالة بالعقل العربي ) وهذا حصل نتيجة الاصطدام بالحائط الفكري
مع الأوضاع الفوضوية الراهنة ، والتي لا أجد لها سوى بالفوضى الخلاَّقة التي تحدثتْ عنها كونداليزا رايس في 2005 بشأن سعي الإدارة الأمريكية لإنشاء مشروع ديمقراطي
على النموذج الأمريكي لصنع ما يُسمى بالفوضى المنظمة في الشرق الأوسط .


إنَ الأنظمة الحاكمة العربية تتعامل مع دولها كأنها محال تجارية للبيع ، فهى تقتصر على إجراء حالة من ( الجرد ) السنوي محصوراً في استلام الميزانيات المالية لكل عام ،
وهى نفسها تحرص على جلب وشراء كل ما يمكنه أن يوفر لها أقصى درجات الأمان والتأمين لدولها و هذا إلى حدٍ ما تفكير صحي مقارنة بما يجري في العالم من تغييرات واستعداءات
ولكن على طوال عقود طويلة من الزمن فإنَّ فكرة الدولة التي تتعامل معها الأنظمة كأنها محال تجارية تبقى راسخة في عقيدة المُثقف العربي ، فالنظام الذي يدير دولته بفلسفة
المحل التجاري سيظل مُعتمداً على الإيراد والمدخول الذي يجنيه من مقدراته ومبيعاته وسيظل يعتمد على الاستيراد طالما لا يمكنه أن يدير سياسة ذاتية تعتمد على الاكتفاء الذاتي

وبما وهبه الله من موقع طبيعي قد يساعده على جلب العالم له ،وسيظل يسير بعقلية المالك وتوجهاتها الذاتية لا بعقول و إبداعات موظفيه ، وهذه للأسف هى سياسة الحكومات من شباب دولها
فهنا تقع المعضلة للمُثقف العربي من حيث أن الأنظمة تنظر لفرص العمل بناء على ما لديها من مردود مالي وتجاري وبدون الاتجاه للقيم الإبداعية الخلاقة التي تميز الدولة وترتقي بها.


ولذا فإن تأخر فرص العمل شئ طبيعي جدا في ظل سيطرة حكومات تبرع في صناعة لأزمات للمواطن ـ وتبرع في فرض الضرائب أو تقليص عدد الموظفين أو الحد من زيادة الأجور أو المرتبات ،
ا فالنظام الذي لا يحمل حكومات مُنتجة ، قادرة على الانتقال من فكرة إدارة الدولة كأنها محل تجاري إلى فكرة وجودها ككيان إبداعي قادر على النمو فهو نظام غير قادر على حل أبسط مشاكله ،
ففكرة المحل التجاري تجعل الدولة قائمة على المحدودية الفكرية المرتبطة بالمالك فقط الذي هو الحكومة أو هرم السلطة .
وأيضا في التسبب بخلق أوضاع تعتمد على النشاط اليومي والقوة الشرائية ومدى القدرة الإنتاجية من عدمها والاعتماد على الحلول الموجودة من الحالة الراهنة ،
هنا أنت تخلق دولة بدون فكر إنتاجي ـ وتديرها كمحل يأتي بالإيرادات ويحسب الأرباح ويقوم بعمليات الشراء والبيع يوميا دون أن ينظر في معطيات أخرى فأي فكرة تجارية ترافقها حالة إبدعية
ولذا يتوجب النظر للدولة على أنها كيان حي إبداعي مُنتج ، يصنع الحجة قبل حصول المُعطى أو العامل المُتغير الذي يتسبب في حدوث طارئ أو عامل يؤخر مسار تقدم الدولة .
إن العقل العربي عانى من البطالة الفكرية طوال سنوات مضت وتركزت أكبر همومه في ترقب ترمومتر السياسة التي استنزفت كل القوى العقلية والإبداعية للعرب وجعلت منا مجرد ناقلين
للخبرة طوال عقود مضت ، وحصرت عوامل كبت كثيرة داخل عقول الشباب العربي الذي توزعت همومه بين حلم عربي مشترك وبين دول ممزقة وبين أحلام محلية شخصية


والسؤال الذي يطرح نفسه الآن "
هل العيب فينا أم في حكوماتنا ؟
إنَّ الحكومة التي لا تملك القدرة على الإبداع وصناعة الدواء قبل حصول المرض لا تملك
مفاتيح الدولة الحديثة وليس في يدها سوى أن تقيم نفسها بأنها عجوز مهترئة في نظر شعبها ، قد تغرقه بالمواعظ والعلل والأسباب ولكن فكرها عاجز عن مسايرة الجديد والنظر
للأفق أماماً ..و الحكومة التي لا تحمل بين جنباتها طاقات شبابية مُجددة لدمائها
ستظل تجري في عروقها خيبة القديم المستهلك منذ العقود السابقة وستظل تنظر على أن مستقبل العرب في وحدتهم وتنسى أن الشعوب أصلاً موحدة لكن ضروب الحكومات حالت دون توقيع اتفاق على الوحدة

هذا للأسف ما يحصل لنا ـ أننا نبحث عن الوحدة العربية وشعوبنا موحدة المشاعر والدين والأحاسيس والمصير ودمعتها وفرحتها العربية واحدة بدءاً من الحرب وانتهاء بمباريات
كرة القدم ، لكن عدم إعلان الوحدة كمشروع جعلنا نصدق هذه الإمباتيا التي نعيشها من حكوماتنا ..إمباتيا كاذبة ووهمية تفرعت من عمق مشاكلنا الإقليمية القائمة على حدودي وحدودك .
العادة أم الجهل ، إذا استمررنا في تقمص الدور الفصامي الذي نعيشه من صناعة حكوماتنا
للصورة العربية لأوطاننا فنحن لن نمارس سوى عاداتنا ، ونحن سنكون كذلك الفيل الذي وضعوا له القيد لسنوات طويلة من عمره فبقي مُلازماً مكانه ، ولما فكوا عنه القيد كان قد
أكل الزمان عليه وشرب جراء تقمصه لحالة المثالية الإمباتية فتحول القيد من عامل حسي إلى عامل معنوي أنزرع في عقله بناء على تقمصه للعادة التي تعود عليها إلا وهى وجود القيد في قدمه .
نحن ذلك الفيل و أكثر .

لم يبرع العرب طوال عقود مضت في صنع موقف عربي مُوحد يصنع عملة مُوحدة ، ويصنع منظمة عربية غير أوبك ـ ويصنع علماً عربيا عليه شارة تُدلل عليهم، إن حكوماتنا تبرع
في فن الاتيكيت لدرجة كبيرة جداً ، فهى أول من تشجب الإرهاب ، و أول من تشجب الصور المُسيئة عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) و أول من تسارع في الانضمام
للجنازات الغربية ، بينما الإرهاب يرتع بيننا ونربيه في أحضاننا ، ويتكلم بصوتنا .

وحالة المُسيئون للنبي (صلى الله عليه وسلم ) تذكرني بالعربي الذي لا يريد أن يتحدث أحد عن شرف أخته فأول نقطة يواجهك بها عدوك ويكسر بها ظهرك هي رجم أختك بألفاظ ،
وتصويرها بصور استفزازية لك ..هكذا جعلنا عدونا يعرف كل نقاط ضعفنا ودللناه عليها .

هكذا تعاملنا مع مقدساتنا وهكذا عاجلنا مشاكلنا ، وهكذا تتقمصنا حالة الإمباتية المُعقدة جدا في فهم بعضنا وتوصيل المفهوم عنا ، إذ أننا مع حكوماتنا للأسف أوحينا بتلك الأفكار
وأرسلنا إشارات مُعبرة عنها ، ونحن ببساطة لم نجلس داخل البيت العربي لنعيد ترتيبه من جديد وفق تصورات مفتوحة وعقلانية ووفق خيارات تحفظ لنا مسافة جيدة جدا مع الآخر ،
فكل الإمكانيات لدينا ، والعقل العربي قادر على الخروج من إمباتية بطالته التي صنعتها له حكوماته كي ينجز التغيير دون اختراقات تغير مساره كما يحصل الآن في وقتنا الراهن

الغرب يتعامل مع العقول العربية كأنها قطعان تُقاد للمراتع التي يضعونها فيها ، بينما الحليب واللحوم والصوف والأوبار والدم والحياة والاقتصاد تملكها تلك القطعان ...الحكومات العربية
تقمصت هذه النظرة وعاملت بها شعوبها ...لايمكننا إلا أن نقول أن هذا نوع من الرهاب الفكري الذي تمارسه الحكومات على عقولنا ، فهى لم تتح للمثقف فرصة الحوار والتحاور
معها وهى سدَّت في وجه المثقف العربي كل النوافذ التي يعبر فيها عن حاجاته وفكره ورؤاه وعطَّلت عليه فرص الاحتواء معها للدولة ، فصارت علاقتنا بالدولة علاقة عدائية
نابعة من مشاعر مكبوتة ( نتيجة عدم القدرة على التعبير خوفا من الحساب والعقاب ) وصارت علاقتنا بدولنا هى علاقة كره مُتفجر من سوء الوضع وتردي مستويات المعيشة
وتعطل الدور الإعلامي الصحيح عن مفهومه الحقيقي وتأخر الرئيس في فهم الجملة التي تقول له أن حكومتك شاخت وعجزت وتحتاج شبابها لتتجدد وتتغير وتصل لفهم شعبها


د. عزة رجب
يتبع نفس الجزء الرابع ......








#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الثالث .
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الثاني
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .
- الفجاج الأرضية والسماوية .,آراء ورؤى لأول مرة تُطرح
- الله والنبي من العبادة و القدوة إلى الموروث الثقافي والديني ...
- الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت ...
- فلسفة التزاوج لدى فكر داعش
- التسرب العلماني التركي بمشاريع opera soap في الفكر العربي!
- دعش الفكرة والفكر بين فصامية الشكل وعقيدة المبدأ .
- التقمص الوجداني والانفعالي في شعر أسماء صقر القاسمي نص سديم ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الرابع