أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزة رجب - الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت .















المزيد.....

الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت .


عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)


الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 19:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الثابت والمتغير /
الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت .

الثبات والتغير ، يشبهان قانون النسبية ، حين يكون التناسب بين 3 فرقا ، فإنه بجميع الأحوال يحقق نسبة ما سواء كانت نسبة تشابه أو فرق
وحقيقة إن موضوع الثابت والمتغير شغل العقل الإنساني ، وحاول كثيرا الاستقرار على وتيرة ما ضمن تحقيق أنظمة ثابتة تتغير مفاهيمها بتغير أزمنتها و أماكنها .
حيث أن النسبية العامة للكون الذي حولنا عاملت الزمان والمكان مثل كيانين مختلفين منفصلين عن بعضهما ، وبعد أن تم النظر في نظرية نيوتن مقارنة بنظرية آينشتاين والعلاقة بين الجاذبية والنسبية ، فإنه من أهم نتائج النسبية هى معاملة الزمان والمكان على أنهما كيانين متصلين ببعضهما من جوانب عدة .
فالنظام الكوني قائم على أبعاد ذات علائقية رياضية وذات بعد سيكولوجي يعني بماهيتها وطبيعة خلقها ، وليس لنا سوى التأمل في تلك العلائقية ومحاولة فهمها بعمق وتفحص كبيرين.
والسؤال "
هل يمكننا أن ندرك مدى الفرق بين العقل الحيواني (اللاعقل ) والعقل الإنساني (المُفكر ) ؟؟ إذا جزمنا بهذا فكيف نفعل هذا ؟
ونحن نعتبر أن الحيوان كائن نشأ على اتباع شهواته ؟؟
الحيوان يأكل ويُشبع غزائز الجوع والحاجة للغذاء تبعاً للفسيولوجية التي تناديه في طبيعته ، وفي ذات الموضوع الحيوان يتعامل بشهوانية مع غرائزه الجنسية فلا قانون يمنعه ، ولا نظام تشريعي يحد من قدراته أو رغباته أو يكف عنه سيل الشهوة أو الرغبة في التزاوج ، كما أن الحيوان لا يعيش كالإنسان وفق بنود دينية معينة تجبره على احترام قانون الديانة التي هو يتبعها ، فمن ديانة تُحرم الزواج من اثنين إلى ديانة تتيح له الزواج بأربع الإنسان مقارنة بعالم الحيوان ، هو في نظرنا كائن مُفكر مُلهم يستطيع أن يلتزم بقوانين الكون التي أُحيط بها وكذلك وفق الأعراف الاجتماعية التي يعيش فيها ووفق تشريعات ديانته وحتى غرائزه يمكنه أن يتحكم فيها بناء على التشريع المجتمعي والديني الذي يحيط به كطوق نجاة من قيود (عقلية ) لوقاية نفسه من الخروج عن العرف الإنساني في محيطه والعرف الاجتماعي والقانوني والتشريعي الذي يتبعه تبعا لدولته ..
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو "
لماذا نعتقد نحن أن الحيون لا يملك العقل ويملك فقط غرائزه وشهواته ؟؟
ولماذ نعتقد نحن أن الإنسان يملك العقل والقدرة على التحكم في غرائزه وشهواته ؟
عالم الحيوان ينظر إلينا كما ننظر نحن إليه ، فهو يفكر مثلنا تبعاً (لنسبية ) معينة خلقها الله فيه تماشيا مع قدرته على التكيف والتأقلم مع (عقولنا ) وبمشيئة إلهية من أن يكون هنالك (تناسبا ) بيننا وبينه في نظام الكون ، فالحيوان يملك العقل الذي نرى أنه يميزنا عنه ويقدرنا كما نقدره ويعاملنا على أننا صديقي أو عدو تبعا لطبيعة التناسب بيننا نحن وبين بعضنا ، فنحن كذلك نتعامل مع بعضنا على فئات التصنيف وفق نظم انتجتها الأنظمة (الدينية ) المعينة ، فصرنا نعرف العدو والصديق والأخ ..إلخ .
والحيوان يدرك كما نحن ندرك ، وله ميول كما لنا ، وله قدرة على معرفة أبعاد نظام القبيلة والعرف والمجتمع الذي هو فيه ضمن تناسب نسبي يهتم بالتفاوت بين فئات عالم الحيوان ، وبمعنى آخر فإن مملكة الحيوان كمملكة الإنسان ، وله دول كما لنا دول وله عوالم كما لنا عوالمنا، وله قوانين لازال العلم كل يوم يكتشف نظام كل مملكة حيوانية وطريقة عيشها وقوانين و أعراف تلك الجماعات الحيوانية
ولعل في القرآن الكريم ما يُدلل على أن الحيوان يعرف ويدرك وله عقل كما لنا في حادثة الغراب الذي وارى سوأة قتل هابيل لقابيل ،في قوله تعالى :
{ فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين }المائدة 31
قال :
{ يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي }نفس الآية والسورة السابقة
فهنا الحيوان علم الإنسان والإنسان عاجز أمام مقدرة الحيوان
وما أدراكم أن قوله تعالى ( وعلَّم الإنسان مالم يعلم ) العلق آية 5 أي علم وتعلم يُقصد به ؟
فلم يحدد القرآن الكريم في نصوصه مصادر تعليم الإنسان في حياته ،ولكن ما نتعلمه في كل الأحوال هو مما علمنا الله إياه في حياتنا بطرق مكفولة المصادر فالدين والديانات والعلم والمعرفة أمور متاحة أتاحها الله لنا ( هذا من فضل ربي )
{وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231]
و إذا كان الإنسان يتعلم من مملكة الحيوان فإنه لايستطيع أن ينفي عن الحيوان ملكة العقل وملكة التفكير ، فكما أِشرت سابقا أن الحيوان ينظر إلينا بطريقة (نسبية ) على أننا لانملك القدرة على أشياء مُتاحة له كالسرعة في التكاثر والتزاوج والسرعة في العدو من بطئه والقدرة على امتلاك ميزة الحياة في البحر والبر والقدرة على الطيران بنفسه في أعالي السماء والقدرة على اقتناص الصيد بدون استخدام أدوات صيد أو الحاجة إلى اختراع أدوات والقدرة والتمكن من العدو بدون الحاجة إلى سلاح تكنولوجي ...كل هذه مزايا يرى الحيوان أنه أفضل من الإنسان فيها و أنَّ الإنسان كائن معدوم من المزايا والخصائص الطبيعية وأنه مضطر للتعلم في طرق و أنظمة اصطناعية
للدفاع عن النفس عن طريق تعلم رياضات الدفاع عن النفس واستخدام تكنولوجيا من اختراعه تمكنه من العيش بسلام
وهذا لاينفي عن الحيوان أنه ( مثلنا ) يتفاوت (نسبيا ) بين أصنافه ، فيوجد في عالمه القوي والضعيف والقادر والمريض و السريع والبطئ ..
و إذا تأملنا حياة النمل ، وباقي الحشرات ، النحل ، العنكبوت ـ والخيل والطير سنجد أنها تعيش وفق أنظمة في حياتها تسير عليها دون تغيير يطرأ عليها ونلاحظ أن حياة النحلة أشبه بالبرمجة لأجهزة الكمبيوتر ـ تسير عليها بدون أي تغيير تحاول أن تفعله فيها
و إذا جربنا أن نقتدي بالحيوان في سلوكه فإننا نُعجب بشدة لنظام طابور النمل أو لنظام النحلة العاملة أو لنظام سرب الطيور المهاجرة في جماعات وفق توقيت معين ووفق خرائط تسير عليها سنويا دون تغيير للوجهة أو الدولة
و إذا افترضنا أن الإنسان سيحاول تقليد مملكة الحيوان في التراص والتسبيح كما الطير وفي النظام كما النمل وفي خلق أمثولة تفكيرية بحيث يعيش منظما بنظام دقيق وصريح وتقني سواء على مستوى كيانه المادي أو كيانه الفكري ، ونلاحظ هذا في دول الصناعة عادة كاليابان والصين وغيرها ...فإن الإنسان لايستطيع أن يسير على هذا النظام بطريقة أبدية مستمرة بل إنه لن يتمكن من إنجاز نظام كوني صحيح مبرمج على النظام كما يشتهيه ويريده و حتى أنظمة الكمبيوتر تخضع لمتغير انفصال الكهرباء أو فساد النظام بسبب وجود عامل تأثيري عليها أخرجها عن
النمط والنظام والثابت الذي صُنعت عليه .
وهذا لعدة أسباب تقع ضمن فلفسة الثابت والمتغير في حياتنا ونظام التناسب والتجاذب وبطريقة أخرى إذا افترضنا أن مملكة النمل سارت على نظامها اليومي الثابت دون أي هدم للأنظمة الداخلية التي تسير عليها أعراف ممالك النمل فإن أي خلل تقني في صيرورة الطريق قد يشتت هذا النظام المُلتزم وكما يحصل في مملكة النحل وملكة النحل نفسها التي لها نظمها الخاصة في التزاوج ، فإن المُتغير هو السبب الذي قلقل ذلك النظام.

والإنسان يختلف في تعاطيه مع الثابت والمتغير ، فهو حقيقة يخلط بينهما ويتعامل على أنهما شئ واحد ، بينما الفرق موجود بينهما بطريقة أخرى
فالثابت والمتغير كالنسبية والجاذبية وكالمبادئ والقناعات تماما,
يتعامل الإنسان على أن النظام مبدأ حياتي لا يجب أن يتعرض للخلل ويقوم بتجريد المحتوى من مضمونه المتغير فيجعله ثابتا لا يتغير
ويقوم بجعل الأفكار شيئا نظامي ثابت لايقبل التغيير مهما حاول غيره أن يُفهمه عكس الفكرة التي يسير هو عليها .
وهو لاينتبه إلى أن هذا (نسبية ) طبيعية بينه وبين الآخر ، فيحاول أن يصنع من ثوابته قانونا يسير عليه ، أو على الأقل نظاما غير قابل للخلخلة
إن المبادئ إذا تأملنا في دلالتها ليست شيئا ثابتا إطلاقا ، فهى تتغير وفق التغير المكاني والزماني والفكري وهى مضطرة للتأقلم مع البيئة التي حول الإنسان كما يحصل عادة حين تعتقد أن الحرية مبدأ ثابت لايتغير لكنك تتعرض للأسر .
وكما تعتقد أن الديمقراطية من مبادئ تفكيرك العقلي ثم لاتنتبه إلى أنك تمارس الدكتاتورية مع أقرب الناس إليك .
الإنسان مُتغير بطبعه مهما حاول الإيمان بالثوابت .الإنسن يخطئ حين
يصنع من الاعتقادات ثوابت ويُصنف عليها القيم .
نحن لانتوصل إلى المفارقة بين المبادئ والقناعات ...وتلك المفارقة هى ذاتها الثابت والمتغير ، فالقناعات شئ تصله إلى حقيقة مُطلقة تقتنع بها بالبرهان والنتيجة .
لكنها في ذاتها أيضا قابلة للدوران كالمبادئ التي نظن أنها ثابتة لكنها بعد مدة تتخلخل نتيجة قلقلة تحصل لها وفق تفكير أو طارئ يجعل التغير يحصل ..

الثابت نفسه يتغير إذا ، فلا شئ ثابت في حياة الإنسان وكل شئ إلى تغير
وكل أنظمة الكون ثابتة وفق (تغير ) يحصل فيها ، وهذه فلسفة لا يمكن إلا أن تقبلها حين تقارنها بما يحصل حولك من إيمان بقيم معينة وثوابت
آمنت بها في وقت ما ، ثم أدركت ْ بعد فترة من حياتك أن أخطأت
في توجيه نفسك أو في الاعتقاد بها ، فحقيقة الأمر في فكرته أنك لم
تخطئ أبداً حين آمنت بها واتخذتها ثابتا معينا في مرحلة من عمرك
بل في أنها تغيرت تبعا للنسبية التي حولك والتي جعلتها مُتغيرا من جديد
و لو نظرنا للأرض فإنها ثابتة في مدارها تدور حول نفسها وفق متغير وجود الشمس والمجموعة التي هى بدورها تدور وفق نظام كوني تطرأ عليها متغيرات طبيعي أن تحصل كمرور كوكب أو مذنب أو طبق فضائي يخلخل نظامها
.فالشمس قد تكون ثابتا للمجموعة الشمسية لكنها متغير بالنسبة للفضاء الذي يسكنه مدارها .

ونحن نفكر بطبيعة النسبة بيننا وبين الكون ومخلوقاته، والحيوان يفكر بطبيعة النسبة بينه وبين الكون ومخلوقاته .

د.عزة رجب



#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التزاوج لدى فكر داعش
- التسرب العلماني التركي بمشاريع opera soap في الفكر العربي!
- دعش الفكرة والفكر بين فصامية الشكل وعقيدة المبدأ .
- التقمص الوجداني والانفعالي في شعر أسماء صقر القاسمي نص سديم ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزة رجب - الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت .