أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .















المزيد.....

الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .


عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصامية والديمقراطية
حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .

العربي عندما يفكر في التهديد الذي يتهدده لاينتقل بفكره إلى وطنه قبل أن
ينتقل إلى بيته وتتراءى بين عينيه صورة بناته وهن يغتصبن !

هكذا كبُر العربي وهكذا سيبقى مهما تعمقتْ ثقافته العريقة وبلغ أقصى درجات العلم فإن ترسبات العادات والتقاليد العربية ستظل عالقة في ذهنه .
وكثيرون ممن درسوا في الخارج لازالوا يعودون كما هم حين تحطُّ بهم أول طائرة على أرض الوطن وكأنه قد وصل لأرض الحساب والعقاب حيث سرعان ما ينسلخ عن جلده
الغربي ليعود إلى قصة الشرف والعرض والقبيلة ، علماً بأن هنالك إنسلاخات كثيرة تحدث للعربي الذي يعيش خارج محيطه سنأتي بأفكار في مقالات مستقلة .

إن تفكيرنا كبُر معنا ونشأ بين أحضان التأصيل الوجداني له ، والصديق الذي تتناول معه فنجان قهوة ويتظاهر أنه مثقف مثلك ، لايفتأ بينه وبين نفسه يتساءل عن الطريقة التي سيصاهرك بها
أو كيف سيقوم بمد جسور التواصل الاجتماعي معك هكذا نحن ، لانشعر أننا نعيش ذلك اللون العميق من السباحة في يم العلاقات
وفق إمباتيا تنتقل في أطوارها من الاستعارة إلى الوجدانية إلى ضرب من ضروب التفنن في صناعة العلاقات فوق جسر الثقافات .

والحقيقة و إن كان لهذا النوع نوع من الإيجابية من حيث التكاثف على تطوير وبناء السيوسولوجيا الاجتماعية لكنه من ناحية أخرى قد يخلط الكثير من الهرميات الناشئة
تراصاً في سلم الدولة .

وبمعنى آخر فإن الثقافة العربية لن تتطور ولن تتحرر من قيودها مادامت تسير توزاياً مع العادات الاجتماعية ، حيث أن تلك العادات تقمصت في ضرب من ضروبها حالة
الثقافة العربية ككل واقتاتتْ من الإمباتيا المُعبرة عن الوساطة الاجتماعية فانتقلت بها إلى إمباتيا جديدة لم ير لها العالم مثيلاً .

سأسميها جدلاً وفرضا هنا باصطلاح (إمباتيربي )..وهى اختصاراً لإمباتيا عربي تلك الحالة التي تلبست العرب في الربيع العربي فخلطت الحابل بالنابل واستطاعتْ
صنع نوع من الفساد السياسي الذي ركب العقل العربي ، فمن الحياة المدنية إلى تسييس ( التيار المدني ) ومن الحراك ( الشعبي ) إلى تسييس ( وشعبنة الإعلام )
ومن الحراك الإعلامي الوطني إلى ( علمجة الإعلام أو مايُسمى بإعلام الأجندة ) وهو أخطر تيار استطاع أن يتلبس الشعوب العربية في إمباتية تعايشية يومية بحيث صار
هم الحراك الشعبي ( الانغماس اليوتوبي ) أو ما أسميه ب( معايشة دراما الإعلام ) عن طريق ظهور كثير من الروابط الإعلامية التي جندتها القنوات الفضائية ومنها المشهور برابط "بشارك / وشاهد / وغيرها .

وهى قائمة على الإحساس بالإثارة والتوثيق وبالتالي تعتبر فخاً استفزازيا للمواطن المدني الذي وجد فيها حالة من نوع الاستفراغ الانفعالي الوقتي .
إن التلبس لحالة الثورة وهوية كينونتها كان تعريفا للمشاكل التي يقولون عنها مجموعة من الانفعالات البسيطة ولكن يمكن شرحها بطريقة أعمق .
وحقيقة أنا ضد هذه التسمية ، خاصة و أن الشعوب العربية شعوب تحركها بسرعة العوامل المبينة على الفانتازيا التي تجعلك تشعر أن الأنظمة الحاكمة كانت بمثابة
الساحر لها فانقلبت عليها .

وحيث أنَّه تم جرَّ التيار المدني إلى طريق السياسة الشائك فإنني أرى أنه سيصبح من الصعب أن نعيد كل هذه الجموع الثائرة إلى بيوتها لتعيش وتعود لحالتها الطبيعية
دون أن تستمر في حالة ( الفوران الانفعالي ) وسنلاحظ أن المواطن صار واقعاً تحت وتيرة الفورات الواقعة بعد الثورات .

إنَّ المواطن العربي الذي كان يعيش حياته وهو يوفر مصدر العيش لأسرته ويتأفف ويتذمر من سوء الوضع المعيشي يظل مخدوعاً في داخله بعدة أوهام فصامية ناتجة
من طريقة تعايشنا نحن العرب ، فمشروع الديمقراطية هو بالنتيجة ( حلم طيفي ) عيشه في الشرق الأوسط وهذا وفقاً لمعايير تمثيل الديمقراطية
في حياتنا وشعوبنا فنحن لم نمارس المنهج الذي يمهَّد لها ولطريقها .

وبمعنى آخر نحن نرى أن الديمقراطية هى الحرية ولكننا نحصر الحرية في مسميات انغلاقية عقلية ، فالحرية تعنى لدى العربي الحياة الكريمة والممارسة الحرة .
دون أي انتباه إلى أنَّ العامل الاجتماعي في المجتمعات العربية مربوط بالدين وبالقانون التشريعي وبالتالي هو في أساسه عامل (مُقيد ) بقوانين تسنُّّ العلاقات وتحسم الحراك القائم
على ( القيد الديني ) وبالتالي فهى ( نسبية تماماً ) ولاتعنى لدينا أي مسمى فكري أو أي حرية تعبيرية لها علاقة بالسلوك السوي الخلاق .

، إذ أنك ما إن تجلس للمواطن العربي وتتحدث معه عن أحلامه فإن مجرد طرق فكرة الحرية سيشرع فوراً في ربطها بمستوى المعيشة و المرتب وسوء الوضع المعيشي
وهنا نجد أن الديمقراطية هى حالة من ( الترسب الديمومي اليومي ) يعيش داخلنا ولكننا نخطئ في إعطائه المعيار الصحيح ، وببساطة الديمقراطية تُعامل في مجتمعاتنا
على أنها السبب في كل مايحصل لنا، فهى مطلب ننشده ولكن سوء المعيشة وتدني المرتب اليومي وغياب بعض الحريات مربوط فيها كأنها المُسبب لها .

و إذا فكرنا جيدا سنلاحظ أننا شعوب تعيش فصامية الانقلاب على الطبيعة التي جُبلت عليها ، فنحن لم نعش السلوك الأخلاقي الطبيعي ، ونحن بمعنى أوسع وشامل
شعوب لم تتفن في عشق السلوك الخلاَّق الذي يجعلك تمرُّ من الشارع و تفكر في رمي منديلك الورقي في أقرب مستوعب نفايات بدلاً من إلقائه في طريق المارة ، ونحن لم نتعوَّد على أن نستمع إلى الآخر بدون صراخ ، ولم نتفهم أن الآخر حين يتحدث
فإنه رأيه بالنسبة لرأينا يُعد حالة (نسبية ) من الفهم العميق لمكونات مجتمعاتنا الشرقية ، ولم نتسوعب أنَّ انتخاب الرئيس يعني أن نحكم عليه خلال سنتين على الأقل من حكمه وليس خلال أسبوع ،
ولم ندرك أبعاد أن نتمادى في ونسرف في التعبير عن الحرية المزعومة لتتحول بعض حرياتنا إلى فوضى خلاَّقة داخل المجتمع الذي نعيش فيه
وهذا في حد ذاته المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط نحن جعلناه عرضة للتناول بسبب ما صنعناه جراء إنغماسنا الشديد والتلبس العميق للحالة الثورية السياسية ، فالكل يحاول تفصيلها وفق
تعيير تنظيري ووجهات نظر قائمة على رؤى سياسية تمثل جهات و شخوص بعينهم .
وجعلناه فرصة مواتية لما جاء في شأنه عن كونداليزا رايس (عام 2005 أدلت وزيرة الخارجية الأميركية بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية حيثُ تحدثت
عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف ب "الشرق الأوسط الجديد " , كل ذلك عبر نشر " الفوضى الخلاقة " في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية .


لقد جعلنا من حياتنا أجندة تعمل لصالح غيرها .


د/ عزة رجب

يتبع الجزء الثاني



#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .
- الفجاج الأرضية والسماوية .,آراء ورؤى لأول مرة تُطرح
- الله والنبي من العبادة و القدوة إلى الموروث الثقافي والديني ...
- الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت ...
- فلسفة التزاوج لدى فكر داعش
- التسرب العلماني التركي بمشاريع opera soap في الفكر العربي!
- دعش الفكرة والفكر بين فصامية الشكل وعقيدة المبدأ .
- التقمص الوجداني والانفعالي في شعر أسماء صقر القاسمي نص سديم ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .