الإمام الصادق (ع) ونهجه في تربية الأمة

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4830 - 2015 / 6 / 7 - 22:54
المحور: المجتمع المدني
    

الامام الهمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق "ع" ، وذلك في 25 شوال المكرم عام 148 هـ وبهذه المناسبة نذكر لقرائنا الاكارم جانباً من نهج الامام الصادق " ع" في تربية الأمة الاسلامية من خلال اعماله العظيمة في حياته الكريمة ، فالامام الصادق " ع " منهل صاف ، ومعين نقي ، وبحر زاخر من المعارف والعلوم ، لا ينضب عطاؤه ولا يأفل سناؤه مدى الدهر ، ومازالت افكاره وآراؤه وعطاياه مدرسة شامخة ترفد الاسلام والمسلمين بشتى انواع العلوم والمعارف الدينية والاسلامية والعلمية ، فهناك مؤلفات ضخمة تحمل في طياتها تلك المعارف والعلوم ، وتملأ رفوف مكتبات العالم ويشيد بها العلماء والمفكرون جيلاً بعد جبل .
الامام الصادق " ع " والسياسة
رأى الامام الصادق " ع " في تلاطم الامواج التي كانت تعصف بالمجتمع الاسلامي آنذاك ، ان ينصرف شخصياً عن ممارسة التحدي السياسي ليمارس العمل داخل الامة التي كانت تزخر بمظاهر الفساد والبعد الفكري والعقائدي عن الحياة الاسلامية التي ينشدها الامام "ع " في جميع المجالات في الحياة السياسية او الاجتماعية او الاخلاقية او غيرها من شؤون الحياة ، ويبني فيها قواعده الشعبية بناءاً واعياً متيناً لتكون (الامة) فيما بعد اداة تنظيمية لنشر افكاره وبث مبادئه واعداد القوة الفكرية وطليعتها المؤمنة من اجل اقامة حكم الله في الارض ، وما جاء به نبيّنا الاكرم محمد (ص) .
وكان الامام "ع" يؤمن بأن تسلم السلطة وحده لا يكفي ولا يمكن من تحقيق عملية التغيير اسلامياً ما لم تكن هذه السلطة مدعومة بقواعد شعبية واعية تعي اهداف تلك السلطة وتؤمن بنظريتها الالهية في الحكم وتعمل في سبيل حمايتها ، وتفسير مواقفها للجماهير المسلمة وتصمد على قواعد ايمانية ثابتة في وجه الاعاصير .
الامام الصادق "ع" وبناء الامة
وكان لابد أمام هذا الواقع من تخطيط سريع باتجاه هدفين رئيسيين هما :
اولاً : العمل من أجل بناء هذه القواعد الشعبية ، والاشراف عليها ، وتنظيم اساليب عملها في مواجهتها للانحراف .
ثانياً: العمل على تحريك ضمير الامة الاسلامية وارادتها والاحتفاظ بالضمير الاسلامي والارادة الاسلامية بدرجة من الحياة والصلابة تحصن الامة ضد التنازل المطلق عن شخصيتها وكرامتها للحكام المنحرفين ، ولهذا فتخلي الامام الصادق "ع" عن ممارسة العمل المسلح بصورة مباشرة ضد الحكام المنحرفين ، جاء تعبيراً عن اختلاف صيغ العمل السياسي التي تحددها الظروف الموضوعية وادراك عميق لطبيعة العمل التغييري واسلوب تحقيقه ، ولهذا رأى الامام "ع" ان ينصرف شخصياً وبصورة كلية عن ممارسة العمل داخل الامة ويبني فيها جسوره الايمانية وقواعده الشعبية بناءً محكماً واعياً ، ولتكون فيما بعد أداة معطاءة لنشر افكاره ومبادته الصحيحة المستمدة من القرآن الكريم وسنة جده المصطفى "ص" ، وما تتمتع به الامة الاسلامية الآن من افكاره الفذة ومبادئه القويمة ليس الّا نتاج ذلك العمل الفذ والدور النادر الذي قام به إمامنا الهمام ابو عبد الله جعفر بن محمد الصادق "ع" الذي تعيش الأمة الاسلامية ذكرى استشهاده الاليم ، في 25 من شهر شوال حيث انتقل الى الى جوار ربه، ودفن جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة مع ابيه وجده وجدته الكبرى فاطمة الزهراء ( ع ) وعمه الحسن السبط ( ع ) فسلام على روحه الطاهرة وجعلنا الله من المهتدين بهداه، والسائرين على نهجه القويم.
باقة من اقواله وحكمه
ونختم الموضوع بباقة من أقواله وحكمه ونصائحه "ع" .
" أحبُّ اخواني إليّ من أهدى اليّ عيوبي" .
" إن العبد ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها ايماناً في قلب آخر . فيغفر لهم جميعاً" .
" المؤمن مرآة أخيه ، مميط عنه الأذى " .
" العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق فل تزيده سرعة السير الأ بعداً " .
احمد الحمد المندلاوي
7/6/2015م

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل