أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين محمود التلاوي - أزمة الفيفا... السبب فلسطين؟!















المزيد.....

أزمة الفيفا... السبب فلسطين؟!


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 17:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


تفجرت فجأة أزمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باعتقالات لمسئولين كبار في هذه المؤسسة المسئولة عن إدارة كرة القدم في العالم، بعد تحقيقات أجرتها السلطات الأمريكية وأيدتها ودعمتها السلطات السويسرية؛ حيث يدور الحديث عن تلقي رشى بشأن تنظيم مسابقات دولية بالأساس هي مسابقة كأس العالم في دوراتها المختلفة. وجاءت اعترافات أحد المسئولين بتلقي رشى في ملفي دورتي كأس العالم 1998 التي أقيمت في فرنسا، و2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا ليضيف مصداقية على التحقيقات الأمريكية، وينفي شبهة التعسف والتلفيق.
ولكن لماذا في هذا التوقيت؟! لقد تفجرت الفضيحة، وجرت الاعتقالات قبل أيام قليلة من انتخابات الفيفا التي كان يتنافس فيها الرئيس المستقيل "جوزيف سيب بلاتر" مع الأمير "علي بن الحسين" رئيس الاتحاد الأردني لكرة اقدم، وفاز فيها "بلاتر" بعد انسحاب الأمير الأردني من الجولة الأولى. توقيت تفجر الفضيحة يؤشر إذن إلى رغبة من القائمين عليها في إسقاط "بلاتر" الذي لم يسقط، ولكنه استقال بعد أن حقق الفوز في الانتخابات.
هناك عنصر واحد ربما لا يبدو ظاهرًا على الساحة بجلاء، ولكنه موجود، وهذا العنصر الذي أراه رئيسيًّا هو العنصر الفلسطيني... كيف ذلك؟!

طلب تجميد العضوية... لجنة مراقبة دولية؟!
عندما ينظر المتابع إلى ما يفعله الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مع الفيفا يشعر أن الطرفين المسئولين عن هاتين المؤسستين فقدوا رشدهم وقدرتهم على الحكم على الأمور فيما يتعلق بالمجتمع الدولي، والاتجاه الذي يسير فيه. لماذا كل هذه الإساءات والإهانات؟!
ليست إساءات ولا إهانات، ولكنه واقع يدلل عليه ما فعله الاتحاد الفلسطيني من تقديم طلب تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني لكرة القدم بداعي فرض الحكومة الصهيونية قيودًا على حركة كرة القدم الفلسطينية، ومن بين هذه القيود عرقلة تنقل المسئولين واللاعبين بين المناطق المختلفة من الأراضي الفلسطينية، ومنع سفر بعض اللاعبين والمسئولين الفلسطينيين للخارج أيضًا.
ماذا فعل الفيفا؟! بحث الفيفا الشكاوى الفلسطينية، وقرر تشكيل لجنة لمراقبة تنقل اللاعبين والمسئولين الفلسطينيين بين المناطق الفلسطينية المختلفة. دلالات هذا القرار أن الفيفا سوف يكون رقيبًا على تصرفات الجيش الصهيوني في التعامل مع اللاعبين والمسئولين الكرويين الفلسطينيين، وهو الموقع الرقابي الذي لم تفكر أية جهة دولية في أن تفعله.
الفيفا ينصب نفسه مسئولًا عن إجراءات الجيش الصهيوني....!!
أي وقاحة تلك من الاتحاد الدولي لكرة القدم؟!
عندما رأيت صورة رئيس الفيفا وهو يتصافح بالأيدي والأذرع مع "جبريل الرجوب" رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قلت لمن يجاورني إن "بلاتر" سوف يدفع ثمنًا غاليًا بسبب هذه الصورة، وما تحمله من معانٍ كامنة بالتضامن مع الرياضيين الفلسطينيين، وهو التضامن الذي سوف يفسَّر في الجانب الصهيوني على أنه "تضامن مع الفلسطينيين" بشكل عام بعيدًا عن ساحات الرياضة...!!
وما أضيف إلى تشكيل هذه اللجنة هو تمادي الفلسطينيين في ضلالهم والعمل على تجميد عضوية الاتحاد الصهيوني لكرة القدم في الفيفا...؟! هل فقد الفلسطينيون رشدهم؟! هل فقد "بلاتر" التمييز؟!
على أية حال، لقد بدأ "بلاتر" في دفع الثمن...!!

إنه المجتمع الدولي...!
يدرك الجميع في العالم العربي أن الكيان الصهيوني متنفذ لأقصى درجات التنفذ في المجتمع الدولي، ولكن مؤشرات هذا التنفذ لا تبدو واضحة أمام المواطن العادي في أية دولة عربية؛ هو فقط يدرك أن الولايات المتحدة تحمي الكيان الصهيوني، وأن الكيان الصهيوني يؤثر في عملية صناعة القرار في العواصم المحورية في العالم من موسكو إلى واشنطن مرورًا ببكين ولندن وباريس وبرلين، ولكنه لا يدرك كيفية التأثير.
ولذلك كانت الدهشة شديدة للغاية، عندما تكلمت مع البعض، وأشرت إلى العنصر الفلسطيني في أزمة الفيفا. فعندما تفجرت الأزمة، بدأت أصابع الاتهام تشير إلى الملف القطري في تنظيم كأس العالم 2022 باعتباره السبب الرئيسي في ذلك؛ نظرًا لأن الولايات المتحدة كانت المنافس الرئيسي للقطريين على شرف الاستضافة، وصرح وقتها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن قرار منح التنظيم لقطر هو قرار سوف تثبت الأيام خطأه، حسبما أذكر من مضمون التصريح.
لكن فيما يبدو أن العنصر الفلسطيني كان مؤثرًا؛ فالطلب الفلسطيني سُحِب بعد تفجر الفضيحة، وعلى وجه الدقة صبيحة يوم انتخابات الفيفا الجمعة الماضية، وهي الانتخابات التي فاز بها "بلاتر"؛ فاز بها ثم استقال... لماذا؟!

فوز ثم استقالة
هناك الكثير من الاحتمالات وراء قرار "بلاتر"، ولكن يبرز منها في تقديري احتمالان؛ أولها هو أن "بلاتر" أدرك بالفعل أنه سوف يواجه الكثير من المصاعب في قيادته للفيفا خلال دورة الرئاسة الجديدة، وقد يسبب انقسامًا نادرًا في الوسط الكروي العالمي، وبالتالي قرر الابتعاد، ولكنه ابتعاد إرادي، بالاستقالة لا بعدم خوض الانتخابات من الأساس، وربما لأن انسحابه من الانتخابات كان ليؤكد تهم الفساد عليه، ولكنه أراد أن يظهر للعالم أنه يحظى بثقة مجتمع كرة القدم العالمي، قبل أن يستقيل.
ثاني هذه الاحتمالات أن يكون هذا القرار هو نوع من ضمان "الخروج المشرف" لـ"بلاتر". إن "بلاتر" غير مرغوب فيه بسبب مواقفه "الكروية" في المقام الأول، ولكن يتعين إخراجه بشكل مشرف يتناسب مع ما قدمه لكرة القدم العالمية، وبالتالي كان الاتفاق أن يفوز في الانتخابات، ثم يتنحى بإرادته حتى لا يبدو وكأنه خرج تحت ضغط الموقف.

المحصلة النهائية هي أن الفيفا فيما يبدو يدفع ثمن مواقفه من كرة القدم الفلسطينية؛ فقد فازت قطر بتنظيم كأس العالم منذ سنوات، كما أن فساد الفيفا معروف منذ أمد بعيد، وكانت هناك تحقيقات مع القطري "محمد بن همام" أدت إلى استبعاده من أي نشاط متعلق بكرة القدم بسبب شبهات تقديم رشى بشأن الملف القطري، ولكن الأمر اقتصر على أن ممارسات "بن همام" كانت على مسئوليته الشخصية، ولا علاقة للمسئولين القطريين بالأمر؛ فلماذا الآن؟!
سحب الفلسطينيون الطلب، وخرج "بلاتر" من الفيفا، وبقي الكيان الصهيوني يمارس عربدته في المجتمع الدولي، ولكن في المرة القادمة ربما تكون العربدة الصهيونية ضد كرة القدم الفلسطينية بغطاء عربي ممثلا في الأردني "علي بن الحسين" المرشح الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الجديدة للفيفا، والتي لم يتحدد لها موعد للآن.
وبقي العرب عراة....!!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ما قبل الثورة ( ...
- 15 مايو... عيد الاستقلال... من سمع بالنكبة؟!
- روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ما قبل الثورة ( ...
- نوادر جحا... انتصار ل-العادي-؟! أم حيلة دفاعية؟!
- داعش باليرموك... لا أمل...
- عاصفة الحزم... الكثير من الأمور والغبار...
- آتشيبي وأشياؤه... طبول أفريقيا تقرع مجددًا...
- عن الأشياء الصغيرة التي تتوه في الزحام...
- في الإلحاد...
- انتحار
- المصري وحيرة الجن... أشر أريد بأهل مصر؟!
- أصداء
- كلمات
- من أورويل إلى أبو زيد... حرب تبوير العقول...
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (3)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (2)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (1)
- ليرحل الطاغية... حملة -تطهير- لإسقاط الفساد من حكم مصر...
- شيكاجو الأسواني... -أنا فقط-...
- تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط


المزيد.....




- عناق كلفه منصبه.. بعد فضيحة احتضانه لموظفة في حفل كولدبلاي ر ...
- زلزال بقوة 7.5 درجة قبالة سواحل روسيا يشعل مخاوف تسونامي في ...
- بينها إصابات خطيرة.. عرض للألعاب نارية ينتهي بإصابة 19 شخصًا ...
- الصحة في غزة: مقتل أكثر من 30 شخصا بعد أن فتحت القوات الإسرا ...
- -بقيت في المستشفى أكثر مما بقيت مع أبنائي-
- البرازيل: لولا يندد بالعقوبات الأمريكية على قضاة يحاكمون بول ...
- فتح تحقيق جنائي ضد وزيرة إسرائيلية بشبهة خيانة الأمانة
- أصوات من غزة.. تعاظم المخاطر الجسدية والنفسية بين الأطفال جر ...
- إسرائيل تنزع صلاحيات إدارة الحرم الإبراهيمي وتنقلها لمجلس اس ...
- إسقاط عشرات المسيرات في هجمات جديدة متبادلة بين روسيا وأوكرا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين محمود التلاوي - أزمة الفيفا... السبب فلسطين؟!