أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً














المزيد.....

مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً
د.غالب المسعودي
عندما نريد أن نكتب عن ألتجريد في ألفن ألتشكيلي ,علينا أن نحدق في ألسماء أولاً ونعيد التحديق في الأفق ثانيةً , ألسماء تتبدل الوانها كل ثانية, تتغير تشكيلات السحب والضياء نهاراً, ليلاً نرى النجوم مصابيح مضيئة تنتشر على مساحة سوداء ,كل مجموعة منها تشكل تكويناً منتظم أو غير منتظم, نحن من نضع لها تسميات, نشتقها من ألأساطير أحياناً ومن العلم في بعض الأحيان ,درب التبانة, الدب الأصغر والأكبر ,مجموعة الأسد, هل هناك فعلاً علاقة موضوعية بين الأسم والشكل .....؟لا أعتقد ذلك ,نحن ننظر إلى السماء أو الأفق بهدوء عندما نتأمل ,نراهما يداعبان عقولنا ,عواطفنا , في الحقيقة الكون لايكترث لنا, تسيّره قوانينه, نحن من يسبغ على هذه القوانين نوع من الأكتراث ,أحياناً نكون متحمسين بشكل كبير ,نجد أنفسنا نحاور ظواهر الكون , نتطلع إليها وكأنهاآلهة , نتصورها كائنات حية نحاورها,نسبغ عليها وعي الضرورة من فيض ثقافتنا المتنوعة,إذ لاتوجد خطوط مستقيمة بين النجوم, نحن من نسقط مستقيماتنا العقلية بينها, لنكون شكلاً ,هو معمار عقلي لدى المتأمل, هكذا تتحول الأشكال إلى مفاهيم ,كل شكل يحمل موضوعاً ما وهو ما يطلق عليه بالمضمون, هو سرّ مكتوم بين طيات النص التشكيلي, هو بما هو عليه ,لكن كيف يقدم للمتلقي, هناك عدة عوامل تؤثر في إنتاج ألنص ,منها موضوعي ومنها ما هو ذاتي,أي وعي المنتج(ألفنان), لو تتبعنا تاريخ الفن, نجد هناك تحولات هائلة في الأساليب ومستويات الأداءوحتى الخامات, هنا يبرز تساؤل كبير, ماهي وظيفة الفن, لعب ألفن دوراً أساسياً في تاريخ الأنسان, منذ بدائيته الأولى إلى الآن, من عصر الصيد والكهوف إلى عصر ناطحات السحاب, في الحضارات القديمة كان للفن وظيفة أساسية ,وهو سجل تاريخي, كان بديلاً عن الكتابة ,نحن تعرفنا على تأريخ ألانسان في سجلات ألفن , الكتابة بدأت صورة, ثم إنتقلت الى التجريد الصوتي, هكذا يدرس علماء الأثار الحقب التاريخية لتطور حضارة ألأنسان, أي أن الفن له وظيفتان ,جمالية تتناغم مع توق مبدعه إلى ألكمال, وكذلك نص دلالي, أحينا يتقدم ألدلالي على الفني,وهذا راجع للحقبة الزمنية ومهارة الفنان, حتى في العصور الوسطى كان ألفن يخدم ألنص الدلالي, لكن بمهارة أعلى ,إلى أن إنسلخت ألمهارة على حساب الدلالة ألنصية ,هنا دخلت الأيديولوجيات المختلفة لتوجه النص التشكيلي حسب فلسفتها, إلا أن حرية ألفنان كانت مشاكسة دوما ,عضدت رؤيته وأسلوبه, إذ لم تعد الحاجة إلى الدلالة النصية ذات أهمية كبرى في الفن, وولد من رحم الحرية هذه مدارس فنية عديدة , لاأريد أن أشرح عديدها ,لكن أود أن أركز على التجريد كونه لغة فنية متعالية ,كما هو موقف اللغة الفلسفية من اللغة المحكية ,لكن عليه ألألتزام بعناصر الفن, اللون هو موسيقى اللوحة ,من يستطيع أن يترجم الموسيقى إلى لغة محكية , التجريد لديه عوامل تساعد في تنمية التفاعل مع المتلقي , أهمها قواعد الأنسجام وإمتداد ألتأويل فنيا, في داخل كل إنسان هناك فنان لم يفصح عن تجربته , الفن هومقترح جمالي, نحن ننتقي ملابسنا على أُسس تجريدية, نبني عمائرنا على أسس تجريدية, وفي الوقت ذاته تؤثر في خياراتنا, وعينا للبيئة الموضوعية, خلفياتنا الثقافية والأيديولوجية وكذلك مستوى التطور التكنولوجي الذي وصلنا اليه,كمثال لا الحصر, في الفترة الكلاسيكية وما قبلها, كان الفنان بديلاً عن المصور, لذا عليه أن يتقن الشبه,ولما جاء عصر الأختراعات, أخترعت الكاميرة ,ما كان على ألفنان أن يتقن ذلك, تحيّز لحريته أكثر, ولدت الأنطباعية من رحم الكلاسيكية الجديدة, تتالت ثورات الفن الحديث موجة إثر موجة, ومن رحم الأنطباعية ولد التجريد, إنه التعبير الذي يجعلك تتأمل ذاتك إنطلاقاً من موسيقى اللون ويتيح لك مساحة واسعة من التأويل أنت وخيالك ,إنه إمتحان لخصوبة ألخيال حد ألأمتلاء.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فياكَرا (قصة سُريالية)
- مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)
- لعبة (قصة سُريالية)
- عشراءُ
- متاهة ألتماسيح(قصة سُريالية)
- إنتشاء (قصة سُريالية)
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)
- في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)
- ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)
- ألعنكبوت(قصة سُريالية)
- أنهارُ بابل (قصة سُريالية)


المزيد.....




- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً