أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فياكَرا (قصة سُريالية)














المزيد.....

فياكَرا (قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


فياكَرا (قصة سُريالية)
د.غالب المسعودي
ألسماء زرقاء, موج البحر أزرق ,طائر تويتر أزرق ,هي زرقاء,هل كانت زرقاء اليمامة زرقاء .....؟لا أعرف ,لم هذا ألاصرار على اللون ألأزرق, في حين ألحبة ألزراقاء تنفعنا في ألليالي ألحمراء, إستنجدت بحلمي, هو لي أفضل من صديق ,أردت أن يجيب على دهشتي اللونية, تمدد على كامل جبهتي, غطى عيني, أقفل شفتي إتكأ على كرسيه ذو الثمانية أرجل, كأنه ينطق حكماً بألاعدام, نظر نظرة حياء الى المستقبل, كان خجلاً, قطرات من البلل تنمو داخل عروقه ,صفعني بالوسطى, يده كبيرة جداً, إمتطيت قمة إفرست, كانت هذه صفعة غير عدوانية......! ,حاولت أن أبكي ,تجمدت دموعي ,قشطتها من بين أجفاني ,خرجت عيناي بصحبة المقشطة, قلت لأدعهما تتجولان, ولا سيما أن السماء كانت صافية وزرقاء, إستفزني لون ألسماء, لحقني اللون ألأزرق, مد يده أليمنى, ناولني ورقة نقدية ,أنقذت الموقف , كانت خضراء, نقّت ضفدعة بجنابي, فهمت نقيقها, إنه أخضر, وأنا أفتح باب ألأنهيار ألثلجي تحتي, رنّ جرسُ الهاتف ,إهتزّ جبل الثلج ,تراقص مع نغمات نوكيا, يبدو أن الشبكة ضعيفة ,كؤس الشراب كانت فارغة إلا من بقايا حلمي ,أدار أحد ألكؤس رأسه يمينا وشمالاً, سكب ما تبقى من حلمي ,كانت باللون ألأزرق ,الكل ترمي شباكها في اللون الأزرق, من إكتشف اللون الأزرق قال إنه لون بارد, لكني أجده حار جداً, كحرارة التراشق بمربعات الشطرنج ,ماذا لو كانت مربعات الشطرنج كلها زرقاء, بأختلاف درجة حماستها, أسعفتني حماستي, بصقت في حلمي ,غادرت قمة الثلج, بدأت تنهار, تتحول إلى أنهار خمر متجمدة , مارست رياضة التزلج كما يفعل ألأخرون ,لم أفشل كما فشلوا ,إ سترحت على أريكة عجوز من خشب الصنوبر, تركها الراحلون قبلي ,عثرت على مكسرات جوز ملفوفة في جوارب عتيقة, تناولت حفنة, ملئت كفي, تطايرت عصافير رأسي من حرارتها, كانت مطبوخة بألعسل الهندي, رغم ما نقل إلي أن العسل الهندي ,الشراب الوحيد ألذي لا يتقبل البهارات, أشرتُ بسبابتي الى السماء, لم هذا النحس يلاحقني, وإذا بها زرقاء أيضا ,إ نهارت معنوياتي ,وددت لو بكيت, لكني تركت عيناي تتنزهان على القمة, حملت أسمالي وترجلت في الغابة, لم أكن ألبس أسمالاً, بل معطف فرو من جلد القنفذ, لم تكن تعيش في قريتنا دببة ,أكبر حيوان مفترس هوألقنفذ ,صنعت جدتي لي سروالاً وقميص منه, تعرف أن رحلتي كما توقعتها هي ألى مدن الشمال ,هناك ميزة لجلد القنفذ لا يعرفها الامن يرتديه , هي أنه شوكة بعيون الحاسدين, داخله دافيء, بعد عودتي من هذه الرحلة المضنية , صفعني حلمي الى مدن الجنوب, وجدت أهل قريتي كلهم يلبسون معاطف من فرو حيوانات مختلفة, الأحمر, الأسود والابيض, فرو ثعالب ,فرو ذئاب, فرو دببة ,أ حذيتهم من جلد ضفادع سامة, صليت على الحبيب ,عندما سافرت كان أضخم مفترس هو القنفذ, من أين جاءت هذه المفترسات...؟ شوارع مدينتي مصبوغة بألأزرق ,علامات المرور معينيةٌ بألأزرق, ناطحات السماء ملفوفة بالأزرق, تخيل أن الحمير في قريتي مخططة بالأزرق, توجهت إلى منزل جدتي ,أوقفني عند حاجز إسمنتي جندي أزرق ,طالبني بهويتي ألزرقاء, قلت له كنت مسافراً عندما وزعتم الهويات الزرقاء, لعلي أجدها في بيت جدتي, نظر إليّ بغضب ,تحسس معطفي بأشمئزاز, ملمسه خشن ,هو تعود على فرو الثعالب, أما الذين يلبسون فرو الذئاب لايفتشون أصلاً, لاحظت ذلك بأم عيني ,أخيراً قال لي باشر, دخلتُ الدهليز الذي يوصلني إلى بيت جدتي ,كان بيتها في ركن بسيط من الحي, مفروش بالتراب ,تخرج عصر كل يوم ترشه بماء ألأبريق ألنحاسي, تجلس على دكة دارها هي وعجائز الحي ,يتبادلن أطراف الحديث ,بعضهن كن يغزلن لأحفادهن معاطف من جلد الماعز, لم أعثر على بيت جدتي ,مستنقعات مياه خضراء آسنة تغمر مساحة ألحي , تحتلها ضفادع سامة, كلاب تعوي بأعلى أصواتها, حمار برأس قرد ,أ سماك قرش زرقاء تعيش على اليابسة, تنانين مواخير بكروشها الثقيلة ,الرائحة تزكم ألأنوف, لو لم يضربني تمساح بذيله لكنت في عداد المفقودين ,حمدته على السلامة ,صافحته خرمش راحة يدي, نزفت منها دماء زرقاء, لكن سبابتي ظلت حمراء ومشاكسة, أقفلتُ على أحلامي بالمزلاج, الرائحة النتنة تطاردني, قررت وضع كمامة على أنفي , أمارس حياتي المعتادة, الكل يكذبون بما فيها أطرافي ,غنيت مع ابراهيم تاتلس أزرق أزرق. https://www.youtube.com/watch?v=x2JKeE00T3o



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)
- لعبة (قصة سُريالية)
- عشراءُ
- متاهة ألتماسيح(قصة سُريالية)
- إنتشاء (قصة سُريالية)
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)
- محاورات إفلاطون(قصة سُريالية)
- ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)
- في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)
- ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)
- ألعنكبوت(قصة سُريالية)
- أنهارُ بابل (قصة سُريالية)
- كيف يموتُ طائرُ ألحب(قصة سُريالية)


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فياكَرا (قصة سُريالية)