أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - في وداع عبد الرحمن الأبنودي














المزيد.....

في وداع عبد الرحمن الأبنودي


أسرار الجراح

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


في وداع عبد الرحمن الأبنودي
أسرار الجراح
[email protected]
=======================

( خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف
والسجن دلوقتى يرد الكيف
مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف )

ثلاثة حملهم قطار الإبداع من أقصى الصعيد إلى القاهرة : أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وعبد الرحمن الأبنودي.
كل منهم أصبح صاحب أسلوب متميز في مجاله، أمل دنقل صاحب المدرسة الدنقلية في شعر الفصحى، ويحيى الطاهر عبد الله شاعر القصة القصيرة، وعبد الرحمن الأبنودي عميد شعراء العامية المصرية.
الأولان اختطفهما الموت في الأربعينات من عمرهما، والعميد امتد به العمر ليؤرخ لثورتي الشعب المصري في يناير 2011 و30 يونيو 2013، كما أرخ لثورة 23 يوليو عام 1952.
ولد عبد الرحمن الأبنودي في الحادي عشر من أبريل عام 1938، في قرية أبنود بمحافظة قنا بصعيد مصر، نزح إلى القاهرة أوائل الستينات وسرعان ما انخرط في عالم الإبداع حتى ذاع صيته بعد لقائه بالفنان محمد رشدي مما جعل الغيرة تنبت في قلب عبد الحليم حافظ فدبر مؤامرة لاختطاف الشاعر الصعيدي الذي ظن أنه مقبوض عليه ولما وجد نفسه في بيت العندليب أخذه بالأحضان ولم يترك عبد الحليم إلا بعد أن كتب له أغنيته "أنا كل مااقول التوبة يا بوي"، وهكذا توالى الانتاج المشترك بينهما وجاءت أغانى "عدى النهار" و "المسيح" و "ابنك يقولك يا بطل" و "احضان الحبايب" و "اضراب" و "راية العرب" و "صباح الخير يا سينا" بالإضافة إلى أغنيته القصيرة التي كان عبد الحليم يصر أن يبدأ بها كل حفلاته "أحلف بسماها وبترابها"
أحلف بسماها وبترابها
أحلف بدروبها وأبوابها
أحلف بالقمح وبالمصنع
أحلف بالمدنة وبالمدفع
باولادى بأيامى الجاية
ما تغيب الشمس العربية
طول ما أنا عايش فوق الدنيا
وتوالت أغانيه لكبار مطربي ومطربات الزمن الجميل شادية ونجاة وفايزة أحمد وصباح وصولا إلى محمد منير وعلي الحجار .
أما السينما فقد كان له فيها أكثر من مساهمة من أبرزها سيناريو وحوار "شيء من الخوف" لثروت أباظة و "الطوق والأسورة" لرفيقه يحيى الطاهر عبد الله، و"أغنية الموت" لتوفيق الحكيم، هذا غير مسلسل "وادي الملوك" لمحمد المنسي قنديل. ويتضح من هذه الأعمال أنه لم يكتب إلا للأعمال المأخوذة عن روايات شهيرة لأدباء كبار.
أما مرحلة السيرة الهلالية فهي المحطة المهمة في تاريخه كله، فقد قام على مدى أكثر من ربع قرن بجمع وتدوين السيرة الهلالية من رواتها وشعرائها ومنشديها في صعيد مصر وريفها، بل سافر إلى تونس والسودان ونيجيريا ليكمل جمعها هناك وقام بإصدارها في أربعة مجلدات خاصة للحفاظ عليها من الاندثار والضياع.
المرأة في حياة الأبنودي حكاية تروى، أولى النساء في حياته كانت أمه فاطمة قنديل التي تركت أثرا كبيرا عليه وعلى شعره وحياته، وقام هو بتخليدها في أكثر من عمل فني حتى أصبحت شخصية شهيرة مثله، ثم عمته يامنة التي كتب عنها واحدة من أجمل قصائده الخالدة
تزوج الأبنودي ثلاث زيجات، الأولى كانت سيدة تدعى "نعيمة" وانفصلا سريعا، والثانية كانت من "عطيات الأبنودي" ودام زواجهما لمدة اثنتي عشرة سنة، وأخيرا تزوج من الإعلامية نهال كمال، وكانت حياتهما نموذجية وظلت معه حتى لحظاته الأخيرة وأنجب منها ابنتيه "آية ونور"، وظل الأبنودي طوال رحلته يتغنى للمرأة بأحلى الكلمات:
عيون القلب سهرانة مابتنمشى
لنا صاحية ولا نايمة مبقدرشى
يبات الليل يبات سهران على رمشى
وانا رمشى ما داق النوم وهو عيونه تشبع نوم
روح يا نوم من عين حبيبى روح يا نوم
حبيبى اه من حبيبى عليه احلى ابتسامه
لما بتضحك عيونه بقول يالله السلامة
لما يسلم عليا واللا يقولى كلام
عايزة ورا كل كلمة اقوله يا سلام
ده قالى فى يوم يا حبيبتى خدى القمر
وروحت معاه وما ادانى الا السهر
وانا رمشى ما داق النوم
أما الحس العروبي لديه فهو من أبرز خصائصه، فلا أعتقد أن دولة عربية لم يكتب عنها قصيدة، فمن فلسطين إلى بغداد إلى سوريا إلى الكويت إلى تونس وغيرها، وقد استطاع بلهجته الصعيدية المتميزة أن يصل إلى قلوب ووجدان كل القراء العرب من المحيط إلى الخليج، وكانت أمسياته الشعرية في البلدان العربية المختلفة ربما أكثر ازدحاما من أمسياته في القاهرة.
رحم الله الأبنودي الذي رحل وترك لنا إبداعا يستعصي على الموت.

أسرار الجراح



#أسرار_الجراح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع الشاعر الوزير غازي القصيبي
- رحيل أحمد السقاف عميد الشعراء العرب - أسرار الجراح
- حسنائي المخدوعة
- ولم نخجل من النيران
- أسامة أنور عكاشة أديب الدراما
- اجلسي قرب النهار
- بئر من حجر / أسرار الجراح
- حنين الغرباء
- بضع حجرات من غزة - شعر
- الفريسة والصياد - شعر - من أجل ضحايا غزة
- الفريسة والصياد _ من أجل ضحايا غزة _
- طفل الحجارة - من أجل شهداء غزة -
- أريج عطري
- سبعة وعشرون عاما على رحيله : في رحاب صلاح عبد الصبور شاعر ال ...
- حوار مع : أسرار الجراح
- الصداقة العرفية
- بين يدي ديوان ( ايقاع حرف )
- رقصة العود العاري
- شاعر الزيتون في حضرة الغياب
- أسرار الجراح : المرأة العربية وصلت لذروة الاتزان في إبداعاته ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسرار الجراح - في وداع عبد الرحمن الأبنودي