أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - بغداد الصفائح مذهبة النقش مبنية بتمر فلش واكل خستاوي














المزيد.....

بغداد الصفائح مذهبة النقش مبنية بتمر فلش واكل خستاوي


احمد حسن العطية

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 21:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول الشافعي مخاطبا تلميذ له اسمه يونس :
يا يونس أما ذهبت إلى بغداد فأجاب : لا
فقال الشافعي : ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس .
ويقول أيضا في بغداد : بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ، ويقول أبو اسحق الجويني : بغداد هي الدنيا بأجمعها وسكان بغداد هم الناسُ ، ويقول الجاحظ والذي استعار المصريون كلماته : بغداد أم الدنيا .
يقول الشافعي : الناس في الفقه عيال على أبو حنيفة ( أي طلاب وتلاميذ ) ، ويقول قائل باستعارة ذكية لقول الشافعي : الشعوب والأمم عيال على العراق ، ويقول محمد الفيتوري الشاعر السوداني في وصف بغداد : بغداد الصفائح مذهبة النقش . ويقول فخر العراق محمد مهدي الجواهري : يا عوراق ( حتى لا يكسر عين العراق ) ، فأجابه احد البلغاء:إن الكسر في العراق يعني إن عين العراق هي التي تكسر الآخرين وتبتلعهم .
العالم كله يعرف بغداد لأنها عاصمة العراق سرة الأرض ،وإنها ولخمسة قرون عاصمة الخلافة العربية ، وان حضارة الدنيا جُمعت في بغداد ، والكل يتغنى ببغداد وشعرائها وصورها فهي ذهب الزمان وضوءه العطر ، وكل ليلة يغسل وجهها القمر .
ساستنا الشرفاء ومسئولينا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة استلموا بغداد بعد 2003 وهي بحلة جيدة جميلة رغم حالة الحرب التي شهدتها قبيل دخول قوات الاحتلال الأمريكي والتدمير الذي لحق بِها وببُناها التحتية ، لكنها كانت جيدة وجميلة وتصلح للحياة حتى في هذا الظرف ، ولكن ما إن تشكلت الحكومة الرشيدة حتى عم الخراب العراق وبالخصوص بغداد ، فالدماء والدموع المسفوكة في بغداد صارت بِقَدرِ نهر دجلة والأموال المنهوبة من أموال بغداد بِقَدرِ جبال العراق ، وتحولت بغداد من مدينة تكسر عين الغرباء وتبتلعهم إلى مدينة تأكل أبنائها وتسحقهم ،وكل بغداد يشعرون بثقل الحياة ، والغريب عن بغداد يستطيع أن يرى الخوف في وجوههم ، ويكتشف التعب والمرض في سحناتهم ، فملامح بغداد يطغى عليها الجوع والعطش ، جوع للحياة وعطش للجمال ، فكفاءات بغداد هاجرت ،وشعرائها العظماء انطفئ إبداعهم و التافهون من شعرائها وكتابها تألقوا ، والحياة في بغداد عبارة عن صحف وإذاعات لا قيمة لها وسخيفة ، وحقوق للمواطنين مسلوبة ، وشوارع مليئة بالدم والقاذورات ، مرور بغداد فوضى عارمة ، وشرطها بأخلاق سيئة ، وأزقتها مظلمة تعوي بها الكلاب الشاردة وهي تتبول على جدران بيوتها ، إنقطاع في مياه الشرب فيها مستمر ، وانطفاء الكهرباء عنها دائم باستثناء صالات التعذيب في دوائر الأمن القومي التي تستأسد على المواطن المسكين وتتحول إلى حَملٍ وديع أمام الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله ، فالإرهاب يقتل أهل بغداد متى يشاء ووقتما يشاء وأجهزتنا الأمنية لا زالت تعتمد ( الخِيرة ) في كشف السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، تستطيع أن تلاحظ الفوضى المجتمعية في بغداد بمجرد النظر إلى شوارعها التي تملئها الفوضى ، وبذاءة السائقين ،وبرلمانات ومجالس الفساد ، ومؤسسات تنخرها الرشوة والمحسوبية ، ومخبر سري وأربعة إرهاب ، وأجهزة أمنية تبيع العلم العراقي بمائة دولار ، واعتقال ومصادرة حريات ، وقتلٌ للأحرار ، ومعتقلين لا يعرفون وسجانيهم لماذا يقبعون خلف القضبان ، وتطويقٌ للشوارع ، واقتحام للمنازل ، وخطف وابتزاز ، وداعش ومليشيات ، وتجارة الأعراض تطغى على ليل بغداد ،الوزارات كلها والمؤسسات فاسدة في بغداد ، نباشو القمامة الفقراء غطوا وجه بغداد ، أتصور بغداد غابة المفترسين فيها الساسة وأصحاب المعالي والفخامة والدولة والطرائد فيها ولد الخايبة من المساكين والفقراء .
بغداد كل الناس تحولت إلى بغداد سنة وشيعة ، إلى داعش ومليشيا ، إلى قاتل ومقتول ، إلى دم مسفوك ، إلى حُرماتٍ تُنتَهَك ، إلى ساسة لصوص وشعب مسكين تُسرق حتى أحلامه ، تسرق حتى مروءته وما نظرية النازح والكفيل إلا دليل على محاولة سرقة شرف ومروءة أهل بغداد .
الموت والإرهاب صار عنوانا يوميا لبغداد وأهلها ،الكل يقتُلُ أو يسرِقُ في بغداد ، كأن المدينة والحجارة تبتلع أهلها وتعتصرهم لتصنع مزيجا من الدم والخوف يغطي كل شبر من أرضها .
يقول عبود الكرخي في رائعته ( بغداد مبنية بتمر فلش واكل خستاوي ) :
الأجنبي نهبني نهب وماطلني بالزور وكذب
فرهد الحنطة والشلب والتمن الخضراوي
فرهدلي صوفي والدهن وسهمي من الزرع التبن
فلش واكل خستاوي

يا ليت الكرخي يُبعث من جديد ليرى حجم الفرهود الذي قام به أبناء البلد من ساسة العراق الجديد الحاكمون باسم الله والناطقون بما يريده حولوا بغداد إلى خربة لا يمكن إصلاحها حيث غطوا على سرقات الأجنبي وجعلوا الشعب العراقي يترحم على الاحتلال ويتمنى أيامه .



#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسوعة السرابيت 7 / مشعان الجبوري ، فإن عُدت مهازلنا فأنت بِ ...
- موسوعة السرابيت 6 / نواب الانبار وساستها ، أربعين حايج ما كت ...
- الدكتور العبادي أحفظ دماء ولد الخايبة
- حجَنجَلي بَجَنجَلي ، قَسموا الشعب كما يلي
- بين العميد الركن احمد عسيري وضباط الدمج
- موسوعة السرابيت ، 5 / الربيعي والأمن القومي لدولة السرابيت
- وزارة الكحاب والكواويد
- وضِعنا وضِعنا ،وطحنا بناس ما تعرف وضعنا
- بارودنَا عند العَجَم ، وِرِصاصنَا هَسه يِجي
- طركاعة إلا تقسيم
- وزارة المُطيرجية
- موسوعة السرابيت ، 4 / الاعرجي ( إذا الغراب ناطورج ، عرفنا شك ...
- موسوعة السرابيت ، 3/ المطلك (إَظفِر رِجل ما بيه نَفع )
- موسوعة السرابيت في العراق ،عقلية السرابيت النووية
- حينما تعانق أبو حنيفة مع موسى الكاظم في فكة طيور حمر
- دعوة لإنشاء موسوعة السرابيت والهتلية والفاسدين في العراق
- السيد الجعفري ودان براون
- بين القيادة والقوادة ، مابين القائد والقواد
- زهرة من حي الزهور في الموصل
- نكتة


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد حسن العطية - بغداد الصفائح مذهبة النقش مبنية بتمر فلش واكل خستاوي