أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - نهر الجهالات في بلاد الخرافات














المزيد.....

نهر الجهالات في بلاد الخرافات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 09:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ستظلُّ ساحتُنا مرتعا للترهات والخرافات والأباطيل، وهي علامةٌ على تردِّي الوضع الثقافي والاجتماعي، مما يؤدي إلى انتشار الإحباط.
المحبَطون دائما يبحثون عن مبررات لإحباطهم، ليخرجوا من مأساتهم، ليس بإشفاء أنفسهم بوسائل علمية وطبية، ولكن بطريقة أخرى أسهل؛ أي بنشر الخرافة، وتعميم الترهات والأباطيل، فالمُحبَط عندما ينشر الخرافات يلتذُّ بإحباطِ مَن حوله، ويجد عزاءه فيمن يحيطون به.
وبسبب الضائقة التي يُعاني منها الفلسطينيون، ولا سيما أهل غزة، فإن الخرافات تظل طبقا شعبيا للجاهلين والمُحبّطين.
فما إن تزول خرافةٌ، حتى تحلَّ محلها خرافةٌ أخرى، لا تقل عنها في قصتها، وحجم مُصدقيها.
ليست المشكلةُ فقط في رواد مقاهي الخرافات، والترهات، والأباطيل، بل المشكلة فيمن يُساهمون في نشرها وتسويقها.
فإعلام الألفية الثالثة، أصبح مدمنا على هذه الظاهرة، لأنها تُدِرُّ عليه دخلا كبيرا، لأن موارد الإعلان تأتي من مرتادي الشبكات الإعلامية!
فمنذ أكثر من شهر انتشرت في غزة شائعةُ الجدي الحلوب، ذي الحليب الشافي من كل الأمراض المعدية، والمستوطنة، وأمراض الجينات، وكل الأورام،وخلل الأعضاء!!
وما إن استقبل الغزيون باستغراب قرار إعدام الجدي الحلوب، المقدس!! في كثير من الصحف والمواقع الإخبارية، حتى ظهرت خُرافةٌ أخرى جديدة، وهي ظهورُ شبحٍ أو مَلاكٍ، أو جِنِيٍ، في منطقة خانيونس، ولإكمال القصة، وإثارة المتابعين، جرى تحديد ظهور الشبح، في موقع لكنيس يهودي من زمن المستوطنات، تحول إلى مسجد، وأن عدسات الكاميرا التقطت صورة للشبح!!!
وكانت صحفُ العرب أيضا تنقلُ قصة شيخٍ (مُقدسٍ)، أسمتُهُ الصحف: شيخٌ مستجاب الدعوة، وهو شيخٌ" كان يقرأ آية من القرآن:" وما مِن دابةٍ في الأرض، إلا على الله رزقُها" فبكى، وفوجئ المصلون أثناء بكائه بنزول المطر، وهكذا استجيبتْ دعوتُه، بنزول المطر!!!
وكانت الصحف قد نشرت خبرا، ليس من قبيل الخرافة، ولكنه إفتاءٌ من كبير مفتي السعودية، يُجيزُ في فتواه أكلَ الرجلِ لزوجته، إذا خاف من الهلاك جوعا، وله أن يأكل جزءا من أعضائها، أو كلها!! وأكمل الشيخ الجليل !! فتواه بتفسير خُرافي أيضا! قائلا: وهذا دليلٌ على وفاء المرأة لزوجها!!!
إن ما تقوم به كثيرٌ من وسائل الإعلام، يصب في نهر الجهالات، العابر لدول الخرافات، لأن هذه الدول تستعد لمحو آخر معالم الثقافة والحضارة، تمهيدا لإطفاء آخر أنوار الثقافة.
ولعلَّ استيلاء تُجَّار العولمة على وسائل الإعلام، هو الذي يساعد في فيضان نهر الجهالات، لأنهم ، أي تجار العولمة، نجحوا في التخلص من عصر الثقافة،والتحرر، وكان ذلك العصر أكبر المعوقات في طريق تسويق بضائعهم، لأن العقولَ عقباتٌ في طريق نهر الجهالات.
فتُجَّار العولمة يريدون من إنسان الألفية شيئين فقط: جيبَه، وشهواتِهِ، ليس غير!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الويكيبيديا، والذبحبيديا
- دعهم ينزفون
- مَن يعرفْ ،أور أسرف؟
- خمس سنوات بين زلزالين
- عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك
- بروفات حروب المعلومات
- سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد
- بيبي، ساحر السياسة في إسرائيل!
- مِن أسرار تدمير الآثار
- إيقاف نشاط وحدة الكلاب في الجيش مؤقتا!
- تشرشل موديل نتنياهو الشخصي
- كلاب تأكل العجول، وكلابٌ ترقص
- تطهير لمثقفي اليسار في إسرائيل
- أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟
- عاموس عوز: حرب بدوني وبدون أبنائي
- الإسرائيليون أطول أعمارا من الفلسطينيين
- أخطر التهديدات التي ستواجه إسرائيل 2015


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - نهر الجهالات في بلاد الخرافات