الفعل ورد الفعل

سامي كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفعل وردالفعل
سامي كاظم فرج
هل صحيح ان من اجبر السني على التشبث بسنيته هو التطرف الشيعي ..والعكس كذلك ..؟!!
هذا ما يدعيه الكثير من المثقفين حين يواجهون الطرف الذي يبدي استغراباً من تصاعد (الضغط) الطائفي في دمائهم على الرغم من انتماءهم الى الطبقة التي تقع على عاتقها مهمة تنوير المجتمع وارشاده ..
وبالطبع فان من بين ما يذهبون اليه في تبرير هذا الخطأ الفادح وحتى لاجل اقناع انفسهم ان(لكل فعل رد فعل مساوً له في القوة ومعاكس له في الاتجاه).
وهنا لابد من طرح جملة من الاسئلة وبالطبع على هؤلاء المثقفين تحديداً وهذه الاسئلة سوف لن تخرج عن اطار البديهية العلمية المتعلقة بالفعل ورد الفعل..لابل والارتكاز عليها وتاكيدها ..
فما الذي تعنيه عبارة (معاكس له في الاتجاه)..؟
لايختلف اثنان على ان الاساءة فعل.. فاذا كان رد هذا الفعل هو الاساءة فقد تم تسفيه ونسف هذه البديهية ولكن الصحيح والعلمي كذلك ان يكون رد الفعل المعاكس هو الاحسان ..
وللذي يسعى لطلاق مع العلم على اعتبار انه يناقض في العديد من محطاته الدين فأن الدين سوف لن يجبر خاطره في هذا الشأن لإنه يدعو وبكل وضوح الى مقابلة (الاساءة بالاحسان)..
اذا كان الطرف الذي وقعت عليه الاساءة متمسكاً ومتشبثاً بانسانيته فان رد الفعل سيكون منضبطاً وسلساً بالقدر الذي تحرك الماكنة الانسانية سلوكه اي ان رد الفعل هذا سيولد طبيعياً لا تؤطره نوازع عدوانية (شاذة) لإن المنهج الانساني السوي لا يحتمل دفع الطرف المسيء الى المزيد من الاساءة ولكن العكس اي الى جعله في قفص الاتهام مع نفسه لتحاشي تكرار ذلك مستقبلاً..
كل ما نسوقه هوعن السلوك النابع من نفس لا تعاني من امراض ولم تخترقها بعد فيروسات تفاقم فيها التوحش والبربرية التي يفترض انها قد وصلت الى القعر وباتت دون فاعلية وبخاصة في المجتمعات التي اصبحت مؤهلة لقيادة القطار البشري باهلية تخجل الى حد ما البعض من مثقفينا وتستثير في نفوسهم ردود فعل (شاذة) مفادها الغيرة ..والغيرة فقط دون اي خطوة للامام..!!!
سامي كاظم فرج

#سامي_كاظم_فرج (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل