شيزوفرينيا العالم الاسلامي

أمير البياتي
(Ameer Albayaty)

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الطب النفسي هناك شيء اسمه البصيرة ((insight)) وهو أن المريض يعلم انه مريض نفسي ويخضع لعلاج ويدرك ان الناس حوله يتعاملون معه كمريض نفسي ...
طبعا هذا الشيء له تداعيات مختلفة في عدة امراض لكني سأتحدث عن الشيزوفرينيا فقط باعتبارها من اعقد الأمراض النفسية وهي ليست كما يفهمها الناس ان يكون المريض بشخصيتين في آن واحد بسبب ترجمة المصطلح الى العربية ...
ادراك مريض الشيزوفرينيا أنه مريض أمر له تأثير كبير على مسيرة مرضه فيجعله أكثر التزاما مع الطبيب ومنتظم في اخذ العلاج ومهتم جدا بنظرة الناس له فيحاول قدر الامكان اخفاء حقيقة مرضه عنهم ... لكن ليس هذا كل شيء فالبصيرة كما عرفناها في بداية الموضوع تجعل المريض مكتئب والاكتئاب في الشيزوفرينيا له عدة اسباب يزيد عليها كون المريض مدرك لمرضه فقد يصل به الحال الى الانتحار... فمرضى الشيزوفرينيا الذين يقدمون على الانتحار هم غالبيتهم ممن يدركون انهم مرضى والا لوجدتهم فرحين غير آبهين بشيء ...
الآن نرجع الى شيزوفرينيا العالم الاسلامي ... فهي وفقا لما سبق من أعقد الأمراض النفسية... من أهم أعراضها:
الهلوسات بانواعها السمعية والبصرية والحسية ... والهلوسة هي ادراك حسي بدون مؤثرات خارجية فالعالم الاسلامي يرى ما لا يراه الناس ويسمع ما لا يسمعونه...
أوهام متعددة أهمها وهم الاضطهاد والشعور الدائم بمؤامرات تحاك ضده منذ مئات السنين...
جنون العظمة والشعور بأنه الأفضل في كل شيء. وهو وهم مشهور جدا في العالم الاسلامي
وساوس وشكوك وشعور دائم بالذنب ...
وأهم ما يميز شيزوفرينيا العالم الاسلامي هو غياب البصيرة وعدم ادراك المرض مما يجعل العالم الاسلامي غير راغب بالعلاج اساسا... فرح فيما هو عليه فنجده يهلل ويكبر غير مدرك لما يحدث حوله... لو كان مدرك للمرض لعله سعى نحو العلاج عساه أن يشفى أو يسلك طريقه نحو الانتحار فيرتاح ويريح ...

#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات