أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - شعب بلا هوية














المزيد.....

شعب بلا هوية


أمير البياتي
(Ameer Albayaty)


الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ان ابدأ بكتابة هذه السطور فكرت في وضع عنوان مناسب لما سأكتبه فتبادر الى ذهني عبارة (شعب فقد هويته) كان في نظري اجمل من العنوان الحالي, لكني سرعان ما استدركت الامر وغيرته. لأني وبكل صراحة لا ارى هوية عراقية حقيقية في أي عصر من العصور. فهو شعب لم يفقد هويته بل أنه لم يجدها بعد, قد يراني البعض مبالغا حين اقول انه لم يوجد شيء اسمه العراق قبل 1921 سواء العراق بمفهوم الدولة الحديثة او العراق كأرض فقط فالاسم الاصلي هو الميزوبوتاميا او ارض ما بين النهرين يسكنها القلة القليلة جدا ممن هم اهل الارض وورثتها الاصليين اضافة ال تكتلات بشرية على شكل عشائر عربية سواء أن جاءت قبل الفتح الاسلامي او بعده.
بعد 1920 وتأسيس المملكة العراقية بملك مستورد من الحجاز جاء به البريطانيين بعد عزله من عرش سوريا على يد الفرنسيين في معركة ميسلون, وبعد مؤتمر القاهرة بحضور تشرشل عين ملكا عل العراق. المهم في الموضوع هو ان العشائر العراقية آنذاك والتي كانت توصف بالثائرة على الاحتلال البريطاني كانت مرابطه في البصرة لاستقبال الملك ومبايعته عل السمع والطاعة !!!
واضح جدا انه لم تكن هناك أي هوية عراقية ولم يرى أي احد ان فيصل ابن الشريف حسين هو غريبا جاء ليتسيد عليهم ... لنرجع بالتأريخ قليلا الى ما قبل الاحتلال البريطاني وما قبل الحرب العالمية, ماذا كان وضع العراقيين آنذاك؟ مجرد رعايا تحت سلطة الدولة التركية تعين عليهم واليا وتعزله متى تشاء والعراقيين فرحين بما اوتوا من ولاة الدولة التركية وتسلطها عليهم.
ومع كل هذا الذل والهوان كان الصراع المذهبي حاضرا بين العراقيين كسنة وشيعة لم يغب ابدا بعضهم مؤيدا للدولة التركية وان جارت عليه لمجرد كونه سنيا والبعض ولاؤه للدولة الصفوية الايرانية وصولا الى الدولة القاجارية لمجرد كونه شيعيا وبتوالي غزوات تلك الدولتين عل العراق كان هناك طرفا مؤيدا للمحتل ومعتبره فاتحا وطرفا اخر معارضا للمحتل ومعتبره غازيا !
بعد أن ورث العراقيين هذا التاريخ بات صعبا عليهم التخلص من شبحين كانا ولا زالا يطاردان الهوية العراقية وهما شبح العالم العربي وشبح العالم الاسلامي فلا توجد استقلالية للهوية العراقية. التي يراها العراقيون (جزءا من كل) اما ينسبها الى العالم العربي او الى العالم الاسلامي ولا يرضى ابدا بعزلها عن هذين العالمين !
للأسف لا توجد هناك أمة عراقية بالمعنى الحديث ولا يوجد مجتمع متجانس رغم كل المحاولات لدمج مكونات هذا المجتمع لأن كل من حاول دمج المكونات حاول ان يدمجها تحت احد الشبحين سابقين الذكر, لم يحاول احد دمج المكونات تحت اسم الهوية العراقية فقط... والجدير بالذكر ان كل عراقي لا يرضى ان يكون بمعزل عن احد عالميه اما العربي او الاسلامي وهناك انتماءات اخر تحت مظلة العالم الاسلامي وهي العالم السني والعالم الشيعي وهي من اقوى الانتماءات على الاطلاق وسيظل الحال كما هو في غياب دولة مدنية بنظام علماني مبني عل اساس المواطنة بعيدا عن أي انتماء اخر وبتعاقب الاجيال سيكون بالإمكان خلق هوية عراقية حقيقية. لكن تحقيق دولة مدنية علمانية امر شبه مستحيل في ظل التحشيد الديني و التخندق الطائفي المتحكم بعقول العراقيين والديمو ثيوقراطية التي يمارسونها فرحين ...
الغريب في الأمر والرسالة التي اريد ايصالها ال كل من يحتكر الهوية العراقية عل دينه او طائفته وصولا الى قوميته ,عليه ان يعلم ان الدستور العراقي الحالي يعرف العراقي بانه( كل من ولد لأب عراقي أو لأم عراقية) فبعيدا عن العروبة والاسلام لو ان سيدة عراقية مسيحية الديانة تزوجت من يهودي فرنسي الجنسية فان ابناء هذه السيدة هم عراقيون يستحقون الجنسية العراقية شأنهم شأن أي عراقي.



#أمير_البياتي (هاشتاغ)       Ameer_Albayaty#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة العرب
- خلف قضبان الحقيقة المطلقة
- هل يوجد شخص علماني ...وهل توجد دولة اسلامية
- الدعوة الى القراءة
- الاسلام في ظل دولة مدنية
- ماذا لو كان العراق ...
- سيد القمني ... نموذجا
- مطبعة الطوائف
- أصبحتم عبئا على العالم
- نقحوا كتبكم
- بين العلم والايمان
- أفيقوا
- أبرز التعارضات بين الدولة الأسلامية والاعلان العالمي لحقوق ا ...
- المليار ونصف المليار توحدنا
- وراثة الدين
- عذرا حواء فنحن غير ملومين
- الحقيقة المطلقة تلغي العقل
- بين الدولة الاسلامية والدولة العلمانية
- أفيون الأعجاز العلمي : رتقا
- التكفير ليس جرما


المزيد.....




- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمير البياتي - شعب بلا هوية