الرسالة المحمدية والأشعة البنفسجية

طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 21:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " إذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوَّذُوا بالله مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّهَا رأتْ شَيْطاناً، وَإذا سَمِعْتُمْ صِياحَ الدّيَكَةِ فاسْأَلُوا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فإنَّها رأتْ مَلَكاً ".
هذا حديث مثله مثل بقية الأحاديث المروية عن نبى المسلمين محمد وردت فى صحيح البخارى ومسلم، والمعنى واضح أننا إذا سمعنا نهيق الحمار فمعنى ذلك أنه رأى شيطاناً، وإذا سمعنا صياح الديكة فمعنى ذلك أنها رأت ملاكاً، هذا الحديث بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة هجرية أكتشف المسلمون الإعجاز العلمى الكامن فيه، بل ويعتبروه معجزة للنبى محمد لأنه فى عصرنا الحديث وسط النهضة العلمية والبحثية التى يساهم بها رجال العلم المسلمون وأكتشافاتهم العلمية الكثيرة، برز لهم هذا الحديث الذى أبهر العالم كما يقول العرب أصحاب الإكتشاف وملخصه أن قدرة الجهاز البصرى للبشر محدودة، وأكتشف العلماء( لم يذكر أصحاب الإعجاز أسماء العلماء وجنسياتهم وأديانهم) أن الأجهزة البصرية للحمير والديكة لديها قدرة إبصار ورؤية الأشياء ما تحت الأشعة الحمراء وما فوق الأشعة البنفسجية.

قد تتعجب عزيزى القارئ من قراءة هذا الخبر المذهل الإعجازى الذى كان خافياً عن أعين العالم والمسلمين، حتى أكتشفوا مؤخراً أن حديث النبى محمد معجزة بكل المقاييس وسبق وتكلم عن ما أكتشفه علماء اليوم { بالطبع علماء المسلمين} لأننا لم نقرأ فى أى مجلة علمية حول العالم سواء من بلاد الكفار أو غيرهم، أن أحداً اكتشف قدرة الحمار على رؤية الأشعة تحت الحمراء أو أن الديكة ترى الأشعة فوق البنفسجية، لكن هذا هو جوهر الأكتشاف الذى كالعادة هو إعجاز علمى إسلامى يثبت صدق الرسالة المحمدية وأنقل لكم نص الإعجاز العلمى حسب المنهج الإسلامى فى تأويل الإكتشافات العلمية العربية الحديثة:
{ فى رواية لحديث محمد رسول الإسلام يقول: (إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا).
كم سمعنا هذا الحديث .. ولم نقف عنده؟؟
والسؤال هنا .. كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة ؟
إن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الأشعة تحت لحمراء .. لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة .. أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور أي من الأشعة البنفسجية .. لذلك تراها الديكة ..
وهذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين عند ذكر الله ... والسبب هو: إن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين.
لماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة ؟ الجواب لأن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة .
بمعنى أخر .. إذا اجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة الحمراء في مكان واحد، فإن الأشعة الحمراء تتلاشى .
من أخبر محمد بكل هذه المعلومات العلمية قبل 14 قرنا؟؟ لا نملك إلا أن نقول صدقت يا رسول الله وصدق الله العظيم }.

لا تغضب عزيزى القارئ من حرمانك من هذه القدرة البصرية الفائقة للحمار والتى لا تفيده فى شئ إلا أنه يعتبر جهاز أستشعار يكشف لنا الأعداء الشياطين ويحذرنا منها عن طريق نهيقه، فعليك عزيزى المؤمن أن لا تسخر بعد اليوم من الحمار وتتهمه بالغباء، ونفس الأمر يجب تقديم الشكر للديكة التى فى صياحها تخبرنا بوجود ملائكة متواجدين حولنا، ولا تسأل كثيراً عن سر وجودهم بيننا قد يكونوا مثلاً فى مهمة عمل سرية خاصة!!

الغريب أن أصحاب هذا الكلام المنتشر على الأنترنت يصدقون كلامهم ولا يعتقدون إطلاقاً أنه كلام ساذج يضر بصورة أصحابه الرواة ويضر بصورة المعتقد الذى يعتقدونه، بل ويكشف أننا أمام عقول مريضة تريد الأفتخار بأى شئ فتخترع وتوهم نفسها وتتفوق على قصص الخيال العلمى، وأن وجود تلك العقول المريضة بأنها خير الأمم والناس ستظل عاكفة على أوهامها تنهل منها وتؤكد لنفسها أن الشعوذة والخرافة ما زالت عقيدة يصدقها ويؤمن بها الملايين من الأميين والمثقفين من شعوب العرب!!
هذا نموذج يحتاج إلى تفكير كل مؤمن بعقله وليس بعقول الآخرين، أعتقد أن بإستطاعة الجميع النظر بعمق وتحليل ما يقرأ ومدى واقعية ومنطقية الكلام المكتوب المتوارث، وأترك هذا النموذج العلمى حسب المؤمنين بالرسالة المحمدية ليفكروا فيه ويخرجوا بالنتيجة التى يرونها تواكب عصرنا الحديث.

#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل