أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مرزوق - دستور التيار التكفيرى














المزيد.....

دستور التيار التكفيرى


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكبر جريمة ترتكبها الرئاسة فى تشكيل لجنة الخمسين لوضع الدستور هى أختيار ممثل عن تيار سياسى دينى منطقياً وقانونياً لا وجود له لأنه تيار جماعاته محظورة، هذه الجريمة أسمها التيار الإسلامى الذى يمثل الأحزاب الدينية المرفوض وجودها والتى رفضت الدخول فى اللجنة إلا حزب النور الإسلامى، لأن معنى أعتراف الدولة والرئاسة المؤقتة بأن هناك تيار إسلامى ينفى بدوره أهلية مؤسسة دينية إسلامية عريقة ويضعها فى مربع غير المسلمين أى هى مؤسسة غير إسلامية أى أنها لا تعمل من أجل نشر الدعوة الإسلامية ولا توجد بها جامعة تدرس الإسلام إلى آخره، مما يعنى أن الأزهر تحول إلى تيار كافر فى مقابل التيار الإسلامى الذى يمثله حسب الرئاسة وتلك الأحزاب غير الشرعية، وهى جريمة فى حق بقية لجنة الخمسين أيضاً بأعتبار أن هناك تيار إسلامى وتيار الكفار.
هذا الكلام لا نلقيه على عواهنه بل قاله مسئولى حزب النور عندما أعلن مصدر رفض ذكر أسمه " أن مشاركة الحزب فى اللجنة هو للمصلحة العامة وللحفاظ على الهوية الإسلامية" !!!

إذا كانت لجنة الخمسين تنعقد لوضع دستور دولة مدنية حديثة، فكيف يتم إشراك تيار إسلامى بحجة المحافظة على المصلحة العامة وللحفاظ على مواد الهوية الإسلامية؟ هل معنى ذلك أن الأزهر لا يحافظ على الهوية الإسلامية منذ نشأته وحتى الآن؟ وقد أعلن المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية بأنه " تم توجيه الدعوة لجميع الأحزاب الاسلامية الستة ومن بينها الحرية والعدالة، ولم يصل إلى الرئاسة أي ترشيحات سوي من حزب النور فقط، كما تم التواصل مع المفكر الاسلامي كمال الهلباوي، ووافق علي ترشيحه ضمن الشخصيات العامة."، مما يعنى أن هذه الدعوة للتيار الإسلامى مخالفة لوجود أحزاب دينية، وكيف تستمر تلك المهزلة والجريمة فى حق ملايين المصريين الذين عاشوا سنواتهم الطويلة فى ظلال مؤسسة الأزهر الذى أعلن الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن "الأزهر هو أول مسئول عن الشريعة الإسلامية، وتأكيد الهوية الإسلامية لمصر العربية. والعمل على ضمان حقوق كافة المصريين وحرياتهم وحقوق المرأة وكيان الأسرة والحفاظ على الوحدة الوطنية وجمع شمل الأمة في بوتقة الوطن الواحد دون إقصاء لأحد"..

عندما يقول الدكتور خالد علم الدين، القيادي في حزب النور السلفي، إن "هناك إقصاء واضح للتيار الإسلامي في لجنة الخمسين."، فهل معنى ذلك أن لجنة الخمسين لا يوجد فيها مسلمين لأنه تم إقصائهم من اللجنة؟
إن المجتمع المصرى مجتمع تتعايش فيه كل الأديان ولم توجد به عنصرية وطائفية وجماعات إرهابية إلا مع ولادة ما يسمى بالتيارات الإسلامية لإخفاء أهدافها الحقيقية، إن هذه المهزلة والمأزق المسئول الأول عنه هى الرئاسة التى أعطت قانونية للجماعات الإسلامية المحظورة، وبالطبع نسأل: كيف غاب ذلك عن فكر المنظمين عن وضع الدستور والأختيارات التى تمثل كل الشعب المصرى دون طائفية أو مذهبية؟

لقد فعل حسناً أن سارع شيخ الأزهر أحمد الطيب وقال أن الأزهر هو أول مسئول عن الشريعة الإسلامية وتأكيد الهوية الإسلامية كما ذكرنا سابقاً، فهل تتدارك الرئاسة هذه المهزلة فى حق الشعب المصرى بأتهامه بأنه غير إسلامى وتنزع هذه الصفة القانونية عن تلك التيارات الإسلامية والجماعات الإسلامية التى ما زالت تصدر بياناتها رافضة للإرادة الشعبية وتعتبرها إنقلاب عسكرى؟

عندما يقول مواطن معلقاً على تعيين الدكتور محمد غنيم: الدكتور محمد غنيم شخصيه محترمه ووطنيه وله رؤيه ونحن جميعا نثق فيه، فهذا المواطن يتمتع بشعور وطنى مخلص لبلده يضع الهوية الوطنية فى المقام الأول، لكن هناك شخصيات فى لجنة الدستور يمثلون الأحزاب الإسلامية الستة والمعروف أنهم كانوا وما زالوا يصفون أنفسهم بأن هويتهم دينية إسلامية ويقومون بإعلائها فوق هوية المواطنة لمصر، وهذا التناقض سببه أن الرئاسة أشركت جماعات تسمى نفسها إسلامية محظورة لتاريخها المعروف، ورغم ذلك لم أجد أحد من السياسيين والأحزاب السياسية والنخب الثقافية يبدى أعتراضاً على إشراك تيار يسمى نفسه إسلامياً فى حضور أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم الإسلامى وهى مؤسسة الأزهر، مما يعنى الأزدراء الكامل بدور تلك المؤسسة فى المجتمع المصرى والإسلامى عامة.

متى تعلن الرئاسة أنه لا وجود لتيارات إسلامية فى مجتمعنا المصرى بل يوجد شيخ الأزهر الإسلامى الممثل لجموع المسلمين؟



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموية الإخوان المسلمين
- الإخوان جرائم فى المساجد
- خضوع الشعوب المسلمة
- كان يوم أسود يا شعب مصر
- أين الموبايل وكاميرا التصوير يا شعب مصر
- شيوخ الإسلام وإخفاء الحقيقة
- المسلمين الذين يريدهم الله
- أولاد مرشح الإخوان أمريكيين ويريد حكم المصريين
- السلفيين والإخوان المسلمين ودمار مصر
- نجوم وعلماء الإسلام الحديث
- دولة القبائل الإسلامية
- السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )
- السرقة حلال فى الإسلام
- وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
- القبض على الله أخيراً
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا


المزيد.....




- مليارديرات وميليشيات وحقوق تعدين.. من قلب صفقة ترامب الجديدة ...
- مسؤول في -حماس- يوضح لـCNN مدى -جدية واستعداد- الحركة لاتفاق ...
- المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع ...
- ما تداعيات الحكم الجديد الصادر بحق المحامية التونسية سنية ال ...
- قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إير ...
- وفد أوروبي بكفر مالك يدعو لوقف اعتداءات المستوطنين بالضفة
- نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة ...
- -لسنا جمهورية موز-.. كيف قوبلت دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياه ...
- المقاومة ترفع تكلفة -عربات جدعون- والاحتلال يمهّد للانسحاب
- لماذا تتركز كمائن المقاومة في -عبسان الكبيرة- بخان يونس؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مرزوق - دستور التيار التكفيرى