أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - خضوع الشعوب المسلمة














المزيد.....

خضوع الشعوب المسلمة


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 16:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى السنوات الأخيرة حدث تغيير كبير على الواقع الإجتماعى للشعوب التى تعيش فى المنطقة العربية، ومنذ قيام الثورات التى أسقطت الأنظمة الحاكمة ظهرت حقيقة الشعوب المسلمة التى ترفض الحداثة والعلم كمنظومات للتقدم والتطبيق العملى، لكنها تستهلك كل وسائل العلم والحداثة التى يقول لهم شيوخهم وفقهاءهم أنها حداثة كافرة، وفى الوقت نفسه نجد تلك الشعوب المسلمة تقدم كامل طاعتها وخنوعها وخضوعها ليس للإله الذى تعبده بل للفقهاء والشيوخ الذين يقدمون لهم الإله ووصاياه وأوامره، أى أننا أمام شعوب تعيش على مخلفات الدين الذى تجهله وتلجأ لمعرفة ما يطلبه منهم من عبادات وأفعال وحركات يومية من رجال الكهنوت الإسلامى بتسمياتهم المختلفة من شيوخ وأئمة وفقهاء ودعاة وعلماء، وهذا الكهنوت يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يستغل تلك الشعوب المسلمة المستعدة للتخلى عن عقولها وقبول كل ما يصدر عن أفواه رجال الكهنوت الإسلامى سواء كان كلاماً مشكوكاً فى منطقيته أو صلاحيته للعصر الحديث أو صلاحيته للإنسان فى وقتنا الحاضر.

عندما يخضع إنسان وينفذ أوامر آخر" رجال الكهنوت" فهذا يعنى أنهم لا يملكون ذرة من العقل والمعرفة، وأنهم يفضلون التخلف والخنوع والولاء المطلق لهذا الكهنوت الباطل الذى يبنى منظومته على كتابات تراثية لأشخاص عاشوا فى الجاهلية ولم يحصلوا على جزء من العلم الذى يسود عالمنا المعاصر، ومع ذلك يتم تقديس هؤلاء القدماء وتصديق كل كتاباتهم وتفسيراتهم المحدودة بعصرهم وبيئتهم البدائية، هؤلاء الكهنة المسلمون ورجال الدين يحفظون تراث رجال الكهنوت الأوائل بكل ما فيه من غث وسمين ويخرجونه من جعبتهم عندما يلقون خطبهم أو يستفتيهم المؤمنون بعلومهم، وهكذا تستمر دورة التخلف والهوس الكهنوتى وأشتياقهم للعيش من جديد بنفس التعاليم والأساليب والوسائل التى كان يعيش بها المؤمنين فى عصور الإسلام الأولى دون خجل من ترديد تلك الأحاديث التى تسرد خصوصية حياة رسولهم الجنسية وتفضح الأفكار البدائية التى تعبر لمن له عقل عن الهوس الجنسى فى حياة المسلمين الأوائل والذى يتصارع الإخوان المسلمين والسلفيين وبقية التيارات والجماعات الإسلامية من أجل تحقيقها وتطبيقها فى مجتمع اليوم لأنهم يعتقدون أنها ستحقق لهم المتعة والفرح والسعادة والرفاهية الجنسية.

إن الرجوع إلى فحوى كل أحاديث رجال الكهنوت الإسلامى فى أيامنا هذه سنكتشف أنها تركز على المرأة والفساد الأخلاقى الذى يغزونا به الغرب الكافر، وبذلك يحصرون إسلامهم فى الهوس الجنسى بالمرأة التى يعتبرونها مصدر كل فساد أخلاقى فى المجتمع، وهذا الموضوع هو شغلهم الشاغل الذى لا تخلو منه خطبة أو حديث، مما أنعكس ذلك على المؤمنين بهم أو التابعين لهم فى سلوكياتهم وأفكارهم وتصرفاتهم حتى أظهروا أنفسهم بمظهر العاجز عن التحكم فى سلوكياته ورغباته وأنه إذا لم تتحجب المرأة فإنه يعجز عن التحكم فى غريزته ورغباته الجنسية، مما يدفعه إلى إرتكاب التحرش أو الإغتصاب، حتى أن بعض كهنة الإسلام أصدروا فتوى بتحريم تواجد الفتاة مع أبيها بمفردهما دون وجود الأم، وأترك التعليق للقارئ وتحليل نفسية من يصدرون تلك الفتاوى ومن يستمع لها ويدافع عن هؤلاء الكهنة الباطلين.

إن الأنظمة السياسية فى منطقتنا العربية تستغل نظام الكهنوت الإسلامى الباطل الذى أبتدعته البيئة الإسلامية الأولى التى كان يسودها ظلام التخلف، حتى تخضع لها الشعوب المسلمة وتنشغل بالعواطف الدينية والفتاوى وتفعيل الكراهية الدينية والدنيوية للآخر، حتى يكون الدين سلاحاً عنصرياً متى رفعه الحاكم أو الناخبين مثل الإخوان المسلمين حتى يصل الأنحياز إلى قمته وينتخبون هؤلاء المنتمين إلى جماعات إسلامية ويرفعون الشعارات الإسلامية، والنتيجة رأيناها فى تونس ومصر وليبيا وفى أنتظار الخراب الذى يحدث فى سوريا على أيدى الإسلاميين بتوجاتهم المختلفة، هذا الأستغلال السياسى للدين أوصل رجال الكهنوت الإسلامى إلى حصولهم على سلطة تتعاظم فى تأثيرها المجتمعى، وأدى ذلك إلى تراجع المجتمعات إلى الوراء خنوعاً وخضوعاً لتأثير مشاعرهم التى أستحوذت على عقولهم المتوقفة عن العمل والتى باعوها لرجال الكهنوت المقدس.

الشعوب المسلمة فى حاجة لأن تستخدم عقولها وتفكر بثقافة زمانها، وعليها عدم الركوع أمام كهنة الإسلام الذين أفسدوا واقعهم ويريدون منهم العيش فى أزمنة الظلام الجاهلى وإقناعهم بأنها أزمنة هى الكمال بعينها ولا بد من التشبه بها، هل هناك بشر مستعيد للأستقلال بأفكارهم عن أفكار رجال الكهنوت الباطل؟



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان يوم أسود يا شعب مصر
- أين الموبايل وكاميرا التصوير يا شعب مصر
- شيوخ الإسلام وإخفاء الحقيقة
- المسلمين الذين يريدهم الله
- أولاد مرشح الإخوان أمريكيين ويريد حكم المصريين
- السلفيين والإخوان المسلمين ودمار مصر
- نجوم وعلماء الإسلام الحديث
- دولة القبائل الإسلامية
- السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )
- السرقة حلال فى الإسلام
- وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
- القبض على الله أخيراً
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
- جرائم المسلمين ضد المسيحيين
- المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - خضوع الشعوب المسلمة