أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - نجوم وعلماء الإسلام الحديث














المزيد.....

نجوم وعلماء الإسلام الحديث


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 16:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المواطن العربى المسلم عندما يتناهى إلى علمه أن أحد العلماء ونجوم الفضائيات أمثال القرضاوى ووجدى غنيم ومحمد حسان وزغلول النجار صاحب الإعجاز وغيرهم، قد بدأ حديثه يسرع الجميع إلى ترك أعمالهم وأشغالهم ليتفرغوا لمتابعة حديث العالم الإسلامى حسب شعبيته لدى جمهور المسلمين، وهذا من الأشياء التى يحمد عليها لدى المواطن المسلم، لكن لو سألنا: هؤلاء العلماء حسب أعتقاد المسلم منذ أن بدأوا طريق الدعوة وتفسير العلوم الشرعية وإصدار الفتاوى للمواطن المسلم، بماذا أستفاد المجتمع والإنسان المسلم من علومهم وفتاويهم الدينية؟ فى نفس الوقت يقومون فيه بتكفير العلماء الحقيقيين من أهل الإسلام والغرب الذين يبذلون عصارة حياتهم ليخترعوا ويقدموا علوماً تفيد البشرية كلها وأول المستفيدين هم هؤلاء الشيوخ أو الملقبين بالعلماء المسلمين.

الواقع الذى نراه يومياً أن هؤلاء العلماء والشيوخ يكفرون ويلعنون ويدعون تابعيهم بتكرار دعاويهم هذه حتى يزيل الله هؤلاء العلماء الكفار ويلقى بهم فى نار جهنم، ومن السهل على كل مسلم أن يقبل بهذا الكلام الذى يعبر عن البغض والكراهية ويطبقه فى حياته اليومية التعبدية، لكن هل من العدل أن يقبل حقاً كل مسلم بإلقاء اللعنات على العلماء الحقيقيين الذين لولاهم لما أستطاع أن يعيش فى رفاهية الحياة والحصول على الأدوية التى تنقذ حياة أولاده وأسرته من الموت؟

فى كل مساجد ووسائل الإعلام المختلفة ونحن نسمع ونقرأ أن علماء وشيوخ الإسلام يرددون نفس الكلام، عن أن المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس وهم الأتقياء الأبرار الصالحين الذين سيدخلون الجنة وبقية أهل الأرض سيذهبون للجحيم، هل فى هذا الكلام شعرة من المنطق أو العقل الذى يفترض أن يكون عليه الإله ناهيك عن الإنسان؟ أتكلم هنا من منطلق أنه إذا كان هناك حقاً تعاليم دينية غير عادلة لا يمكننى أن أؤمن بها وأعتقد فيها لأنها تعطينى هدية مجاناً وهى الجنة لمجرد أننى ألتزم بحركات وطقوس عبادية وأقتل من تقول لى أنهم أعداءها، بينما البشر المؤمنين حقاً سيذهبون إلى الجحيم لأنهم يفنون ثمرة حياتهم فى العمل والأبداع الملتزمين بالقوانين الأخلاقية وحقوق البشر بين بعضهم البعض فى العمل والحياة فى المجتمع.
لذلك كانت النتيجة أن كل هذه المنتجات العلمية والتكنولوجية التى ينعم بها كل مسلم ومسيحى ويهودى وكل كافر وملحد، تخرج بعقول وأيدى وجهود هؤلاء الذين نشعر بالسعادة عندما نلعنهم فى صلواتنا، فكيف لى أن أعتقد بكلام إله يكافئ هؤلاء العلماء الكفار من وجهة نظرنا الخاطئة بنار الجحيم، بينما نحن المسلمين الذين لا شغل لنا إلا الكلام والفتاوى عن عورة المرأة والحيض والنجاسة والداء والدواء فى جناحى الذبابة؟ أى عقل يقبل بهذا المنطق الذى لا يستقيم فيه كلام بشر ولا كلام أى مخلوقات عاقلة تسكن الفضاء؟

عندما نترك عقلنا يصدق كل ما يسمعه من أساطير تراثية من هؤلاء العلماء والشيوخ والنجوم أصحاب الشهرة العالمية، ونرفض تحكيم المنطق والعقل فهذا معناه أننا نعيش كالعبيد الذين يخدمون أسيادهم فى خضوع تام، أى أننا مجرد آلات يتم تلقينها الأوامر والواجبات وماعليها إلا تنفيذ ما يتم برمجتها عليه تلقائياً، وهذا للأسف ما يتم عملياً حيث الملايين يسيرون وراء أفكار وأقوال هؤلاء العلماء والشيوخ، رافضين التفكير فى عدم واقعية وعدم منطقية هذا الكلام المخادع للنفس والمخالف للواقع الحقيقى لهؤلاء العلماء الذين نصفهم بالكفار ولا نجرؤ على أن نسأل أنفسنا السؤال البرئ: أحقاً هؤلاء العلماء الذين غمروا مجتمعاتنا بكل شئ نافع وصالح للحياة مصيرهم جهنم؟ أى إله يمكن أن يرتكب هذا التسفيه بحق بشر يحترمون إنسانيتهم ورسالتهم فى إعمار المجتمعات البشرية؟

الحقيقة الوحيدة التى يمكننا الخروج بها أنه لا يوجد آلهة بهذا الشكل الظالم للبشر الذى يصور لنا بقية العالم بأعتبارهم أعداءنا وعلينا محاربتهم وقتالهم، كيف يقبل عقلى البشرى قتال العلماء وشعوبهم الذين يعكفون فى مختبراتهم العلمية على أختراع كل ما هو جديد ينفع البشرية ومنهم نحن الذين نتوهم فى أنفسنا أننا فوق مستوى جميع البشر وأن صاحب هذه التعاليم سيكافئنا على تخلفنا وجهلنا ومحاربتنا لكل قيم العلم والحداثة؟

إننا نهزم أنفسنا بأيدينا بإصرارنا على أننا الأفضل ونصور أعمالنا وأفعالنا على أنها قمة التفوق والأمتياز لأننا أقتنعنا بأقوال هؤلاء الشيوخ بأن الإله راضى عن تلك الأعمال التى لا صوت ولا حياة فيها، أوهمنا أنفسنا بأن الفشل الذى نعيش فيه هو فشل بأعتقاد العلمانيين والليبراليين ، لكنه نجاح مقبول أمام الإله الذى نعبده، يا لها من قناعات زائفة نخشى مصارحة ومواجهة أنفسنا بها، لقد آن الآوان أن نستيقظ من غفلتنا التى صورها لنا رجال الدين والأديان وجعلونا نتصور وجود آلهة ظالمة غير عادلة لا ترحم البشر، آلهة تجلس على عروش فى أنتظار تعذيب المؤمنين بها لو أخطأوا جزء من تعاليمهم بنار جهنم وبأسوأ أنواع العذابات التى يمكن أن يتخيلها فكر الإنسان، إننا حقاً نجهل الكثير من أسرار الحياة الإنسانية لإنشغالنا بالأمور الغيبية التى لا وجود لها لأنها أساطير إنسانية.



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القبائل الإسلامية
- السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )
- السرقة حلال فى الإسلام
- وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
- القبض على الله أخيراً
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
- جرائم المسلمين ضد المسيحيين
- المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
- دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
- أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
- الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
- نصير الشيطان فى بلاد العرب
- أنصار الله فى بلاد العرب
- متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
- حزب الله المصرى الأيرانى


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - نجوم وعلماء الإسلام الحديث