أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء التاسع














المزيد.....

رواية -وجع- الجزء التاسع


سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 03:57
المحور: الادب والفن
    


كانت تلك الليلة تغازل الدهر طولا ظلام حالك يجوبه ضوء النار الموقدة لتدفئة غزالي .. وسنفونية الموت تعزف تحت وطئة الراجمات .. لا يمكنني حمل غزالي والتنقل بها خارج المدينة في هذا الوضع الحرج ولا يمكنني تركها ملقاة هنا فلا أحد يعلم ما ستؤول له الاحوال في الساعات القادمة ..
عساها ملاكي تتعافى بسرع لنسارع بالمغادرة .. كانت هذه هي الكلمات التتي ترددها شفتاي وانا أداعب خصال شعرها المسدل ساهرا وقد نام الليل وأبت جفوني أن تنام ولو قليلا فقد كنت أرتشف لحظات الوصال في كل ثانية أرى فيها ملكة عريني بين ذراعي .. كنت أجفف حبات العرق من جبينها بقطعة قماش مبللة كنت قد مزقتها من قميصي تارة وأحاكيها عن ما مر بي في إغترابي عنها تارة أخرى .. كنت أحاكيها عن ليالي طوال كنت أقضيها باحثا عن العيون التي إمتلكتني باحثا عن النجوم التي كانت تضيء سمائي عازفة ألحان هوانا وغرامنا مشتكيا من جفائها بين الحين والآخر .. كنت أحاكيها عن رفيق وحدتي ذاك الغراب الذي إنفض من حولي لما إستمع له من ألم عشش في أوصالي وأنا بعيد عن غزالي ..
آه يا ملاكي لو تعلمين لم يفارق جفوني طعم الحنين .. ظل حبك جاثما في قصره العاجي ولازلت أنا ذاك السجين ..
كانت الحروف تنساب بين شفتاي مرتلة أعذب الصائد
وفي إحدى ليالي إنتظاري بجانب ملكة عريني أخذ النوم رموشي وتهت في نوم عميق لما مر بي من أيام متتالية من السهر كانت أجمل الليالي التي عهدتها منذ ولادتي كنت أشعر بإطمئنان لا مثيل له ودفئ يتسلل لأوصالي من أنفاسي غزالي لأصح على صراخ مفاجئ .. إنها ملكتي .. إستيقظت وقد أخذ مني الهلع مأخذه لأجدها منطوية في الزاوية تنظر لي والرعب إرتسم على تفاصيل وجهها الملائكي بالكاد تستطيع نطق الحروف قائلة في حالة هستيرية من الخوف ..
ماذا حصل للبيت ؟ أين أنا ؟
ألم تهجر المدينة منذ زمن ماذا تفعل هنا ؟
أين أنا ؟
إقتربت بهدوء أهدئ من روعها لا تهلعي يا غزالي أنا هنا بجانبك .. لقد تعرضت المدينة لهجوم إرهابي وقصف عنيف والشكر لله أنك لا زلت على قيد الحياة لقد تعرضت لبعض جروح وكدمات وكنت غائبة عن الوعي لأيام كنت حينها بجانبك .. أعذري تطفلي لكن منذ رأيت المدينة تحت وطأة الراجمات لم أستطع تمالك نفسي وعدت مسرعا من خوفي عليك ولكن ها أنت الآن بخير لا تهلعي أرجوك أنا حارسك حارس الغزال أتذكرينني ؟
إرتمت في حضني باكية يا حارسي كدنا نموت .. كنت خائفة جدا كان كل الناس من حولي يصرخون في كر وفر وصوت الراجمات كاد يفقدني سمعي وكان آخر ما أعهده هو دوي إنفجار قوي جدا لا أعلم ما حل بي حينها لأستيقظ الآن بين يديك شكرا لوجودك ..
كنت أرتشف الحياة من حروفها ودفئ حضنها مربتا عليها مداعبا خصال شعرها مطمئنا قلبها العذب .. وكيف تشكرين من تعهد حراستك أليس هذا واجبي يا أميرتي .. فقط لا تهلعي لازلت مرهقة لا تبذلي مجهود إهدئي أنا بجانبك لن يمسسك ضر منذ الآن ..



#سيف_كريبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -وجع- الجزء الثامن
- رواية -وجع- الجزء السابع
- رواية -وجع- الجزء السادس
- رواية -وجع- الجزء الخامس
- رواية -وجع- الجزء الرابع
- رواية -وجع- الجزء الثالث
- رواية -وجع- الجزء الثاني
- رواية -وجع- الجزء الأول
- القطر التونسي وتداعيات المسألة الوطنية
- لن تسكت شهرزاد
- الجهل الجنسي المقدس
- الماركسية اللينينية .. والمناضلين -الجدد-
- -أبناء الفعلة-
- كهنة القرون الوسطى
- -الإرهاب لا دين له-؟؟
- -النهقة ونداء الخراب .. ضد الإرهاب-


المزيد.....




- 5 منتجات تقنية موجودة فعلًا لكنها تبدو كأنها من أفلام الخيال ...
- مع استمرار الحرب في أوكرانيا... هل تكسر روسيا الجليد مع أورو ...
- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...
- الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي علي: ترجمة الشعر إبداع يوط ...
- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء التاسع