الجهل الجنسي المقدس

سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 10:31
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

"العلاقات الجنسية والأسرية في العالم العربي والمرأة في قفص الإتهام" .. يمكن لهذه الجملة التي سأستهل بها هذا المقال أن تجدونها بالبند العريض على إحدى الجرائد أو المجلات العربية هذا مما لا شك فيه .
سنخوض اليوم وكبادرة أولى ستليها مقالات اخرى في أهمية الثقافة الجنسية في العلاقات و الحياة الأسرية .. دعونا أولا نلقي نظرة على طبيعة مجتمعات شرقية كلها تجتمع تحت عنوان "المرأة عورة" مجتمع يتعامل مع المرأة كعار كجسد كلذة كمكينة جنس وإنجاب من جهة وآلة منزلية تطبخ وتكنس وتربي الأطفال وتعتني بالرجل من جهة أخرى ففي أصولنا التاريخية المتجذرة في عمق لا وعينا توؤد النساء لأن إنجابها عار يقلل من قيمة الرجل ولازالت هذه العادة تمتد لعصرنا المسمى بالحديث لنشهد حالات طلاق لزوجات لا ينجبن ذكور ومن هنا إبتدأت المعضلة .. معضلة تكون نواتات إحتقار للمرأة ولأهميتها ودورها الفعال في بناء المجتمعات وإنطلقت الأديان لتزيد الطين بلة بفتاوي أقل ما يقال عنها قذرة إلى أقصى الحدود كانت أول بوادرها "تحليل ما ملكت أيماننا من جواري" لتقزيم المرأة وإختزالها في سلعة تباع وتشترى تعرض في أسواق النخاسة والخساسة لتقلب كبقية السلع المعروضة في الأسواق ومن ثم تلتها تشاريع الزواج بأربع زوجات للجم الفتنة وكبح جماح الشهوة الجنسية التي قد تقود الرجل "للرذيلة" و"الفسق" وتعمدت وضع الكلمتين بين علامتين مميزتين لندرك أن الجنس في لا وعينا صور على أنه فعل فاحش قذر وحين يشرعن بالعقد الديني المقدس فهو فقط لإرضاء رغبات الحيوان الذكوري فقط تفنن مشايخ الجهل في فتاوي الزواج فوجد العرفي والميسرة وزواج المتعة والمفاخذة التي إستهلها محمد مع فتاة في سن السابعة من العمر ... فتاوي تدل على النهم اللامتناهي في إلتهام وجبة الرجل المفضلة وهي جسد المرأة دون إعارة إهتمام لذلك الكائن اللين الحساس التي يتلوى عذابا تحت تأثير نهش أنياب الذئاب البشرية ..
لا أحد ينكر في مجتمعنا أن المقدسات تحرم المرأة من إرتشاف اللذة أو طلبها من الرجل لأن هذا يعتبر عهرا وفسق إذا ما بادرة به هذه المسكينة فالمرأة تمارس الجنس كواجب ميكانيكي مفروض عليها علها ترضي زوجها لتنال رضى خالقها الذي يعد الرجال الصالحين بآلاف مألفة من حور العين والغلمان لينكحون ما لذ وطاب لهم منهم ..
ولا أحد ينكر أيضا في مجتمعاتنا الشرقية أن الحب لا قيمة له في العلاقات الأسرية أو الجنسية حين تلقي العادات والتقاليد بثقلها من جهة والعرف يدلي بدلوه من جهة أخرى على المرأة لتجد نفسها على فراش مع زجل يعلوها سنا لا مشاعر ولا أحاسيس تربط بينهم يعاملها كآلة متجاهلا طلباتها أو صراخها وطلبها للرحمة ليحولها مع الأيام إلى جسد ميت ميكانيكي فقد روحه .. لم نتجاهل جسد المرأة وما يحمله من تفاصيل يجب إرضاؤها والتعامل بليونة معها لما نتجاهل الفن في العلاقة الجنسية بما يحمله من حب وإنسجام وتناغم يولد لحمة متكاملة يحقق فيها الطرفين الرضى التام .. لما نتجاهل أن للمرأة حقوق جنسية لعلها تكون أكثر تطلبا من الرجل في أغلب الأحيان .. لم نتجاهل الحنان والعطف والحب لنزرع مكانهم الوحشية واللامبالات .. لما ننكر أن المرأة تحمل ثورة بين طياتها ستخمد إن أسيء التعامل معها .. يجب التعامل مع المرأة ونحن على دراية بحاجياتها وآليات إشباعها قبل كل شيء ويجب أن نقتنع بأن هذا أحد حقوقها المكتسبة .. فهى خليل الروح والوجدان
لقد صورو لنا الجنس على أنه ذلك الوحش المتربص بنا وصورو لنا المرأة على أنها علبة حلويات يمكننا فتحها متى شئنا وياااااااااا للعار لو وجدت العلبة مفتوحة .. لا عيب في مجتمع يهتم بغشاء البكارة أكثر من من تحمله .. لا عيب في مجتمع يقتصر مفهوم العفة والشرف لديه بغشاء بكارة يعرض المرأة للرجم والسحل والقتل دون رحمة ولا شفقة وفي أحسن الأحوال تصبح منبوذة تنعت بشتى أنواع الشتائم ..
لما تنعت المرأة بالعهر والفجور إذا مارست الجنس ؟ ويعتبر الرجل "فحلا" وتزداد رجولته بعدد النساء اللاتي مرر عليهم أنفاسه القذرة المشبعة بالكبت والحيوانية ؟ لتنتشر وبصفة فضيعة حالات الإغتصاب الوحشية والشاذة في شوارعنا الشرقية وتتحول عائلاتنا إلى مجموعة من العقد والأمراض ..

#سيف_كريبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات