كهنة القرون الوسطى

سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 08:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

ما يشهده العالم اليوم هو نتاج لإبادة صارخة للرصيد الوحيد الذي لا ينضب ألا وهو الذكاء البشري لما نراه اليوم من شباب يهجر المدارس زاحفا نحو مناطق الهلاك بإسم "الإسلام في خطر" ليدافع على أٍرض ليست أرضه وعلى قضية ليست تشمله وبعيدة كل البعد حتى عن معتقداته .. شباب مراهق يحلل ويحرم يكفر ويدخل الجنة كما يشاء ومتى يشاء .. في سنه تعج بهم المدارس والجامعات في البلدان "المتقدمة" ونظرا لسنين وتراكمات صارخة للوعي الزائف يتحول إلى كائن لا بشري يسفك الدماء مسقطا راية الإنسانية رافعا راية الخراب الفكري والحضاري والإجتماعي منتهكا كل حدود المنطق ضاربا عرض الحائط كل ماحفظه التاريخ من خلال سنوات من النضال الميداني من حقوق وحريات مثل حرية التعبير والتعددية الفكرية وحرية الضمير والمعتقد ..
لست من هواة نظرية المؤامرة ولكن ما نراه اليوم هو مخطط خطير يحاكي خطط رسمت بدقة وتطلبت سنين عديدة لتطبيقها بهذه الطريقة الدقيقة كسلاح فتاك لتدمير ما تبقى من رصيد بشري وذكاء في المستعمرات وأشباه المستعمرات بتواطئ من الكبرادور الحاكم في هذه الأخيرة وتحت راية المقدس الذي جعل منه الوعي الزائف جدار لا يلمس لإرتباطه بمفاهيم الحلال والحرام وهو ما صار يخشى في لاوعينا ..
من المعهود أنه في كل الحروب وجدت مثل هذه الانتهاكات البشعة وهذه كانت نقطة الإشتراك بين المعهود والحديث إلا أن المفارقة اليوم تتمثل في أن هذه القذارة كانت إذا كشفت في حروب العالم الحديث تلاقي إستهجانا ورفضا يبلغ حد محاكمات لدول بتهمة جرائم حرب إلا أن الواقع اليوم ينتج مسخا يتفاخر بمثل هذه البشاعة ويوفر على وسائل الإعلام خطر النفاذ للمعلومة بإستغلال أحدث التقنيات لنشر فيديوهات لمثل هذه الجرائم وتنزيلها في إطار الحروب النفسية .
والحل الوحيد للخروج من هذا المأزق "الذي يتجلى في تحد صارخ لحرية الإعلام (سفيان الشرابي .. ونذير القطاري) تحد صارخ لثورات شعوب مضطهدة في محاولة قذرة لتعطيل سيرورة التاريخ وتحد صارخ لمفاهيم الكونية للإنسانية وعودة صريحة للقرون الوسطى في أبشع تجلياته حين يشرع الذبح والقتل والحرق والتنكيل بالجثث أمام مرأى ومسمع العالم أجمع ".. من خلال تغيير مجتمعي جذري بتسليح جماهير الشعب بالوعي الطبقي وزرع مفاهيم الديمقراطية بماهي بنية علوية ومفاهيم الوطنية بماهي بنية تحتية تجمعهما علاقة تأثير وتأثر لمحاولة إزالة تراكمات الوعي الزائف وتأمين الحرية بقيمها الثابتة من تعددية فكرية وحرية تعبير وحرية ضمير ومعتقد لصنع مجتمع متخالف فكريا متجانس إجتماعية بعيد كل البعد علي مجتمع متخلف فكريا متناحر إجتماعيا

#سيف_كريبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات