أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء الثاني














المزيد.....

رواية -وجع- الجزء الثاني


سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 01:48
المحور: الادب والفن
    


أغلقت تلك النافذة وأغلقت معها كل الآمال لبلوغ عرشها .. تبخرت كل أحلامي وتبخر معها أمل في فتاة نقية كينبوع ماء عذب .. ذاك الخمر اللعين .. ذاك الحظ اللعين . لا بل أنا هو اللعين .. تاهت كل سبل الحب من بين يداي في إرتدادة رمش عينها قبل أن تغادرني وأنا مغمى علي.. أصبحت كل الأيام عندي سواسي لا الليل يجلب النوم ولا النهار يذهب اللوم وعم الإكتئاب أرجاء البيت وحل معه ضيف ثقيل قال أن إسمه الإغتراب.
حاولت بكل الطرق تجاهل تواجدها في ذهني علي أبلغ النسيان لكن العجز تملكني وصارت ذكراها هيا موضوع الهذيان كل كؤوس النسيان لم تروي ضمئي إلى لقائها .. بدأ اليأس يتملكني ويغرس مخالبه في جسدي المتهاوي فلم أجد سوى الخمر الذي كان سبب هلاكي لكي يكون ملجأ من الإختناق والضيق عدت إلى الحانة ومع كل كأس أرسخ في ذهني أنها قصة لم تكتب لمناسبة وأنها نسيم عليل في فصل ربيع وقد حل الشتاء.
وفي إحدى الليالي وأنا عائد إلى البيت وجدران الزقاق تتلاقفني .. سمعت أنينا وشهقات بكاء متقطعة إهتز لها قلبي فقد كانت تأتي من آخر الزقاق أي يمكث قلبي منذ آخر لقاء بملكة عريني إتجهت مسرعا بين سقوط وزحف فقد كنت ثملا جدا أحبو كطفل رضيع وإذ بها هي .. إنها هي تبكي .. إرتعش قلبي لم أدري كيف جثوت بين ساقيها أين كانت جالسة على عتبة الباب الخشبي وكانت ثيابها ممزقة وعليها آثار تعنيف .. شل تفكيري أردت السؤال عن سبب بكائها ومن ذا الذي فعل بها هكذا إلا أنها انتفضت من الهلع ودخلت مسرعة وهمت بإغلاق الباب إلا أني إرتميت على العتبة قائلا أرجوك إني فقط أريد المساعدة ولم أعلم كيف إنهمرت الدموع من مقلتي .. فتريثت قائلة ماذا تريد اما كفاكم نهشتم لحمي ورميتموني عظما أما كفاكم أنغراز مخالب شهواتكم الحيوانية في لحمي وتداعت أمامي .. فصرخت فيها من هذا الذي نهش لحمك .. من غرز مخالبهم في كيانك أجيبي .. قالت لقد أغتصبت من أمثالك ولم تنفع صرخاتي فصخب الحانة لا يترك مجالا للإستغاثة .. لم أتمالك نفسي فنهضت محاولا التوجه للحانة باحثا عن الذئاب البشرية من إغتصبوا عذراء مملكتي وأنا أصرخ كلاب .. كلكم كلاب وإذ بيدها تغلق فمي وهي تتوسل أرجوك لا تفعل هذا أسترني سترك الله أرجوك إني وحيدة في هذه الدنيا وغريبة عن هذه البلدة أرجوك وكان بكاؤها وشهقاتها يمزقان قلبي فأصبت بالخرس وإلتفت إليها كانت عيناها محمرتان من شدة البكاء وهناك نزيف على مستوى شفتيها اللاتي أصبحت أسير سحرهم ولكن لم أجد الإبتسامة لقد نهبت من فمها الأبتسامة وإرتسمت آثار مخالب مجتمعي ذكوري حقير ينظر للملاك على أنه وجبة شهية على مائدة غريزته الحيوانية .. حاولت تضميد جراحها النفسية فقد كنت أخاف أن تهلع مني لمسة يدي إن إقتربت منها أكثر وقلت لها أنت الأنقى وستظلين في نظري الأنقى مهما نهشت أنياب الكلاب لا تهلعي فعذريتك ليش غشاء بكارة ينفض على طاولات عهرهم بل هي أخلاق دفينة لم أرها في جل نساء الدنيا وسأكون لك السند والصديق والخليل متى إستوجبني ذلك يا ......... وتراجعت في صمت مرددا في داخلي يا من أسرتني يا من كبلتني بقيد قلبك الخالد يا من عشقت وألفت وأحببت وعدت أدراجي أنا أكاد أنفجر غضبا وسخطا على عالم قذر عاهر وما إن دخلت بيتي حتى رطمت رأسي بالحائط لما حل بملكة عريني وعرشي .. يا مدينة عاهرة أختطفت براءة ملاك طاهر لإرضاء شهوات شيطان لعين وتوجهت إلى النافذة فتحتها فوجدتها فاتحة نافذتها مستلقية على الأريكة تنحب جروحها وجسدها المنتهك وجلست ليلي أراقبها كي لا يصيبها مكروه حتى نامت من شدة الإنهاك وجثوت أنا باكيا حالها حتى بزغ فجر يوم جديد مكلل بأحزاننا وأنا لا أزال لم أفارقها بنظراتي



#سيف_كريبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -وجع- الجزء الأول
- القطر التونسي وتداعيات المسألة الوطنية
- لن تسكت شهرزاد
- الجهل الجنسي المقدس
- الماركسية اللينينية .. والمناضلين -الجدد-
- -أبناء الفعلة-
- كهنة القرون الوسطى
- -الإرهاب لا دين له-؟؟
- -النهقة ونداء الخراب .. ضد الإرهاب-


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء الثاني