أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - الحلولية الجزئية














المزيد.....

الحلولية الجزئية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 12:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحلولية الجزئية

عماد صلاح الدين

توصل المرحوم العالم الدكتور عبد الوهاب المسيري، إلى فكرة مقبولية ومعقولية العلمانية الجزئية، تلك التي تنظر إلى أساس ومنطلق الوجود الإنساني على الأرض، الغالب عليها غلبة الوقائع والأحداث السائرة جميعها، ضمن نسق المعادلات والقوانين؛ سواء التي تم الاهتداء إليها بالمعرفة والاكتشاف، أو التي لا زالت طي الغيب العلمي حتى هذه اللحظة، ضمن النسق الأعلى للنواميس الكونية عموما.

إنها فكرة تتعامل مع التفكير العلمي لمجالات الحياة، ومع المناهج العلمية التطبيقية ووسائل وأدوات تنفيذها؛ إنها منظومة المحاولة الجادة والمتوكلة بعد الأخذ بأسباب التحقيق المعتمد على مجمل عناصر الإدخال ومن ثم المعالجة وأخيرا المخرجات، ضمن نسبية مفتوحة باستمرار حتى انتهاء الكون كله(قيامة القيامة)، أو هو هذا الاجتهاد الإنساني بمرجعياته المختلفة، بما فيها أساسا مرجعية الدين والقيم والأخلاق الإنسانية.

والعلمانية الشاملة وان كانت تتخذ من التفكير العلمي منهجا، إلا أنها تنكر فكرة التجاوز الديني، وترى الأشياء جميعها على سطح واحد، دون أدنى تركيبية إنسانية، وهي تؤمن بالغيبية العلمية وفي الوقت نفسه تنكر الغيبية الدينية.
ولقد كان من نماذج العلمانية الشاملة التجربة النازية، حيث كانت المثال الصارخ عليها، مع أن عموم التجربة الاستعمارية الغربية، بما فيها اليوم الولايات المتحدة الأمريكية، خرجت من نسق الأحادية المادية غير المؤمنة بالثنائيات.
واعتقد أن العولمة والاستهلاكية هي التجلي المباشر للعلمانية الشاملة، كنسق ذهبت إليه الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية ستينيات القرن الماضي، وان كانت تطبيقاته الثقافية والعملية بشكل بارز مع نهاية الحقبة السوفيتية عام 1989.
والعلمانية الشاملة تلتقي مع الحلولية الشاملة الاثنية والوثنية، التي تختصر الإله إما في الإنسان أو الأرض(الوطن أو القومية) أو الطبيعة وقوانينها. وهي تستخدم أشكال الممارسة الدينية في قالب من العنصرية، وما يترتب عليها من استعباد و استبعاد الآخرين واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم وإبادتهم أو ترحيلهم( ترانسفير) إما إلى بقاع أخرى أو نهائيا كما حدث مع شعوب أمريكا الشمالية وكندا وبعض دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا الأصلية، وكما حدث أيضا مع الفلسطينيين أواسط القرن العشرين الماضي، على يد عصابات المشروع الصهيوني (إسرائيل)، وبالمناسبة فان الحركة الصهيونية ومشروعها تعتبر من نسقيات العلمانية الشاملة والحلولية الشاملة، ولذلك نجد شعارات صهيونية من مثل شعب الله المختار وارض بلا شعب لشعب بلا ارض، وان الفلسطينيين والعرب عبارة عن حشرات وصراصير وأفاعي وحيوانات برية متوحشة أخرى، وتأتي الاسباغية التبريرية عبر أشكال اثنيه ووثنية طبقاتية من الحاخامية، هي في الأساس لا سند لها من صحيح دياني يهودي في نسقه وطبقته التوحيدية.

والحلولية الجزئية المعقولانية المقبولة، وهي تلك المساحة النفسانية الروحية في عموم الشعور المتكامل لغاية التجسير والتربيط المطلوب بين غاية إدراك التوحيد السماوي وبين مراحل ودوائر وأمال وتهويمات وتطلعات وخليط أحاسيس، لها من الطبيعية الرحيمة أساسا، ومن عوامل وحقائق الموجود فعليا؛ بين مجتمعات تعاني وأخرى تحاول النهوض وثالثة قد استقر لها الحال في عموم المبتغى والمأمول على وجه الاجتهاد والنسبية.

وكأني بالتوحيد السماوي في صحيح انسجامه بين فكرة أو مفهوم وتجلياته في النفس الإنسانية والممارسة، حالة اقتصارية إلى حد قريب على الرسل والأنبياء عليهم السلام، وكأني بها منارات وشموس وأقمار صعب على تركيبيتنا الإنسانية إدراك كنهها وسلامة الوسائل إليها مباشرة.

وأظن أن أصحاب وأتباع وحواري الأنبياء والرسل أنفسهم هم كبقية الناس إلى يوم الدين، كانوا يعيشون مساحة التهويم والحلولية الجزئية بين سعي الإيمان والتطلع إلى الأمل في المساحة الممتدة من نشاط الحياة المادي على الأقل.
وعليه أرى أن الحلولية الجزئية تلتقي مع العلمانية الجزئية، وهما يقعان في دائرة المعقول والمقبول إنسانيا.

تحتاج المجتمعات الضعيفة، وهي في سعيها إلى النهوض والتقدم إلى مساحة متقدمة من التهويمات والتطلعات والآمال كي تجتاز الصعوبات وأوضاع الاحتلال والجهل والفقر والمرض( حالة توليدية إبداعية وابتداعية على مستوى كلية الشعور الخاص والعام وعلى مستوى المتحققات في عديد مجالات الحياة)
وهي تميل أي مساحة التهويم والحلولية الجزئية إلى شيء من الاعتدال والتوازن، حين يتحقق للمجتمع معقول نهوض واستقرار، فتتشكل بنى الإنسان واجتماعه ضمن علائق إنسانية أخلاقية وقيمية(الهيومانية أو النزعة الإنسانية)

لكنه على أي حال، قد يصل الأمر بمجتمعات القوة والمقدرة المتحققة إلى نسبة متقدمة من التفريط أولا بالمنارات القيمية والأخلاقية الدينية وبمساحات المتاح والمبدع والمبتدع من التهويمات والتأملات الطبيعية والتفكرية، فنصل عندها إلى الحلولية الشاملة والعلمانية الشاملة، ونكون بصددها أمام حضارة الشيء المتوحشة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني


المزيد.....




- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...
- بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يدينون قصف الاحتلال كنيسة الل ...
- دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه ...
- واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- إدانات دولية لاستهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة والفاتيك ...
- جمعية الشبان المسيحيين في القدس.. تاريخ طويل من الخدمة والدع ...
- لوموند | اعتقال -عشرات- من -اليهود- في إسرائيل بشبهة التجسس ...
- وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية يؤكدون دعمهم لسيادة سوري ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - الحلولية الجزئية