أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟















المزيد.....

لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 11:11
المحور: القضية الفلسطينية
    



إن طريقة التعامل الغربي (الاستعماري الكولونيالي) مع المنطقة العربية الإسلامية، منذ قرنين من الزمان وحتى الآن، تقوم على قضيتين أساسيتين، وهما1- تقسيم المنطقة العربية إلى أقطار بما فيها المنطقة الإسلامية عموما، تصل إلى حوالي 51 دولة كخطوة أولى، ومن ثم العمل على تقسيم هذا المقسم إلى كيانات عرقية ومذهبية ودينية، كما هو حاصل اليوم في غير بلد عربي 2- العمل بالتوازي مع التقسيم أعلاه، على القضاء على البنية الثقافية الحضارية التي بحاجة إلى إعادة إطلاق وإحياء؛ بتهيئة الشعوب العربية والإسلامية لها، من النواحي الثقافية الأخلاقية والإعلامية والاجتماعية، وضمن تاطير سياسي استراتيجي، يأخذ بعين الاعتبار مستقبل هذه الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، ضمن منظومة عمل أخلاقي إنساني، ذي أبعاد حضارية عالمية.
لقد كان استهداف المنطقة العربية، يقع في محورين أساسيين الأول؛ هو تقسيما عبر اتفاقية سيكس بيكو لسنة 1916، ومن ثم إحلال الصهيونية السياسية العسكرية، كجماعة وظيفية استيطانية خادمة لمصالح الغرب الاستعماري في المنطقة، محل شعب بأكمله تقريبا، من خلال التهجير والتطهير العرقي ثانيا. وهذان المحوران الآنفان، هما خطوتان متتاليتان ومترابطتان، في سياق تقسيم المنطقة وإخضاعها للنفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي،(الاستنزافي والاستهلاكي) ونهب الثروات والمقدرات فيها، لصالح المركزية الاستعمارية الغربية، وفي القلب منها - منذ عقود وحتى اليوم- الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض أطراف المركز الاستعماري في أوروبا الغربية.
إن تقسيم المناطق والبلدان في أي عالم وزمان، كان من قبل أي قوة مستهدفة لها، بحاجة إلى تربة ومناخ مهيأين لها، وهي أن تكون شعوب هذه البلدان، في حالة من الضعف والجهل، وتفشي الأمراض النفسية والاجتماعية فيها، ووجود ظاهرة الانقسام المؤسس لهذا التقسيم والاستهداف، القائم على التناحر القبلي والاجتماعي والديني المذهبي، وحتى السياسي، في هكذا بلدان ودول.
وللأسف، إن هذا التناحر أعلاه، تعاني منه فلسطين، والعالم العربي عموما، وكذلك الإسلامي، منذ عدة قرون تجليا وتحديدا في القرنين التاسع عشر والعشرين، وحتى اليوم بشكل يتفاقم سوءا.
في الشأن الفلسطيني، فان هذا الاحتراب قام منذ سنوات ما قبل الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948، ومنذ قبل الانتداب البريطاني الذي هيأ لمشرع الإحلال الصهيوني الاستيطاني في فلسطين، ما بين قيادات الثورة الفلسطينية نفسها، وما بين قيادات العائلات في حينه ومن تبعهم، سواء بين عائلة الحسيني أو النشاشيبي آو غيرهما، و كان مركز هذا الصراع العائلي والقبلي في القدس ذات الثقل التراثي والديني التاريخي.
إن حالة الانقسام الفلسطيني اليوم (العامة)، وغير المقصورة على حركتي فتح وحماس؛ ذلك لان قطاعا عريضا سياسيا واجتماعيا وفصائليا إما محسوب على الحركتين المذكورتين مباشرة، أو بصورة غير مباشرة في الأراضي المحتلة عام 1967، وحتى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بخصوص الميل إلى هذه الحركة أو تلك، هذا فضلا عن الشتات الفلسطيني وموقفه الموزع بين الحركتين الكبريين في الساحة الفلسطينية.
وحالة الانقسام أعلاه، التي تأكدت وترسخت منذ عام 2006 -2007، عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة، ومن ثم أحداث غزة يونيو حزيران 2007، هي مؤسسة على واقع الناس الأخلاقي والثقافي الاجتماعي والثقافي السياسي الموجود في فلسطين المحتلة تحديدا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عقود طويلة، والقائم على الحالة القبلية العائلية الاجتماعية، ونخبوية الأداء والنشاط الثقافي السياسي الاجتماعي بل وحتى النضالي المقاوم (بالمعنى الرسمي والانضباطي على شرائح وفئات اجتماعية بعينها في المشد الفلسطيني عموما )؛ بمعنى انه من اليوم الأول، لم تكن هناك بنية أخلاقية وثقافية سياسية وطنية جامعة، لمشروع وطني فلسطيني، فيه من القواسم المشتركة على الصعيد الوطني، واللازمة لعملية سير النشاط العام، للتحرير وتقرير المصير، على صعيدي الإنسانية والوطنية.
والقول، أن غياب البنية الوطنية أو العمل على تاطيرها، في نسق الحد الأدنى، ومن خلال واقع الناس (الشعب الفلسطيني) نفسه، و الذي أسس لواقع الانقسام العام (ليس بين فتح وحماس، كما يحلو للبعض؛ عن قصد أو غير قصد، عن علم أو عن جهل، الإطلاق عليه. ولا انتخابات 2006، ولا حتى اتفاقيات أوسلو لعام 1993، وإنما كل هذه نتاج حالة الخلل البنيوي للإنسانية والوطنية الفلسطينية).
إنها بنية الناس الضعيفة والمفككة، عبر مكونات الجهل والمرض والفقر والحالة الأخلاقية الثقافية الاجتماعية القاعدية السيئة، التي يحياها الفلسطينيون سواء في أرضهم المحتلة أو حتى في المخيمات، منذ أكثر من ستين عاما. كل هذا، أسس لهذا الواقع الفلسطيني المنقسم على ذاته، بشكل ظاهر وجلي، منذ سنوات قريبة، كمآل للحال الموصوف أعلاه.
إن من سمات المجتمعات الضعيفة، والمتشككة بذاتها، قبل تشككها في الآخرين، (سواء بأفرادها أو جماعاتها أو أحزابها أو قياداتها) تكثر فيها الاتهامات المتبادلة، والتراشقات التحقيرية والتخوينية، في السياسة وعلى وسائل الإعلام، إلى حد الوصف المعمم والمطلق بالجاسوسية والعمالة للأجنبي، أو الاصطفاف مع المحاور الإقليمية والدولية. حتى أن الإنسان العادي حين يراقب بعض التصريحات والمواقف والتصرفات، يظن أن هذا الفريق وحزبه غارق في العمالة حتى أذنيه. طبعا هو ليس عميلا ولا حزبه، وإنما هي حالة الضعف وبنية المجتمع نفسها، التي هو جزء منها، شئنا ذلك أم أبينا. وهي التي ولدت أنماط هذه الأحزاب وقياداتها، وجعلتها تظن أن أقصى درجات الوطنية والأخلاقية السياسية، هي الطعن بهذا القائد أو الحزب الفلسطيني أو ذاك.
انه الحقد المجتمعي، من أفراد المجتمع على بعضهم البعض، ومن أحزابهم على بعضها البعض، وقادتهم على بعضهم البعض أيضا. وهي ظواهر سياسية واجتماعية وثقافية وحتى اقتصادية مادية استهلاكية، تتأسس وتظهر في نمط المجتمع الضعيف، في البنية الكلية، والذي يكون من سماته الانحلال والتفكك. وفي الطريق يبدو أن عمومية الحالة المرضية في النهاية لا تستثني أحدا.
والوحدة الوطنية معناها وفق ما تم تفصيله، وبالاستنتاج، هي بناء المجتمع السليم أولا؛ من النواحي الأخلاقية والثقافية، وفي الاجتماع والاقتصاد، وفي الصحة والتعليم. وفي الحالة الفلسطينية، نحن بحاجة إلى بناء مجتمع، تكون جذوره ضاربة وممكنة، في مواجهة الأحقاد والأنانيات، والتصدي لعقلية التواكل والاستهلاكية المعولمة، وكذلك في مواجهة المخطط الربوي المستغرق والمستنفذ للقدرات الإنسانية نفسها، وللإمكانات المالية، وللأشواق الوطنية، في التحرر وتقرير المصير، والتي فرضت علينا كفلسطينيين وقيادة رسمية، في إطار اتفاقات أوسلو، وبالخصوص اتفاقية باريس الاقتصادية لسنة 1994.
والأمر يتعلق بدور البنك الدولي، والدول المانحة، التي تعمل ضمن سياساتها المالية تجاه فلسطين، على تخريب البنية الذاتية والإنسانية المتبقية، في موروث الشخصية الفلسطينية الجمعية، في الأراضي المحتلة عام 1967.
والحاجة باتت ماسة إلى جهد توعوي، في سياق تكريس الوطنية الفلسطينية، عبر نشاط اجتماعي أصيل عام، يخرج من طلائع المجتمع الفلسطيني، ويعمل فيما يعمل على المشاركة مع الأسرة الفلسطينية، في عملية توليد وإنتاج جيل فلسطيني يتمتع أولا، بالحد المعقولي والمقبول من الصحة الاجتماعية (شبه المفقودة في أوضاعنا الحالية)والصحة الأخلاقية والتعليمية الثقافية، ومن ثم ليكون صحيحا وواعيا في انخراطه النضالي والسياسي والعسكري في مواجهة الاحتلال ومشروعه العنصري ثانيا، ليس في مواجه الفلسطينيين وحسب، بل في مواجهة العالم العربي ونظمه الحاكمة، بل وكل دولة ومنطقة في هذا العالم، تبحث في سيرها وهدفها، عن المعايير الإنسانية الحقيقية في التقدم والرخاء.
بل أكثر من ذلك، ذلك الفلسطيني الذي يعي ويعرف كيف يوصل الرسالة الحضارية للإسرائيليين، (الناس العاديين منهم إن جاز التعبير هنا)بان المشروع الصهيوني نفسه هو ضد إنسانيتهم وطموحهم وأهدافهم، في عالم من الإنسانية مشترك؛ آمن ومتعدد ومتنوع



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل
- هل سنشهد مستقبلا اجتياح المقاومة للمغتصبات الصهيونية؟
- البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟