أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - تعقيل المستوطن الصهيوني















المزيد.....

تعقيل المستوطن الصهيوني


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 14:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعقيل المستوطن الصهيوني
عماد صلاح الدين
إن المشكلة في الأساس تكمن في العقلية الاستعمارية الغربية في تعاملها مع الشعوب الأخرى، إنها مشكلة تقع أساسا في سياقين، من خلال التجارب الاستعمارية الغربية، السياق الأول هو الاحتلال العادي التقليدي، والسياق الثاني هو الاحتلال الاستيطاني الاحلالي القائم على التطهير العرقي والإبادة ونفي الآخر، وكأنه شيء من الأشياء يخضع للترانسفير النقلي من مكان إلى آخر أو الترانسفير الافنائي بالنقل إلى العالم الآخر .
إنها عقلية إما الاستعباد أو الاستبعاد كليا أو جزئيا بخصوص هذه الأخيرة، وهذه لها شواهد في الاستعمار الفرنسي للجزائر منذ أواسط القرن التاسع عشر أو في جنوب إفريقيا قبلا وبعدا من الناحية الزمنية، أو ما حل بالسكان الأصليين في أمريكا الشمالية.
والمستوطن الصهيوني لديه نفس العقلية الاستعمارية الغربية، بل هو بالأحرى وفي الوظيفية المرسومة له تطبيق وتجل من تجليات الفكر الاستعماري الغربي في المنطقة العربية الإسلامية، باعتبار فلسطين البلد الواصل بين دفتي المشرق العربي والمغرب العربي، وباعتبارها تطل على البحرين الأحمر والمتوسط والبوابة الشرقية لأعظم تجمع إنساني وسكاني في المنطقة العربية والمقصود هنا مصر .
من خلال تتبع سلوك المستوطن الصهيوني الإسرائيلي في تعامله مع الشعب الفلسطيني، سواء في بداية الاستيطان الاحتلالي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أو في مراحل التحركات الهوياتية والقومية الدينية للعرب الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين 1929 ثورة البراق، أو في الثورة الفلسطينية والإضراب الكبير 1936- 1939.
أو ما بعد جريمة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين عام 1948 وبعد ما تبقى من أرضهم وبلدهم عام 1967، نجد أن العقلية الاستيطانية الصهيونية وممارساتها على الأرض دائما تقوم على اعتبار أن الفلسطيني العربي غير موجود في الأساس، وانه عبارة عن كائنات حيوانية كالثعالب والذئاب في الفيافي والصحاري لا أكثر؛ لا حقوق طبيعية ولا قانونية ولا إنسانية ولا سياسية له في ارضه و في علاقته مع الآخرين وقت السلم والاحتلال. إنها مسألة نفي الهوية والقومية والتاريخ وحقيقة المشغولية الجغرافية بالمواطنين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين عبر قرون متطاولة في الإيغال والقدم، وما يتأتى على ذلك من حضور ثقافي وحضاري معروف ومشهود في الدائرة الإنسانية والتاريخية الكبرى التي نعيش.
إن المستوطنين الصهاينة ينكرون الوجود العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه من جانبين :
أ‌- الجانب الطبيعي الأولي والابتدائي كأناس لهم وجود إنساني هوياتي وقومي جامع.
ب‌- الجانب التحرري لحركاتهم القومية والوطنية؛ إذ أنهم يعتبرون ذلك من قبيل العصابات والجماعات الإرهابية المسلحة .
ومع أن طبقاتهم السياسية والأمنية العليا، سواء أكان بن جوريون أو شاريت أو اسحق رابين في لحظات الصدق مع النفس أحيانا، وأمام حشودهم وتجمعاتهم العاملة في الحركة الصهيونية والكيان الإسرائيلي، يقرون أن الحراك العربي الفلسطيني لا يمكن أن يفسر بتفسير العمل العصابي أو الإرهابي، وإنما هو لدوافع قومية ووطنية لا يمكن لعاقل تجاهلها أو إنكارها.
وحتى في الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية انتفاضة الأقصى عام 2000 وما بعدها في الحروب المسعرة والمستمرة على الشعب الفلسطيني على قطاع غزة 2006 ، 2008-2009 – 2012 والحرب الأخيرة 2014 بما فيها الهجمة الشرسة الإجرامية والاستيطانية على الضفة الغربية المحتلة، وتدمير النمط الأخلاقي والاجتماعي الاقتصادي الممنهج، يرى المراقب أن عقلية الاستبعاد والتطهير العرقي ونفي الفلسطيني هوية وقومية بل ووجودا، لا زال مسيطرا على العقلية الأساسية للمستوطن الصهيوني ذي الوظيفة الاستعمارية الاستيطانية القتالية نيابة عن الغرب الاستعماري في أوروبا أو في أمريكا الشمالية .
والمراقب يلحظ أيضا المفارقة التالية في صورة المشهد للمستوطن الصهيوني، وهو أن هذا المستوطن تحديدا منذ اتفاقات أوسلو سنة 1993 وحتى قبل قيام انتفاضة الأقصى عام 2000، وحين كان المستوطن الصهيوني منتعشا ومنتشيا بسبب فترة الهدوء، وان كانت على أي حال متقطعة بسبب العمليات الفدائية والاستشهادية التي كانت تشنها حركتا حماس والجهاد الإسلامي في عمق إسرائيل ومدنها، هذا المستوطن يزيد وبوتائر متعالية من نشاطه الاستيطاني سواء في الضفة الغربية أو القدس المحتلة، تحديدا في قطاعها الشرقي ومن ثم تضاعف الاستيطان تبعا لذلك مرات ومرات مضاعفة.
وهذا يدل في مؤشره الرئيس والدال، على أن العقلية الاستيطانية الصهيونية، تنظر إلى الفلسطيني على انه غير موجود، وان كانت له علامات للوجود من خلال حراك انتفاضي أو ثوري وصم حراكه على انه إرهابي، وهو في الأساس والحقيقة حراك مقاوم يريد التحرر وتقرير المصير كبقية شعوب الأرض صاحبة الحضور والثقافة والحضارة المختلفة والمتنوعة.
ومع أن المستوطن الصهيوني في أحوال الهدوء، قد يقدم بعض التسهيلات المرورية والتحركات الاجتماعية والاقتصادية النشاطية هنا وهناك، لكنها لا تعبر ولو بالحد الأدنى عن حقوق شعب يريد حقه الإنساني في الحرية أولا ومن ثم الاستقلال .
في المقابل وتحديدا في الانتفاضتين الفلسطينية الأولى والثانية، وهذا الحراك المقاوم في غزة، والحضور المتواضع جدا لأسباب معروفة في الضفة الغربية، نجد المستوطن الصهيوني حينما يتعرض للخوف الحقيقي على حياته وأمنه ونشاطه الاقتصادي ومستوى استهلاكيته ورفاهيته من أعمال المقاومة الفلسطينية، والتي تعمل على هزهزة وزعزعة أمنه الكياني العام، نجده قد بدأ يقتنع بدرجة نسبية ما ومعقولة في مؤشراتها، بان هناك بالفعل شعب اسمه الشعب الفلسطيني؛ له ارض مغتصبة وقد شرد عنها، وله أيضا ثقافته وهويته الوطنية.
نعم يتعقل هذا المستوطن ولو قليلا، وان كان يعاند ويرد بعنف إجرامي وجنوني في مراحل زمنية بعينها، ثم يدرك، ولا بد له أن يدرك، أن الشعب الفلسطيني له حقوق؛ من حقه الطبيعي والسياسي أن يحصل عليها. وتخرج عندها أصوات المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ومن قطاعات الناس في المجتمع الإسرائيلي، ومن بعض مثقفيهم، ومن بعض ضباطه الاحتياطيين للعسكرية الإسرائيلية، والذين يبدؤون بالفرار من الخدمة العسكرية، بل والاختباء حتى ولو في خزانة ملابس بيتية ، معلنين انه لا بد من التعقل والانسحاب من مناطق سكانية فلسطينية هنا وهناك في الضفة الغربية، أو كما جرى عمليا في الانسحاب من قطاع غزة عام 2005 .
لان الحال، وتحت ضغط المقاومة والمحاورة المسلحة، كما ذهب إلى ذلك المصطلح المرحوم العالم الدكتور عبد الوهاب المسيري سوف يتشكل على إثرها وعي إسرائيلي، يدرك، ولو تدريجيا ورويدا رويدا، بان الشعب الفلسطيني حقيقة إنسانية وتاريخية وحضارية، لا يمكن إلغاؤها أو تجاوزها .
ويكون هذا الوعي الصادم مناقضا وهادما للأسطورة الخرافية الصهيونية القائمة على شعب بلا ارض لأرض بلا شعب.
ومن هنا تأتي أهمية العمل المقاوم في جانبه العسكري المسلح، في تعقيل هذا المستوطن الصهيوني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب الأدوات الأخرى في الصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري التطهيري والتمييزي.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل
- هل سنشهد مستقبلا اجتياح المقاومة للمغتصبات الصهيونية؟
- البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي
- منطق الازمة المالية في الضفة الغربية
- لماذا الازمة المالية في السلطة الفلسطينية؟
- هل نحن في فراغ من المشروع الحضاري الاسلامي؟
- من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى
- نكبة.... ام قابلية للانتكاب؟!
- القضية 101/2007: سابقة القضاء الفلسطيني في التعويض عن الاعتق ...
- هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟
- الحرب على غزة اولا
- حين يراد تحويل الديمقراطية الى ايديولوجيا!
- الثورات العربية في ميزان الشريعة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - تعقيل المستوطن الصهيوني