أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات














المزيد.....

إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 14:59
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



هل معنى أو من معاني حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ومن ثم تقرير مصيرهم بالعودة إلى أراضيهم وبيوتهم ومزارعهم ومصالحهم التي هجروا عنها، في أكثر من مشروع طرد وترانسفير صهيوني إسرائيلي خلال القرن الماضي، هو أن يتم حشرهم في مخيمات ومناطق مكتظة، لا تصلح للعيش الآدمي، وضمن ظروف صحية واجتماعية، بل وتهميش مقصود يقتل كل قدرة على عيش كريم، أو تطلع نحو مستقبل يتم فيه تحقيق التحرير أو تقرير المصير؟
كمراقب أجد الاستهداف والتهميش، ومفاقمة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين سوءا، وبشكل مقصود من أطراف عديدة سواء الاونروا التي أسست خصيصا لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين، أو من الأطراف العربية الرسمية التي يتواجد في بعض بلدنها الفلسطينيون المهجرون، أو من السلطة الوطنية الفلسطينية ومن الاحتلال الإسرائيلي، وباستمرار غير منقطع، ومفهوم.

ولا اعرف هل التفقير والتهميش والإذلال، ومنع الخدمات الصحية والتعليمية، وحشر هؤلاء اللاجئين في غيتوات أو معازل يطور شخصيتهم الإنسانية والوطنية، ومن ثم يفجر الطاقات الكامنة فيهم، نحو العمل والتفاعل، صوب هدف المشاركة الوطنية الواعية، قصد التحرير وتقرير المصير؟
كم مرة سيموت اللاجئ الفلسطيني جوعا وقهرا ومرضا وإعلان حرب عليه في مخيمه،سواء في الأرض المحتلة عام 1967، أو في لبنان وسوريا والأردن وفي عراق مع بعد الحرب وغيرها.
إن أبجديات الفهم الإنساني والاجتماعي أن الإنسان الذي يقع أو يتم وضعه في الظروف أعلاه، لا يستطيع تحقيق منجزات في إطارها العادي، فما بالنا حين يتعلق الأمر بالنظر الاستراتيجي، لتخليص شعب واقع تحت الاحتلال؛ من واقع الظلم والتمييز والطرد والاستعباد والاستبعاد.

إن الاونروا حينما تم تأسيسها كوكالة متخصصة لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين عام 1949، وتحت رعاية هيئة الأمم المتحدة، لم تكن فكرة ولا عملا بريئا كما يعرف كثيرون، ولكن الهدف منها كان شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين والعمل على توطينهم ودمجهم في المجتمعات التي يتواجدون فيها، مقابل تنازلهم عن حق العودة.
ولكن الفكرة الآلية غير البريئة أيضا هي حشر هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات مكتظة ولا إنسانية، وجعلها سهلة الاستهداف من خلال البنى الواقعية والاجتماعية فيها؛ فنجد العدوان تلو العدوان والمجزرة تلو المجزرة بحق هذه المخيمات الفلسطينية، ومن كل الأطراف- للأسف- محلية وعربية وبالطبع إسرائيلية، هذا بالإضافة إلى النظرة الاحتقارية من المحيط الواحد والمجموع النسيجي نفسه(الفلسطيني- الفلسطيني) حين يتم التعامل معها وكأنها حالة أخرى(غيتو)، كما هي النظرة للأسف إلى التجمعات الغيتوية اليهودية، والنظر إليها محليا من الأوروبيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين المنصرم.

لذلك، فان تمتع هؤلاء اللاجئين بحقوقهم الإنسانية والخدمية والمدنية، لا يعني توطينهم، بل إنني أرى أن مسالة التعلق بفكرة عدم التوطين شكلا، هي مسالة تبريرية اعتذارية لتمرير فكرة التوطين بالتعويل على اليأس والإحباط المتوقعين، بسبب الظروف المهينة واللاانسانية بحق اللاجئين الفلسطينيين.

عليه، يجب على وكالة الاونروا أن تقوم بواجبها الأخلاقي والإنساني، وبالتعاون وبالتنسيق مع الجهات الدولية بما فيها هيئة الأمم المتحدة، ومع الأطراف الأخرى في الإقليم، في توفير ظروف معيشية مناسبة على الأقل في حدها الأدنى، بما فيها تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العيش في أماكن عادية ومفتوحة مناسبة، كما السكان الآخرين، وليس أن يكون قدرهم باستمرار الحشر في تجمعات مغلقة وقاتلة، فحق العودة وتقرير المصير ضمانتهما المقدرة العمومية والمتكاملة للإنسان الفلسطيني لاجئا أو غير لاجئ، وليس حالة الضعف والمرض والجهل والتفقير المتعمد لهم، ثم إن حق العودة هو مفهوم وشعور حضاري واعي وممكن.

أرجو ألا يفهم من الكلام أعلاه، أنني أدعو إلى إزالة المخيمات كحالة رمزية في المخيال الجمعي للشعب الفلسطيني، ولكنني أرى ضرورة تقليص الحالة الواقعية لضغط مجتمع المخيم على اللاجئين أنفسهم.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات