أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عماد صلاح الدين - الانتخابات والاحتلال














المزيد.....

الانتخابات والاحتلال


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 12:43
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الانتخابات والاحتلال


حالة الانتخابات وتجاربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، تكاد تكون النادرة الوحيدة في التجربة المعاصرة، في ممارسة الديمقراطية؛ فالفلسطينيون يرزحون تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهو احتلال - كما هو معروف- غير عادي أو تقليدي، فهو احتلال استيطاني إحلالي مرتبط بمشروع أو مشاريع استعمارية استغلالية كبرى ومتداورة في المنطقة العربية الإسلامية، بمعنى أن تراكم التجربة وبالتالي الاستفادة من تجارب ممارسة الديمقراطية في الأراضي المحتلة يكون تقريبا منعدما، لان أي خيار شعبي فلسطيني سيكون مجردا من أهداف وطنية وسياسية عليا، تصبح في صالحه، من وجهة النظرة الإسرائيلية وشروطها.

إن الانتخابات التي تريدها أو تقبل بها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الأراضي المحتلة لعام 1967، يجب أن تنصرف فقط إلى تسيير أمور ونشاطات سلطة الحكم الذاتي الخدمية والمدنية، وبصرف النظر عن كل ادعاء أو تثبيت فلسطيني من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين دولة مراقب غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ذلك رغم كل قيمة قانونية أو عرفية للقانون الدولي، فيما عدا قرارات مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع وبشكل انتقائي أيضا، فان الغلبة تبقى في المنظور الدولي السائد للقوة التي تحكم العلاقات الدولية وسوابقها التطبيقية على ارض الواقع.

وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وهما تقبلان مبدأ وممارسة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، سواء في ذلك انتخابات عام 1996 أو 2005، 2006، فهما تضعان من الشروط المفروضة في أوسلو في الأساس أو المتبناه من قبل الرباعية الدولية بالاعتراف بها ونبذ العنف والإرهاب وتجريم المقاومة وملاحقتها، كل هذه الشروط قبل الانتخابات الأولى أعلاه وبعدها وصولا إلى الانتخابات الثانية وما تلاها حتى اليوم أدت إلى:

1- ترسيخ شكلية المناداة بممارسة سياسية مفرغة من مضامينها في التداول السلمي للسلطة وتحقيق العدل والحريات الخاصة والعامة للناس، ذلك أن الشعب الواقع تحت الاحتلال أولويته الأولى والقصوى هو طرد الاحتلال وتحرير أرضه، ومن ثم بناء القواعد المادية والاجتماعية المؤسسية المبنية على أصول الممارسة العلمية والعملية، ليتحقق أولا ما يسمى بالعدالة الاجتماعية التي يقوم عليها نخب في السياسة والعلم والثقافة، وفي مجالات أخرى، وبمشاركة الجميع الوطني، ولفترة معقولة، ودون استبداد أو احتكار للسلطة، إلى أن تكون الطريق سالكة نحو الديمقراطية السياسية.
2- أدت الانتخابات تحت الاحتلال إلى تدشين مبدأ الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بشكل واضح، إلى حد الاحتراب الأهلي في سنة 2007، والتي ما زالت تداعياتها الكارثية على الشعب الفلسطيني مستمرة حتى اليوم، ودون وجود إرادة حقيقية للتطلع إلى أفق عملي لانجاز مصالحة فلسطينية فاعلة.
3- أدت الانتخابات إلى قمع الحريات للفلسطينيين، ومنعت حرية الرأي والتعبير، والى تهميش قطاعات من الشعب الفلسطيني من المشاركة ومن نيل حقوقها، في غير قطاع عام وخاص.
4- أدت الانتخابات إلى حصار قطاع غزة والحرب عليه باستمرار لأكثر من ثماني سنوات وحتى اليوم.
5- أدت الانتخابات إلى ضرب بنى المقاومة في الضفة الغربية.
6- أدت الانتخابات إلى القضاء على البنى الاجتماعية والخيرية الموجودة في الضفة الغربية.
7- أدت الانتخابات إلى زرع الأحقاد في المجتمع والشك بين أفراده وتفسيخ نسيجه الأخلاقي والاجتماعي.
8- أدت الانتخابات إلى ايجاد الذرائع الإسرائيلية واستغلال الفرص في تكثيف ومفاقمة العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.
9- أدت الانتخابات إلى تنفيذ برامج مالية ومشروعات مشبوهة أدت إلى إغراق الناس في هموم فردية وتكريس أمراض اجتماعية ناتجة عن التنافس على الاستهلاكية والشكليات الفارغة، وفرغت إرادة الناس من كل قدرة على صبر وتحمل ظروف الاحتلال العصيبة، فضلا عن ظروف الحياة القاسية بطبيعة الحال. والأخطر من ذلك أنها –تقريبا- قضت على الأهلية المطلوبة للبناء على مجموع المتحصل من سنوات النضال الفلسطيني في تحقيق قدر من الكفاية الذاتية أو ما يسمى بالاقتصاد المقاوم.

فهل يحتاج الفلسطينيون بعد كل هذا إلى انتخابات جديدة، تجلب مزيد من المآسي والكوارث عليهم؟؟ إن ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم هو الوحدة الوطنية، وتفعيل الإرادة الجامعة للعمل على توعية الناس بحقوقهم الوطنية الأساسية، وبخطورة الاعتماد على الغير في لقمة العيش، وبكارثة الإغراق في الاستهلاكية المعولمة التي لا تناسب ظروفنا، ولا تتناسب مع المعايير الإنسانية في العطاء والإنتاج والتضحي



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عماد صلاح الدين - الانتخابات والاحتلال