أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل














المزيد.....

تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثارت تصريحات الرئيس السابق المنصف المرزوقى فى منتدى قطر استهجان عدد من السياسيين، والإعلاميين، والشخصيات الوطنية، فضلا عن المبحرين فى شبكات التفاعل الاجتماعى. فقد آثر المرزوقى أن يستهل كلمته بشكر حكام قطر نيابة عن الشعب التونسى لوقوفهم بجانب تونس ودعمهم لها طيلة سنوات الانتقال الديمقراطى (متناسيا هتاف الجماهير لا أمريكا لا قطر، تونس حرة حرة وقطر على بره...). ولم يكتف المرزوقى بذلك بل اعتبر قطر من قوى الخير التى ساهمت فى بناء تونس الجديدة.

وكعادته انتقد المرزوقى الأحزاب التى لم تقبل الثوريين السلميين الداعين إلى دولة المواطنة، وعلى رأسها حزب نداء تونس، وذكرها بما كان قد تنبأ به من قبل من حدوث ثورة جديدة يتزعمها ثوريون غير سلميين ومن ثمة «سيأتى جيل ينصب المشانق».

والواقع أنها ليست المرة الأولى التى يشتم فيها المرزوقى التونسيين الذين لم يقبلوا به على رأس إدارة شؤون البلاد، وليست المرة الأولى التى «يصفى» فيها المرزوقى حساباته مع خصومه الذين يعتبرهم ممثلى «النمط البرجوازى اللاوطنى» من خارج البلاد. فكلما زار المرزوقى قطر اغتنم الفرصة ليشتم إعلام العار، والقوى المضادة للثورة.. وليس غريبا أن يشعر المرزوقى بارتياح فى موطنه قطر، فالرجل أفاد من خدمات قناة الجزيرة التى تطوعت لقيادة حملته الانتخابية، ودعم حركة شعب المواطنين، كما أن المرزوقى أفاد من مركز الدراسات التابع للجزيرة فكتب بمقابل مادى مناسب لمقام مناضل حقوقى ورئيس دولة.

لقد اعتبر المرزوقى فى نظر منتقديه «عميلا»، و«خائنا» للوطن، ومفرطا فى سيادة تونس بل ثمة من اعتبره متعاملا مع قوى الامبريالية وخدام الصهيونية، ودعا إلى محاسبة الرجل الذى تستر عن الجمعيات الخيرية التى سعت إلى تدمير البلاد عبر تأسيس شبكات تسفير الشبان إلى سوريا، والترحيب بالدعاة المحفزين على الاحتقان الاجتماعى، والمروجى لخطاب الكراهية والفتنة بين التونسيين. وفى هذا الصدد طالب محسن مرزوق، الأمين العام الجديد لحزب النداء، باتخاذ إجراءات ضد المرزوقى ودعا الدولة إلى محاسبته قائلا: «هذه التصريحات لا تليق برئيس دولة سابق، ويقوم بصب الغاز على النار فى الجنوب.. وعلى الدولة أن تثبت للجميع أنها دولة وكل واحد يتجاوز حدوده يلزم نحاسبوه حتى لو كان رئيس دولة سابق».

أما أنصار المرزوقى، والمدافعون عن حراك شعب المواطنين، والذى ينظر إليه على أساس أنه منقذ البلاد من الضلال السياسى، والزيغ النهضوى فإنهم يعتبرون المرزوقى «زعيم الوطن» وهو «حر وشريف»، و«آخر الرجال المحترمين»، وصاحب السياسة المنحازة «للمستضعفين ومن لا صوت لهم»، و«صاحب المشروع التحررى الحقيقى»، القائم على مبدأ العيش معا، وهو أيضا الشوكة المنتصبة فى وجه كل من العاملين على عودة حزب التجمع بآلياته المعروفة. والمرزوقى، فى نظر محبيه هو ممثل «العائلة الديمقراطية الحقيقية»، وهو «إنسان تقدمى حقيقى منحاز للإنسان المستضعف مهما كانت ايديولوجيته»، و المرزوقى هو «مؤلف القلوب وغير استئصالى ونصير المستضعفين».

صورة المرزوقى تتشكل فى الداخل والخارج. فالحقوقيون فى موريتانيا، والمغرب، والسودان، وغيرها من البلدان من الذين عرفوا الرجل فى محطات سابقة فى حياته يروون عنه حكايات وقصص، ويقارنون خطاب الرجل قبل الثورة وبعد اعتلائه سدة الحكم، ويعبرون عن خيبة أملهم، ويتساءلون لم فرط الرجل فى ماضيه النضالى، وأضحى متناقضا متسترا عن التجاوزات، غاضا الطرف عن أشكال من الفساد؟

من الثابت أن المرزوقى يساهم هو أيضا فى تشكيل صورته من خلال اختيار هيئته، ومفردات خطابه، وسلوكه وخياراته.. وهو يريد من الناس أن يروا فيه ما يريد هو أن يروا. وبين الأسطورة والشيطنة مسافة تسمح بالوقوف عند طريقة اشتغال نسق التمثلات، ومعرفة الأسباب والدواعى التى تجعل الواحد يهيم شوقا فيمدح الزعيم الثورى، ويسانده بكل ما أوتى من قوة حتى وإن اقتضى الأمر غض الطرف عن العيوب والمساوئ، والزلات مادام هذا الزعيم قد سمح لمن كانوا وراء الستارة أن يبرزوا وأن يصبحوا فى موقع الفاعلين، والمؤثرين فى الجماهير.

أما الذين يمارسون الشيطنة فإنهم يحرصون على إخفاء ما يزعج فى خطاب المرزوقى، وقراراته، وتحركاته، والتركيز فقط على العيوب. وبين هؤلاء وهؤلاء يغدو المرزوقى فى منطقة بينية معلقا بين السماء والأرض، بين النزاهة، والمراوغة، بين الدهاء، والرعونة، بين التبصر والعمى.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية
- فى تمثّل دور رئيس الدولة
- تونس على محكّ الاختبار
- هل يمكن تشريك حزب النهضة فى الحكم؟
- هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟
- شعب النهضة
- التوافق المزعوم
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل