أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟














المزيد.....

ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 14:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



يحقّ للتونسيين أن يشعروا بالارتياح بعد قطع مراحل هامّة فى مسار الانتقال الديمقراطى. فقد تشكّلت حكومات، وأجريت عدّة انتخابات، وأنجز دستور، وتأسّست هيئات لإدارة الإعلام، والانتخابات، والعدالة الانتقالية... وابتكرت آليات لإدارة الأزمات السياسية كالحوار، والتوافق تحت إشراف الرباعى الراعى للحوار، واضطلع المجتمع المدنى بدور رئيس ساهم فى توفير مناخ ملائم لتكريس ثقافة المواطنة الفاعلة، والديمقراطية التشاركية .

ولكن بقدر اعتزاز التونسيين بهذه الانجازات يزداد شعورهم بالخوف على مصير البلاد، لاسيما بعد تواصل العمليات الإرهابية التى أنهكت المؤسسة العسكرية، وشتّتت جهود المؤسسة الأمنية، وما ترتّب عن الحرب الأهلية فى ليبيا من نتائج ساهمت فى تعقيد الوضع الاقتصادى، فضلا عن انتشار التهريب، والفساد، وضعف مردود القطاع السياحى، وتدنّى مستوى المؤسسات التعليمية إلى غير ذلك من المشاكل التى تعانيها البلاد.


ولئن علّق أغلب التونسيين آمالا كبيرة على المرحلة القادمة، باعتبارها مرحلة تقطع مع «المؤقت» (هيئات مؤقتة، وسلطة مؤقتة، ورئيس مؤقت..) وتؤسس للاستقرار فإنّ بوادر الانفراج تبدو محدودة لأسباب متعدّدة اخترنا أن نتطرّق إلى جانب منها له وشائج بالبنى الذهنية، أوّلها: صعوبة تخلّص عامة الناس من تمثّل تقليدى لرئيس الدولة يرى أنّه «الحاكم بأمره» وبيده مفاتيح الأمور، وبإمكانه أن يغيّر حالهم، ويخفّف من معاناتهم وكأنّهم لم يستطيعوا التخلّص من شخصنة السلطة، ولم يستوعبوا بعدُ التغيير الحاصل على منظومة الحكم. فصلاحيات الرئيس تقلّصت، وصار الحديث عن تنسيق بين رؤساء : الدولة، والحكومة، ومجلس الشعب، وعن مؤسسات الدولة الموكل إليها معالجة الأوضاع.

ويكمن التحدّى الثانى فى «مأسسة ثقافة التسليك»، والعبث بالقيم، والأخلاق، والمعايير ، وخرق القوانين حتى إنّ المرء بات لا يجد غضاضة فى التفاخر بما حقّقه من غنم من وراء مسلك التزوير، والغش، والتهريب، والتلاعب... ويمكن الإقرار بأنّ النظام السابق نجح فى إقناع الناس بأنّ ثقافة التسليك قد تأصّلت، وما عاد بالإمكان مقاومتها. فأنّى السبيل للحكومة القادمة أن تتعامل مع جمهور لا يؤمن بقيمة العمل، ولا يقدّم أداء الواجب على المطالبة بالحقوق، ويؤثر نفسه على حساب مصلحة الوطن، ولا يجد حرجا فى استغلال موقعه للمنّ على أقاربه ، وأحبابه..؟ وعندما يصل الأمر إلى حدّ الغشّ فى الامتحانات، وتزوير النتائج، وسرقة الأفكار فى الأطروحات الجامعية، والأعمال الفنية، والبرامج السياسية، والاقتصادية، والإعلامية.. وتفانى بعض المسئولين والنخب فى تبرير هذا السلوك أو ذاك يغدو التعامل مع هذا الواقع عسيرا.


وبالإضافة إلى ما سبق تواجه الحكومة الجديدة معضلة أخرى على مستوى الذهنيات السائدة لدى طيف واسع من السياسيين أو من المتطفلين على هذا المجال. فهؤلاء عجزوا على امتداد السنوات، عن التخلّص من ذاكرة مشحونة بالأحداث والمواجهات الأيديولوجية، وداء تضخّم الذات، والتعامل مع السلطة وفق منطق الغنيمة، والجرى وراء الشهرة، والامتيازات. فهل يمكن للحكومة الجديدة أن تعوّل على كفاءات لم تصبها هذه اللوثة، والحال أنّ التعيين وفق منطق المحاصصة الحزبية، والمنّ اعترافا بجميل الدعم فى الانتخابات مستمرّ؟ ويمكن القول إنّ تفشّى الشعبويّة فى كافة المجالات السياسية والإعلامية والتعليمية والثقافية .. وعدم مواجهتها مخافة ردّ فعل المحتجّين جعل منطق التنازلات، والتضحية بالمعايير، والقوانين، والقيم سائدا. وهذا التراخى فى تطبيق القوانين جعل الحكومة الجديدة فى موقف لا تحسد عليه فإمّا أن تكون حازمة، وجريئة، وقادرة على تطبيق القوانين، واحترامها مهما كلفّها ذلك من نتائج قد تعبث بالاستقرار أو أن تتحوّل إلى ألعوبة فى يد المهربّين، وأصحاب «الفتوّات»، والمتطرفين، وغيرهم من المتطاولين على سلطة القانون.


وإذا علمنا أنّ تصوّر دور المعارضة، حسب طيف من السياسيين الذين خسروا الانتخابات، قائم على الأخذ بالثأر، والتشفّى، وإنهاك الحكومة والمساهمة فى إسقاطها، واستعراض القدرة على التشهير، والإحراج.. تبيّن لنا أنّ مهمّة المشرفين على مرحلة بناء الجمهورية الثانية أو الثالثة عسيرة ذلك أنّ المخاطر الأمنية والتحديات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والرهانات السياسية، لا يمكن أن تواجه بعقليات متكلسّة، وبنى ذهنيّة مشدودة إلى تركة الماضى، وممارسات، وسلوكيات لا تعير للمنظومة القيمية وزنا، ولا تنمّ عن استبطان لثقافة احترام الضوابط، والمعايير، والقانون.

إنّ صياغة السياسات المستقبليّة، ما لم تدرك الفجوة بين التصوّر وطبيعة البنى الذهنيّة، وما لم تضع فى الحسبان خطّة لتغيير العقليات، ومعالجة أزمة انهيار القيم، وانحطاط الأخلاق، ستكون عمليّة عرجاء محدودة النتائج.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟
- شعب النهضة
- التوافق المزعوم
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟