أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟














المزيد.....

هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 14:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اكتشف التونسيون، ومباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، أن مليون امرأة صوتت لفائدة «السبسى» لعدة أسباب منها: استمرار حالة الخوف من ضياع مناخ الحريات، والتضييق على النساء. فالحقوق ليست مرتبطة بالدسترة فقط بل هى فى علاقة بالممارسات فى الواقع المعيش، ومنها أيضا شعور فئات من التونسيات بالحاجة إلى السياسى/ الأب القادر على حماية مكاسبهن، و«كسر شوكة الرجعية»، ومنها تعليق آمال على حكمة «السبسى» وتجربته الطويلة فى الحكم، خاصة بعد نجاحه فى التماهى مع شخصية بورقيبة إن كان ذلك على مستوى صياغة الخطاب السياسى، وحركات الجسد، والحضور فى الإعلام، والوقوف إلى جانب الأرملتين: بسمة بلعيد، ومباركة البراهمى، وأرملة لطفى نقض، والتكفل بمعرفة القتلة، وهو شكل من أشكال احتواء النساء عاطفيا.

ولئن فرح «السبسى» بمساندة النساء له، واعترف بدورهن الهام فى نجاحه فى الانتخابات، وفى تغيير المعادلة السياسية فإن التونسيات رفعن أصواتهن عاليا، وطالبن الرئيس الجديد بتجاوز موقف الاعتراف إلى العمل على تمثيل النساء أحسن تمثيل فى الحكومة الجديدة. ولبلوغ هذا الهدف انطلقت حملة على الموقع الاجتماعى فيسبوك للضغط على أصحاب القرار، وحثهم على الاستجابة لمطالبهن لاسيما وأن تمثيلية النساء سياسيا تتطابق مع مكسب تحقق دستوريا، ونعنى بذلك التناصف. ويتمثل شعار الحملة فى 50 بالمائة وزيرات فى الحكومة الجديدة.

وليس يخفى أن تحرك الناشطات الحقوقيات بسرعة يروم تلافى الأخطاء التى ارتكبتها حكومات ما بعد الثورة حين همشت الكفاءات النسائية، وقلصت من حجم حضورهن فى المجال السياسى، ولم تسمح لهن بتقلد المسئوليات، والتدرب على تحمل المسئوليات مثلهن مثل الرجال. ولهذا السبب بادرت الناشطات بالضغط على أصحاب القرار قبل الشروع فى تشكيل الحكومة، حتى يتحملوا مسئولياتهم، ويبرهنوا على مدى تفاعلهم مع الحركات الاجتماعية، والحركة النسائية على وجه الخصوص.

ونذهب إلى أن هذا الضغط هو شكل من أشكال اختبار نوايا الحكام الجدد. فهل يكون هؤلاء قادرين على الإيفاء بالوعود، والالتزامات، وإثبات تقيدهم بمواد الدستور التى تجعل الدولة راعية لحقوق النساء وعاملة على تكريس التناصف؟ هل بإمكان الحكام الجدد العدول عن توظيف المسألة النسائية سياسا، واستغلال أصوات النساء فى الحملات الانتخابية ثم تهميشهن بعد ذلك؟ هل بإمكان أصحاب القرار إقامة الدليل على أنهم مؤمنون بالفعل بضرورة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء، والسعى الجاد إلى سد الفجوة بين النصوص التشريعية والواقع المعيش؟

يبدو أن تشكيل الحكومة الجديدة يثير أكثر من إشكالية على مستوى ترضية عديد الأطراف، رجال المال الذين دعموا حزب النداء، ومختلف الأحزاب التى ساندت السبسى، والشخصيات الوطنية التى وقفت إلى جانبه هذا بالإضافة إلى شرائح من النساء اللواتى قدمن الدعم والمساندة، وتحمسن للمشاركة فى الانتخابات.

إن على رئيس الحكومة «الصيد» أن يضع فى اعتباره كل هذه الاعتبارات، ولعل أهمها مطالب النساء. فهن يضعن السياسيين على محك التجربة ويختبرن أخلاقياتهم، ومدى قدرتهم على احترام الدستور، وتحمل مسئولياتهم التاريخية فى بناء الجمهورية الثانية وفق رؤية تشاركية مكرسة للمواطنية التامة.

لقد انتهى زمن التباهى بإنجاز دستور طلائعى، ينص على التناصف وتشريك النساء فى مواقع صنع القرار...إنه زمن التنفيذ والبرهنة على قبول النساء فى المجال السياسى لا من موقع المن بل من موقع الاستحقاق والكفاءة. ونذهب إلى أن الكتلة المسماة «ديمقراطية» أمام امتحان عسير إذ يتعين عليها أن تثبت مدى قبولها بتوزيع السلطة على نحو مغاير، والتنافس من أجل أداء أفضل بعيدا عن منطق العزل والإقصاء، والتهميش.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟
- شعب النهضة
- التوافق المزعوم
- من «سردية التميّز إلى سردية وهم التغيير»
- الكلّ يغنّى على ليلاه
- هل خرجت تونس من النفق؟
- ملاحظات على هامش الانتخابات التونسية
- حالات الإحباط.. قبيل الانتخابات
- موجة خلع الحجاب .... على هامش الانتخابات
- رسالة تونس: لله درّ النهضة كم تتقن التلاعب
- لقد هزلت حتى بدا من هزالها
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟