أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع














المزيد.....

دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو من المفارقات التي تستحق الاهتمام بصورة جدية هي قدرة المبعوث الأممي على مواصلة البحث عما يمكن أن يوقف به دوران عجلة الانهيار المحتمل لنظام الأسد، على الرغم من كل الدعم الذي يتلقاه من شركائه في قتل السوريين، ومواصلة تدمير ماتبقى من البلاد. كل هذا الدأب الذي يجهد به دي ميستورا، لم نرَ له أي نتائج حقيقية على أرض الواقع، بما فيها تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتصلة بالحالة الإنسانية، وفتح ممرات آمنة، وفك الحصارعن المناطق المحاصرة. ما يُحسب له جدارته في تسليم حمص للنظام، ونتائج ذلك معروفة.
اليوم، بعد فشل كل المحاولات الرامية لوضع قطار التفاوض على سكة التسوية، باءت بفشل غير مسبوق. لم تكن المعارضة السورية، بضعفها وتفتتها، سبباً في ذلك. على العكس كانت تستجيب للضغوط الاقليمية والدولية، وتذهب الى جنيف وموسكو، مرّة بعد أخرى، وتتحمل أوزار ذلك، لكن النظام مدعوماً بالقدرة السياسية والعسكرية الإيرانية والروسية وسواهما، كان يُمعن في إفشال كل محاولة لفتح ثقب في النفق الدامي الطويل.
إيران هي أشد القوى وضوحاً في فرض سطوتها على الطغمة الحاكمة، وفي إفشالها لمفاوضات جنيف2 التي حُرمت في الساعة الأخيرة من المشاركة فيها. واليوم مع انتشار الميليشيات المدعومة منها وإمساكها بأطراف النظام وتسييرها لمؤسساته الأمنية، يبتعد كثيراً المبعوث الأممي دي ميستورا، عن توصيف الوضع السوري بحيادية ودقة ، من شأنها أن تعيد للعمل السياسي، جوهره الحقيقي، بمعنى استعادة المبادرة الأساسية: جنيف1.
مالذي يريده دي ميستورا إذن من اللقاءات التشاورية، مع أطياف وشخصيات المعارضة ؟ ما هي المسائل والقضايا الملتبسة التي لم يدركها المبعوث الدولي حتى الآن، عما يحدث في سوريا وما هي تصورات ووجهات النظر لمختلف القوى السورية، هل يستبق تحضيرات إقليمية ودولية تخص الشان السوري، تدفعه لمثل هذا الانشغال الكبير، دون خطط أو برامج عمل للقاءات التشاور؟
في الواقع، اتسمت جهود دي ميستورا بالضبابية، فهو لايطرح شيئاً مفيداً ومحدداً أمام الأطراف السورية، بينما هو واضحٌ جداً فيما يتصل بالأفكار التي ينتجها اللقاء مع النظام السوري، أو مع الأطراف الأوربية التي يضع خرائطه أمامها بشان الوضع في سوريا، وخطة حلب مجرد مثال قريب ومهم على سياسة وأداء دي ميستورا، كمبعوث للأمم المتحدة ويتبنى سياساتها، بما في ذلك مجلس الأمن.
ليس لدى دي ميستورا – في اعتقادي - سوى اسمتزاج الآراء في الوقت الضائع. فالمجتمع الدولي منشغل تماماً بالملف النووي الإيراني، وبالوضع في اليمن وباب المندب، والعراق. أما الحال السوري فإنه منذور للنضج على نار هادئة، وقودها الدم السوري والأرواح التي تزهق، دون أن تحظى مجازر الأسد بالإدانة كجرائم حرب.
ما يسعى إليه المجتمع الدولي اليوم، هو منع انهيار النظام.أما التغيير فهو سيظل رهن الإرادات والمصالح الدولية. الأولوية اليوم هي – بلا شك – إعادة بناء المعارضة السورية، كي تستطيع تولي زمام المبادرة، والفرصة ما تزال متاحة، تأسيساً على لقاءات القاهرة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقلبات وإرباكات المشهد السوري
- صعود الجماعات الارهابية في المنطقة
- اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا
- الشمال السوري بين فكي داعش والنصرة
- يوم في حياتي: الكتابة والعشق!
- السوريون : موتٌ..وغرباء


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع